دراسة حديثة تكشف عدم فعالية أغلب علاجات آلام أسفل الظهر
يُعاني ملايين الأشخاص حول العالم من آلام أسفل الظهر، وكثيرًا ما يشعر المرضى أن الأدوية التي يستخدمونها لا تقدم نتائج فعّالة. هذه الشكوك أكدتها دراسة دولية حديثة نشرت في مجلة "BMJ Evidence Based Medicine"، حيث أوضحت أن معظم العلاجات الدوائية وغير الدوائية الشائعة لا تُقدم نتائج ملموسة في تخفيف هذه الآلام.
تحليل شامل لـ301 دراسة عالمية
أجرى باحثون من جامعة نيو ساوث ويلز الأسترالية بالتعاون مع جامعات في البرازيل وكندا تحليلًا دقيقًا لـ301 دراسة سابقة، شملت 56 علاجًا مختلفًا لآلام أسفل الظهر الحادة والمزمنة. وكان الهدف من هذا التحليل معرفة أي العلاجات تُقدم نتائج فعالة في تخفيف الألم، وأيها لا يُعطي أي تأثير حقيقي.
علاج آلام الظهر بالأعشاب
فعالية محدودة لغالبية العلاجات
شملت العلاجات التي تم تقييمها مضادات الالتهابات غير الستيرويدية (مثل الأيبوبروفين)، ومرخيات العضلات، والباراسيتامول، إضافة إلى علاجات غير دوائية كالتدليك والعلاج اليدوي وتقويم العمود الفقري. وأظهرت نتائج الدراسة أن غالبية هذه العلاجات تقدم فوائد طفيفة أو غير ملموسة، ولا تتجاوز تأثيراتها العلاج الوهمي في معظم الحالات.
مضادات الالتهاب فعالة في الحالات الحادة
أظهرت الدراسة أن مضادات الالتهاب غير الستيرويدية كانت العلاج الدوائي الوحيد الذي أثبت فعالية واضحة في علاج آلام أسفل الظهر الحادة، بينما لم تُظهر العلاجات الأخرى مثل الباراسيتامول والتمارين الرياضية وحقن الجلوكوكورتيكويد أي فوائد تذكر في هذا النوع من الألم.
الرياضة وبعض الأدوية تفيد في الآلام المزمنة
بالنسبة لآلام أسفل الظهر المزمنة، أظهرت الدراسة أن هناك خمسة علاجات فقط أثبتت فعاليتها، وهي التمارين الرياضية، والعلاج اليدوي لتقويم العمود الفقري، واللصقات الطبية، وبعض أنواع مضادات الاكتئاب، ومنبهات مستقبلات الألم (TRPV1). في المقابل، أثبتت الدراسة عدم فعالية المضادات الحيوية والمسكنات الموضعية مثل الليدوكائين في علاج هذا النوع من الألم.
دراسة: مرض السكري قد يُسبِّب آلام الظهر
نقص الأدلة حول فعالية العديد من العلاجات
وأشار الباحثون أيضًا إلى أن العديد من العلاجات الأخرى الشائعة، سواء كانت دوائية أو غير دوائية، لم تتوفر أدلة علمية كافية لإثبات فعاليتها بشكل حاسم، بسبب قلة عدد المشاركين في الدراسات أو النتائج المتضاربة. ومن هذه العلاجات: الوخز بالإبر، والتدليك، والتحفيز الكهربائي للأعصاب عبر الجلد، والعديد من الأدوية المكملة ومرخيات العضلات.