الذكاء الاصطناعي والدماغ البشري.. هل يقترب العلماء من تحقيق الذكاء العام؟
مع التقدم المتسارع في تقنيات الذكاء الاصطناعي، تزداد المقارنات بينه وبين الدماغ البشري، خاصة في ظل الإنجازات التي حققتها الأنظمة الذكية في مجالات مثل معالجة اللغة وإنشاء المحتوى، ورغم ذلك، لا يزال الفرق شاسعًا بين الذكاء الاصطناعي الحالي والذكاء العام، الذي يعرف بقدرته على أداء مختلف المهام الفكرية على غرار الإنسان.
فجوة واضحة بين الذكاءين
ووفقًا لما نشره موقع "arstechnica"، تشير التقارير إلى عدم وجود تعريف موحد للذكاء العام، إذ يراه البعض في القدرة على التفوق على البشر في مجالات متعددة، بينما يراه آخرون في القدرة على التعلم والتكيف مع بيئات جديدة.
ورغم إمكانيات الأنظمة الحالية، مثل "تشات جي بي تي"، إلا أنها تظل محدودة بحدود التدريب ولا تمتلك القدرة على التعميم خارج نطاقها البرمجي.
اختلافات هيكلية جوهرية
ويكمن أحد الفوارق الأساسية بين الذكاء الاصطناعي والدماغ البشري في البنية الهيكلية، فبينما تعتمد الشبكات العصبية الاصطناعية على وحدات متشابهة وظيفيًا، يتألف الدماغ من خلايا متخصصة تستخدم أنظمة كيميائية معقدة.
اقرأ أيضًا: "إيلون ماسك": خطر الفناء البشري بسبب الذكاء الاصطناعي لا يتجاوز 20%!
كما يتميز الدماغ بتنظيم معياري يسمح له بمعالجة المعلومات بمرونة، بينما تفتقر أنظمة الذكاء الاصطناعي لهذه الخاصية.
التعلم والتكيف هما الفارق الأكبر
ويتعلم الدماغ البشري باستمرار دون الحاجة إلى إعادة تدريب مكثف، كما أنه قادر على التعميم وتطبيق المعرفة على سياقات مختلفة، أما الذكاء الاصطناعي، فيظل محدودًا بالبيانات التي تم تدريبه عليها ويواجه صعوبات في نقل المعرفة إلى مجالات جديدة.
كفاءة الطاقة والتحديات المستقبلية
وعلى صعيد استهلاك الطاقة، يعد الدماغ البشري أكثر كفاءة بمراحل مقارنة بالذكاء الاصطناعي، إذ يعمل بموارد محدودة بفضل تطوره البيولوجي، في حين تحتاج الأنظمة الذكية إلى طاقة هائلة للتدريب والتشغيل.
ومع استمرار الأبحاث، يبقى فهم الدماغ البشري مفتاحًا رئيسيًا لتطوير ذكاء اصطناعي أكثر مرونة وقدرة على التعلم الذاتي.
وبينما قد يتطلب تحقيق الذكاء العام تكاملاً أعمق بين علوم الحاسوب وعلم الأعصاب، لا يزال العلماء بعيدين عن محاكاة القدرات البشرية بالكامل.