Maserati Biturbo Shamal MA-01 أسطورة "الرمح الثلاثي" تنال الإنصاف بعد انتظار..!
كغيرها من الإبداعات، وُلدت Maserati Shamal من رحم المعاناة. ففي عام 1989، وفيما كانت الشركة تتخبط بين قرارات المالك أليخاندرو دي توماسو وبين النفوذ المتزايد لمعهد إعادة البناء الصناعي المدعوم من الحكومة الإيطالية، جرى الكشف عن سيارة استثنائية تحمل تصميمًا خلابًا ومواصفات عالية. ولكن أيضًا كغيرها من الإبداعات التي تولد من رحم المعاناة، عرفت Shamal في أيامها الأولى أوقات صعبة بسبب عدة عوامل، أبرزها السعر المرتفع والسمعة السيئة الناجمة عن المشكلات الميكانيكية التي كانت تعانيها سيارات "الرمح الثلاثي" في ذلك الحين.
هذا الأمر، أضف إليه الضائقة المالية التي كانت تعصف بالشركة، أدى إلى توقف إنتاج السيارة بعد تسليم 369 نسخة فقط إلى العملاء، في الوقت الذي استمرت المنافسة في سوق لا ينتظر أحدًا، لتضيع Shamal في غياهب النسيان دون أن يشفع لها لا تصميمها الخارجي الذي رسمه مارسيلو غانديني الذي يُعد واحدًا من أعظم المصممين في التاريخ، ولا محركها الهادر ذو النغمة المثيرة أو أداؤها المفعم بالعصبية الإيطالية.
ولكن كونها (كما ذكرنا غير مرة) من الإبداعات، ينطبق عليها أيضًا أن تنال اهتمام العالم ولو بعد حين، فهي اليوم تُعد من السيارات البارزة في تاريخ Maserati الذي يمتد لأكثر من مئة عام، وهذا الأمر هو الذي دفع بـ Modena Automobili، وهي شركة مستقلة تتألف من مجموعة عشاق السيارات الرياضية الذين نشأوا فيما يُعرف باسم "وادي المحركات" في منطقة مودينا الإيطالية مهد صناعة السيارات الإيطالية الرياضية الفاخرة، لإعادة إحياء السيارة بحلة عصرية تجمع ما بين شخصيتها المحببة وبين أحدث تقنيات العصر الحالي.
%20(1).jpg)
خطوط خارجية وفية لتراث Shamal

الخطوط الأساسية التي بنت عليها Shamal الأصلية كانت تعود لطراز Biturbo، ولكن بعد إضافة كل من الرفارف المنتفخة بشكلٍ كبير في الخلف ومعتدلة الانتفاخ في الأمام، وعواكس الهواء الجانبية والتصميم المختلف للمؤخرة، تحولت السيارة إلى شيء أبعد ما يكون عن الرتابة التي كانت تسيطر على خطوط Biturbo، وهذا بدوره دفع بفريق Modena Automobili للمحافظة على روح التصميم نفسه خلال تطوير جسم Maserati Biturbo Shamal MA-01 التي نتحدث عنها هنا مع اختلاف بسيط هو في المؤخرة، فبدلًا من تميّز الأخيرة عبر رفارف منتفخة بشكلٍ مبالغ فيه وغطاء صندوق يحمل تصميمًا مختلفًا، عمدوا إلى تجهيز المؤخرة بجناح مدمج مظهريًّا في جسم السيارة ضمن عملية إعادة إحياء عصرية لتصميم غانديني الشهير، ولتوفير لمسة حداثة تتناغم بشكلٍ كبير مع الخطوط الكلاسيكية لباقي أجزاء الجسم الخارجي، وبالأخص المقدمة التي تتمتع بمصابيح أمامية مستطيلة منفصلة كلاسيكية التصميم تحاكي ما كان يتوافر في الكثير من سيارات الماضي.
لا يعكر صفو خطوط الجسم المنسابة الحادة والمصقولة، سوى فتحات التهوية الضرورية لتبريد المحرك ومكونات السيارة الميكانيكية الأخرى.
وتُعد MA-01 الجديدة أكثر عدوانية بفضل غطاء محرك جديد مع مداخل هواء جديدة وانتفاخ مركزي ضروري لاحتواء المجموعة المحركة الجديدة.
وتبرز الخطوط القوية من خلال مقطعين جانبيين مائلين بلون الجسم نفسه، يمتدان على طول الجانبين، ما يؤكد على الطابع الرياضي للسيارة والولاء للتقاليد. ويذكرنا العمود المركزي الأسود العريض الممتد من جانب إلى آخر عبر السقف بـ Shamal الأصلية.

