اكتشافات جديدة تشير إلى وجود حياة ميكروبية سابقة على سطح المريخ
اكتشف مسبار "بيرسيفيرانس" التابع لوكالة ناسا تكوينات صخرية فريدة في فوهة "جيزيرو" على سطح المريخ، تحمل علامات غامضة تُعرف بـ"بذور الخشخاش" و"البقع الفهدية"، مما يثير احتمالية وجود حياة ميكروبية قديمة على الكوكب الأحمر.
صخور تشير إلى ماضٍ مائي غني
الصخرة المسماة "شيافا فولز" تقع عند حافة وادي "نيريتفا فاليس"، وهو ممر نهري قديم كان ينقل المياه إلى فوهة جيزيرو منذ مليارات السنين. يُعتقد أن هذه المنطقة قد تكون من أفضل المواقع للحفاظ على آثار من العصر المائي للمريخ، مما يجعلها هدفًا رئيسيًا للبحث عن بصمات حيوية.
تركيبة كيميائية غريبة قد تشير إلى نشاط بيولوجي
تتميز هذه الصخرة بوجود بقع سوداء وزرقاء وخضراء تُشبه "بذور الخشخاش"، بالإضافة إلى علامات أخرى تُعرف بـ"البقع الفهدية"، وهي أنماط داكنة الحواف قد تكون ناجمة عن عمليات أكسدة الحديد.
على الأرض، غالبًا ما ترتبط هذه الظاهرة بالتنفس الميكروبي، حيث تلعب الكائنات الحية الدقيقة دورًا في تغيير التركيب الكيميائي للصخور. علاوة على ذلك، كشفت التحليلات عن وجود عروق من كبريتات الكالسيوم تخترق الصخرة، وهو دليل إضافي على أن الماء السائل كان يتدفق عبرها في الماضي، مما يدعم الفرضية القائلة بأن المريخ امتلك الظروف الملائمة لنشوء الحياة الميكروبية.
اقرأ أيضًا: رصد صحن فضائي محطم على المريخ فما قصته؟ (فيديو)
هل كان النشاط البيولوجي السبب؟
رغم الإثارة المحيطة بالاكتشاف، يلتزم العلماء بالحذر. بعض الباحثين يقترحون أن هذه العلامات الغامضة قد تكون ناجمة عن عمليات جيولوجية غير بيولوجية، مثل النشاط البركاني. ومع ذلك، لم ترصد أدوات "بيرسيفيرانس" أي دلائل على تعرض الصخرة لحرارة شديدة، مما يجعل فرضية التغيرات البركانية أقل احتمالًا، ويفتح الباب أمام تفسير آخر يعتمد على التفاعلات الكيميائية في بيئة ذات حرارة منخفضة.
مهمة لإحضار عينات إلى الأرض
مسبار "بيرسيفيرانس" غير مجهز لاكتشاف الحياة بشكل مباشر، لذا فإن الطريقة الوحيدة للتأكد مما إذا كانت هذه الصخور قد تأثرت بأنشطة بيولوجية هي إحضار عيناتها إلى الأرض.
في هذا الإطار، تعمل ناسا على تنفيذ مهمة إعادة عينات المريخ (MSR) التي تهدف إلى جمع 30 عينة صخرية مختارة بعناية، من ضمنها صخرة "شيافا فولز"، لتحليلها بوسائل متطورة في المختبرات الأرضية. ومع ذلك، تواجه هذه المهمة تحديات مالية وقد يتم تأجيلها إلى ما بين عامي 2035 و2039.