روبوتات بأدمغة حشرات على سطح المريخ.. ما القصة؟! (فيديوجراف)
قد تصبح الروبوتات التي تعتمد على أنظمة تعمل بطريقة تحاكي أدمغة الحشرات إحدى الأدوات الأساسية لاستكشاف المريخ قريبًا، حيث تعمل شركة "أوبتران" (Opteran) البريطانية بالتعاون مع "إيرباص" وشركاء آخرين على تطوير تقنية جديدة لتمكين الروبوتات من اجتياز التضاريس المعقدة على سطح الكوكب الأحمر.
وفقاً لصحيفة "التايمز" البريطانية، تسعى "أوبتران" إلى تزويد الروبوتات بقدرات تمكنها من الرؤية واتخاذ القرارات بسرعة كبيرة، وهي مزايا تُستلهم من كيفية معالجة الحشرات للمعلومات البصرية والحسية في بيئتها.
"أوبتران"، التي يعمل بها 45 خبيرًا من مجالات علم الأعصاب وعلم الأحياء المقارنة وعلوم الحاسوب، تتبنى رؤية مبتكرة في تطوير الذكاء الاصطناعي بعيداً عن النماذج التقليدية المعتمدة على تحليل كميات ضخمة من البيانات. فوفقًا للرئيس التنفيذي للشركة، ديفيد راجان، لا تعتمد أنظمتهم على تحليل البيانات الضخمة التي قد لا تستطيع التعامل مع الظروف المفاجئة أو غير المتوقعة، بل ترتكز على دراسة طريقة عمل أدمغة الحشرات، مثل النحل والنمل، وتطبيق هذه الآليات البيولوجية في الروبوتات.
هذه التقنية تمكّن الروبوتات من الاستجابة الفورية والتفاعل مع البيئة المحيطة بطريقة أكثر سرعة ومرونة من الأنظمة التقليدية، التي تحتاج عادة إلى حسابات متكررة لكل خطوة.
ويشير راجان إلى أن الروبوتات الحالية تستطيع التحرك بخفة وفعالية في بيئات صعبة، ما يجعلها أكثر كفاءة وأقل استهلاكاً للطاقة، وهو أمر بالغ الأهمية في مهام الاستكشاف الفضائي، حيث يصعب توفير مصادر طاقة كافية وتحتاج المعدات إلى تحمل ظروف قاسية.
اقرأ أيضًا:رسالة للتواصل مع الكائنات الفضائية من دون «ستيفن هوكينج»
بدأت "أوبتران" اختبارات الروبوتات في ميدان تجارب خاص بـ"إيرباص" في إنجلترا يحاكي ظروف المريخ، من تضاريس صعبة ودرجات حرارة قاسية. وأشار راجان إلى أن التجارب حتى الآن أعطت "نتائج رائعة"، ما يبشر بإمكانية استخدام الروبوتات في مهمات استكشاف كوكب المريخ مستقبلاً.
تطوير هذه الروبوتات يُعد خطوة مهمة في استكشاف الفضاء، إذ يمكنها التحرك باستقلالية وكفاءة أكبر من الروبوتات التقليدية. فالاستعانة بآليات عمل أدمغة الحشرات يتيح لهذه الروبوتات تفادي المخاطر بشكل أفضل والتكيف السريع مع البيئة المحيطة، بدلاً من اعتمادها على التعليمات المستمرة من الأرض. هذا يجعلها مؤهلة لاستكشاف مناطق غير مستكشفة على الكوكب الأحمر وفتح آفاق جديدة لعلماء الفضاء في دراسة كواكب أخرى.
وفي الوقت الذي يشير فيه راجان إلى بُعد المسافة بين القمر والأرض كمثال، يوضح أن التحديات على المريخ أكثر تعقيداً، ما يستلزم تطوير تقنيات متقدمة خفيفة وذات كفاءة عالية.
ويتوقع أن يسهم هذا النوع من الروبوتات الذكية في تسهيل عمليات الاستكشاف بتقليل الحاجة إلى التدخل البشري المستمر، ما يفتح باباً واسعاً لمستقبل أكثر استقلالية للروبوتات الفضائية ويقرب البشرية خطوة إلى الكشف عن أسرار الكوكب الأحمر.