فيديوهات الصحة النفسية في تيك توك.. توعية أم تضليل؟

شهد تطبيق "تيك توك" في السنوات الأخيرة انتشارًا واسعًا لمحتوى نفسي يزعم شرح أعراض اضطرابات مثل فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD)، إلا أن دراسة حديثة كشفت أن أكثر من نصف هذه المقاطع تفتقر إلى الدقة العلمية ولا تتوافق مع المعايير الطبية المعتمدة. الأخطر من ذلك، أن حتى المصابين فعليًا بالاضطراب واجهوا صعوبة في تمييز المعلومات الدقيقة من المضللة.

منتجات وخدمات بلا ترخيص وراء بعض المحتوى المنتشر

خلص الباحثون إلى أن عددًا كبيرًا من صناع المحتوى يستخدمون التطبيق للترويج لألعاب ومنتجات تخفيف التوتر مثل "fidget spinners" أو خدمات تدريب نفسي دون أي خلفية طبية، ما يثير القلق بشأن نزاهة ودوافع هذا المحتوى.

وقد أشارت فاسيليا كاراسافا، الباحثة في علم النفس بجامعة كولومبيا البريطانية، إلى أن "غياب التفاصيل الدقيقة يعزز اللبس، خصوصًا حين تُعرض أعراض مثل صعوبة التركيز على أنها خاصة بـADHD، رغم أنها قد تتداخل مع اضطرابات أخرى مثل الاكتئاب أو القلق".

مارك زوكربيرغ يعترف بأخطاء استراتيجية أمام تيك توك

منصات التواصل.. سيف ذو حدين في الصحة النفسية

رغم إيجابيات منصات التواصل الاجتماعي في تقليل الوصمة وتشجيع الحوار حول الصحة النفسية، فإن غياب الرقابة يجعلها بيئة خصبة لانتشار المعلومات المغلوطة. 

وتشير الإحصاءات إلى أن 64% من الجيل زد و49% من جيل الألفية يفضلون تيك توك كمصدر رئيسي للمعلومة، وهو ما يزيد من خطورة التأثير السلبي.

الدراسة أوضحت أن مقاطع الفيديو المتعلقة بـADHD والتوحد من بين أكثر 10 علامات وسم مشاهدة في مجال الصحة النفسية على المنصة.

تفاصيل الدراسة: 3 مجموعات مستخدمين وتقييم دقيق للمحتوى

أجريت الدراسة على 843 مشاركًا وُزعوا إلى ثلاث مجموعات: غير مصابين، مصابين رسميًا، ومشخصين ذاتيًا بالاضطراب. طُلب من كل منهم تقييم مقاطع الفيديو بناءً على تحليل أخصائيي النفس، مع إعادة التقييم بعد مشاهدة مقاطع من متخصصين.

وأظهرت النتائج أن أكثر من 52% من المقاطع الشائعة تعطي توصيفات مبالغ فيها لأعراض عامة، وقد يتأثر بها المستخدمون ويظنون خطأً أنهم مصابون.

"تسونامي إدمان" بين المراهقين بسبب تيك توك ويوتيوب

توصيات ضرورية لتجنب التضليل النفسي الرقمي

دعت الدراسة إلى ضرورة استشارة المتخصصين في الحالات النفسية، وتجنب الاعتماد على المحتوى المنشور في تيك توك. كما شددت على أهمية مشاركة المتخصصين في نشر التوعية الصحيحة لموازنة المحتوى المضلل.