اقرأ أيضًا: Maserati GT2 Stradale.. عندما تلتقي السرعة المطلقة بالأناقة الإيطالية
مجموعة محركة أصيلة
تتمتع MA-01 بالمحرك نفسه الذي كان يجهز طراز Maserati Ghibli الذي طُور تحت إشراف Ferrari، والذي يتألف من ست أسطوانات سعة 3.0 لترات مع شاحن هواء توربو بقوة 500 حصان تصل إلى العجلات الدافعة عبر علبة تروس أوتوماتيكية من ثماني نسب تتابعية، الأمر الذي يسمح للسيارة وبالتعاون مع انسيابية جسمها من الوصول إلى سرعة قصوى تبلغ 285 كيلومترًا في الساعة بعد أن تكون قد انطلقت إلى سرعة 100 كيلومتر في الساعة في غضون 4.7 ثانية.
ويلاحظ هنا اختيار فريق تصميم السيارة لمحرك الأسطوانات الست بدلًا من محرك الأسطوانات الثماني الذي يتوافر أيضًا على Ghibli، إلا أنّ تفسير ذلك هو الحيز الضيق الذي يوفره هيكل Shamal، والذي قد لا يتسع بشكلٍ جيّد لمحرك كبير.
مقصورة قيادة

في الداخل، بذل مهندسو Modena Automobili مجهودًا كبيرًا كي يحافظوا قدر المستطاع على التصميم نفسه الذي تمتعت به Shamal الأصلية، في الوقت نفسه الذي يجهزونها بأحدث تقنيات العصر الحالي، إذ نجحوا بذلك بنسبة كاملة، فبدلًا من تجهيز القسم الأعلى من الكونسول الوسطي بشاشة كبيرة لعرض عمل جهاز المعلومات والترفيه، تركوا تصميم السيارة على حاله بلا أي شاشة تعكر صفو خطوطه الأنيقة، وضمنوا الحيز المسؤول عن عرض معلومات الملاحة وغيرها من وظائف السيارة ضمن شاشة أساسية ثُبّتت ضمن المكان المخصص للوحة العدادات، سمح هذا الأمر بتثبيت الساعة الشهيرة من Maserati في مكانها الأصلي أعلى الكونسول الوسطي.
أما المقاعد، فهي تحمل بدورها تصميمًا مشابهًا إلى حدٍ بعيد بتصميم مقاعد السيارة الأصلية مع جوانب نافرة للحفاظ على ثبات أجسام الراكبين عليها، وحتى المقود يأتي بتصميم كلاسيكي دون أن يحمل أي زر أو مفتاح للتحكم، شأنه بذلك شأن مقبض علبة التروس الذي يحمل تصميمًا يحاكي تصاميم مقابض علب التروس اليدوية رغم أنه يتحكم بعلبة تروس أوتوماتيكية.

إنتاج حصري
سيتم إنتاج 33 نسخة فقط من Maserati Biturbo Shamal MA-01 في مودينا، وهي ستكون نسخًا مرقمة ومجمعة يدويًّا في منشآت الشركة المعتمدة من قبل منظمة TUV الألمانية المرموقة والمتخصصة بالإشراف على فعالية وقانونية العديد من المنشآت التصنيعية حول العالم. هذا وتُعرض السيارة بسعرٍ أساسي يبلغ 2.3 مليون ريال سعودي، ويمكن تخصيص كل نسخة بما يتناسب مع ذوق مالكها دون أي تكلفة إضافية.