"Sanofi" تعيد موظفيها إلى المكاتب 3 أيام أسبوعيًا لتشجيع الابتكار
أعلنت شركة "سانوفي Sanofi" الفرنسية العملاقة في مجال الصناعات الدوائية، عن نجاحها في إعادة موظفيها إلى العمل من المكاتب، عبر تطبيق نظام عمل هجين يشمل الحضور أيام الثلاثاء والأربعاء والخميس.
هذا التوجه يأتي في وقت تعتمد فيه الشركة على الذكاء الاصطناعي بشكل غير مسبوق، ضمن مشروعها للتحول الرقمي الشامل، لكنها ترى أن الابتكار الحقيقي لا يمكن تحقيقه من خلف الشاشات فقط.
وحسب "إيمانويل فرينهارد"، كبير مسؤولي التحول الرقمي في الشركة، فإنه رغم تبني الشركة تقنيات الذكاء الاصطناعي لدعم عملياتها العالمية، فإنها لا تزال تعتبر "العمل البشري المشترك" أساسًا في تحقيق الإبداع.
وأضاف خلال حديثه إلى مجلة Fortune: "الابتكارات الكبرى لا تأتي من اجتماعات مجدولة بل من الصدف والتحديات، ولا تحدث غالبًا عند العمل من المنزل"، وأوضح أن العودة الجزئية للمكاتب تتيح هذه اللحظات النادرة والثمينة.
التكنولوجيا مكمّلة للإنسان وليست بديلة
وشدد "فرينهارد" على أن الذكاء الاصطناعي ليس تهديدًا لوظائف البشر، بل عامل مساعد في تعزيز أدائهم، وقال: "التكنولوجيا لن تحل محلنا، بل ستكملنا"، مؤكدًا أن الحضور الفعلي ضروري لتفعيل هذه الشراكة بين الإنسان والآلة.
وتابع: "خلال الجائحة حافظنا على سير العمل من بُعد، لكن اليوم نحتاج إلى بيئة تحفّز على التفكير الجماعي والخروج بأفكار جديدة، وهذا لا يتوفر إلا في العمل المباشر وجهاً لوجه".
وفي ظل سباق عالمي لاستقطاب المواهب التقنية، أكدت "Sanofi" أنها لا تواجه صعوبة في التوظيف رغم شرط الحضور المكتبي، ويقول "فرينهارد" إن السبب يعود إلى الرغبة المتزايدة بين المختصين في التكنولوجيا للعمل في قطاع يؤثر فعليًا في حياة البشر، خاصة بعد جائحة كوفيد-19.
وأوضح أن التحدي الأكبر كان في إيصال هذه الرسالة للمرشحين، لكن بمجرد أن يدركوا تأثيرهم الحقيقي في مجال الرعاية الصحية، يكون قرار الانضمام سهلاً.
اقرأ أيضًا: دراسة: كيف تساهم المُحليات الخالية من السكر في زيادة الشهية والسمنة؟
تأتي تجربة الشركة في وقت تطلب فيه العديد من الشركات الكبرى عودة موظفيها إلى المكاتب بشكل كامل أو جزئي، بعض الشركات مثل Amazon وNothing طلبت من موظفيها الحضور خمسة أيام أسبوعيًا، وهو ما قوبل باستياء واسع.
إلا أن سياسة "Sanofi" المعتدلة، القائمة على التوازن بين المرونة والعمل التشاركي، أسهمت في تقبّل الموظفين لهذا التغيير دون مقاومة تُذكر، وهو ما وصفه "فرينهارد" بأنه "تحوّل في المعايير" وليس مجرد استثناء.