ناسا تكشف أولى صور تلسكوب SPHEREx البانورامية للكون
أعلنت وكالة ناسا عن استقبال أولى الصور التي التقطها تلسكوبها الفضائي الجديد SPHEREx، بعد نحو ثلاثة أسابيع من إطلاقه في 11 مارس 2025.
التلسكوب، المصمم لاستكشاف الكون بالأشعة تحت الحمراء، يدور حول الأرض 14.5 مرة يوميًا، وقد رصد في أولى مهامه أكثر من 100 ألف مجرة ونجم وسديم في صورة واحدة بانورامية مذهلة.
رغم أن هذه الصور الأولية لم تُجهّز بعد للتحليل العلمي الكامل، فإنها تمثّل دليلًا واضحًا على أن التلسكوب يعمل بكفاءة عالية، وتُظهر مجال رؤية يعادل 20 ضعف حجم القمر المكتمل، ما يجعلها أداة حاسمة في فهم بنية الكون.
رؤية ثلاثية الأبعاد تمهد لرسم خريطة شاملة للكون
يقود المشروع الباحث جيمي بوك، الذي صرّح بأن SPHEREx سيستمر في مهمته لمدة 25 شهرًا لرسم خريطة ثلاثية الأبعاد للسماء بأكملها، باستخدام 102 نطاق مختلف من الأطوال الموجية تحت الحمراء.
وبعكس تلسكوب جيمس ويب، الذي يركز على التفاصيل الدقيقة، يقدّم SPHEREx رؤية بانورامية واسعة، تتيح دراسة أبعد وأقدم الأجسام في الكون.
فيما يسمح هذا التلسكوب للعلماء بسبر سحب الغاز والغبار الكوني، واكتشاف الأجسام التي تعجز التلسكوبات الأخرى عن رصدها، وبفضل هذه القدرة، يمكن لـ SPHEREx تقديم أدلة جديدة على أصل جزيئات الماء في الفضاء، ودورها المحتمل في نشأة الحياة على الأرض.
تقنية متقدمة وتمثيل بصري فريد
يعتمد SPHEREx على ستة أجهزة استشعار حساسة، قادرة على رصد الأطوال الموجية المختلفة وتحليل تركيب ومسافة الأجرام السماوية.
في الصور الأولى، تم تمثيل الموجات الأقصر كظلال بنفسجية، فيما ظهرت الأطول بألوان مختلفة، ما يكشف عن تفاصيل بنيوية وتكوينية دقيقة للمجرات.
وصرّح أوليفييه دوريه، الباحث في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا، أن التلسكوب "فتح أعيننا على الكون، ويعمل تمامًا كما صُمّم له"، مؤكدًا على الإمكانات العلمية الواسعة التي يقدمها الجهاز.
اقرأ أيضًا: "ناسا" و"فايرفلاي إيروسبيس" تكشفان عن أول صور لغروب الشمس القمري
يتوقع العلماء أن يكون لتلسكوب SPHEREx تأثير كبير على علم الفلك، خاصة في دراسة الفترة التي تلت "الانفجار الكبير"، المعروفة بـ"عصر إعادة التأين"، والتي شكّلت لحظة ولادة النجوم والمجرات الأولى.
وبفضل قدرته على رصد هذه الحقبة المبكرة، يأمل العلماء في الحصول على رؤى جديدة حول أصول الكون وتطوره المبكر، وفهم الكيفية التي تطورت بها المجرات على مدى مليارات السنين.