"إنايبوشا".. كوكب خارج المجموعة الشمسية يغير فهمنا لتطور الكواكب
أعاد اكتشاف "إنايبوشا" صياغة الفهم العلمي للكواكب خارج المجموعة الشمسية، حيث لا ينتمي إلى أي من الفئات الكلاسيكية المعروفة، مثل الكواكب الصخرية أو العمالقة الغازية أو النيبتونات المصغرة.
بل يوصف بأنه "كوكب الزهرة الفائق"، نظرًا لغلافه الجوي الكثيف والمكونات الكيميائية المعقدة التي يحتويها، والتي تشمل الهيدروجين، الهيليوم، بخار الماء، الميثان، وثاني أكسيد الكربون.
اقرأ أيضًا: 3 كواكب صالحة للعيش؟!
واعتمد العلماء في تحليل هذا الكوكب على بيانات تلسكوب جيمس ويب الفضائي (JWST)، والتي نشرت في The Astrophysical Journal Letters، حيث أظهرت الملاحظات أن "إنايبوشا" قد يكون حلقة مفقودة في تطور الكواكب الخارجية، إذ يقدّم نموذجًا لفهم كيف تفقد بعض الكواكب أغلفتها الجوية تدريجيًا، مما يفتح الباب لدراسة آليات تحولها على مدى العصور.
"إنايبوشا".. كوكب يتحدى النظريات العلمية
كان يُعتقد سابقًا أن "إنايبوشا" ينتمي إلى فئة "النيبتونات المصغرة"، وهي كواكب أصغر من نبتون ولكنها أكبر من الأرض. إلا أن الدراسات الأخيرة أظهرت أنه لا يشبه نبتون بقدر ما يشبه كوكب الزهرة، لكن مع حجم أكبر وحرارة أشد. كما كشفت التحليلات عن وجود طبقات سحابية غنية بالهباء الجوي وجزيئات معقدة، مما يجعل من الصعب دراسة الطبقات السفلى من غلافه الجوي.
علماء يكتشفون كواكب "مقلة العين".. لماذا تبدو مخيفة أكثر؟
إضافةً إلى ذلك، فإن وجود ثاني أكسيد الكربون والميثان في الغلاف الجوي للكوكب يثير تساؤلات حول إمكانية وجود عمليات جيولوجية نشطة مثل البراكين أو التفاعلات الكيميائية المستمرة، والتي قد تساهم في تكوين غلافه الغامض.
نحو فهم أعمق لتطور الكواكب
يطرح التركيب الكيميائي الفريد لـ "إنايبوشا" تساؤلات حول ما إذا كان الكوكب في مرحلة ثابتة من تطوره، أم أنه في طور التحول إلى نوع آخر. وتشير بعض النماذج الفلكية إلى أن "النيبتونات المصغرة" قد تفقد تدريجيًا أغلفتها الجوية الغنية بالهيدروجين بسبب الإشعاع النجمي القوي، تاركةً وراءها نواة صخرية مشابهة للكواكب الأرضية العملاقة أو "الزهرة الفائقة".
إذا صحّت هذه النظرية، فقد يكون "إنايبوشا" دليلًا على مرحلة انتقالية بين العوالم الغازية والصخرية، مما يجعله مختبرًا طبيعيًا لفهم كيفية تشكل الأغلفة الجوية، واحتفاظ الكواكب بها أو فقدانها مع مرور الزمن. كما قد يساعد هذا الاكتشاف العلماء في البحث عن ظروف مشابهة يمكن أن تدعم الحياة في أماكن أخرى من الكون.