مستخدمو تيك توك وتويتر الأكثر توترًا.. وسائل التواصل تحت المجهر النفسي
أظهرت دراسة حديثة أجرتها جامعة نورث إيسترن الأمريكية وجود علاقة قوية بين الانزعاج النفسي وكثرة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، حيث توصل الباحثون إلى أن المستخدمين الذين يتفاعلون مع هذه المنصات عدة مرات في اليوم هم الأكثر توترًا وانزعاجًا.
وشملت الدراسة أكثر من 40,000 شخص بالغ، خضعوا لاستبيان حول مدى استخدامهم لوسائل التواصل، إلى جانب اختبار مكوّن من خمس أسئلة لقياس مستويات التوتر والانزعاج لديهم. النتائج أظهرت بوضوح أن الاستخدام المكثف يتزامن مع ارتفاع علامات التوتر.
هل تسبب وسائل التواصل التوتر أم أن المتوترين ينجذبون إليها؟
الباحث في الدراسة ديفيد لازر، أستاذ العلوم السياسية وعلوم الحاسوب في الجامعة، أوضح أن النتائج لا تؤكد وجود علاقة سببية مباشرة، بل تشير فقط إلى ارتباط واضح.
وقال لازر: "نحن لا نقول إن وسائل التواصل تسبب التوتر، من الممكن أيضًا أن الأشخاص المتوترين هم من يلجؤون إليها بكثرة".
تيك توك وتويتر في الصدارة من حيث الارتباط بالتوتر
رغم تفاوت مستويات التوتر بين المنصات المختلفة، فإن تيك توك كان مرتبطًا بأعلى درجات الانزعاج، خصوصًا لدى المستخدمين، الذين ينشرون عدة مرات في اليوم. ويُرجع الباحثون ذلك إلى أن مستخدمي تيك توك يميلون إلى أن يكونوا أصغر سنًا، وهي الفئة العمرية التي سجّلت أعلى مستويات التوتر.
أما المفارقة الطريفة، فهي أن الأشخاص الذين نشروا على منصة X (تويتر سابقًا) مرة واحدة فقط في الشهر كانوا الأقل توترًا، حتى مقارنة بمن لا يستخدمونه إطلاقًا. لكن لازر حذّر من المبالغة في تفسير هذه النتيجة، واعتبرها مجرد هامش إحصائي بسيط قد لا يحمل دلالة قوية.
اقرأ أيضًا: حادثة تقنية نادرة.. "جوجل" تفقد نطاقها لثوانٍ وتكافئ مكتشف الخطأ
العوامل الديموغرافية لها دور كبير
أظهرت الدراسة أن النساء أقل توترًا من الرجال، وأن مستويات الانزعاج تنخفض كلما تقدم الشخص في العمر أو ارتفع دخله. كما كان سكان المدن أقل توترًا من سكان المناطق الريفية.
ولم يكن للانتماء السياسي تأثير مباشر على مستويات الانزعاج، إلا أن الأشخاص الذين يشاركون في نقاشات سياسية يومية أظهروا معدلات توتر أعلى بكثير من غيرهم.
هل التصفح الصامت أقل تأثيرًا من النشر؟
المثير للاهتمام أن الدراسة لاحظت أن كثرة التصفح (Lurking) وكذلك كثرة النشر (Posting) مرتبطة بارتفاع التوتر، مما يشير إلى أن مجرد التفاعل المستمر مع المحتوى، سواء بنشره أو استهلاكه، يسهم في رفع مستويات الانزعاج.
ويرى لازر أن هذه النتائج توضح أن الأصوات السائدة على الإنترنت غالبًا ما تكون لأشخاص يعانون من التوتر والانزعاج، ما قد يفسر حدة الخطاب السائد على منصات التواصل.