مواجهة ميكانيكية بين الجديد والقديم: Cadillac CT4 V Blackwing مقابل Mercedes AMG C63
رغم أنّ الأولى قادمة من بلاد التطور التقني التي قدمت لنا أحدث الاختراعات، والتي غيّرت حياتنا بشكلٍ كبير خلال السنوات العشرين الماضية، وهي البلاد نفسها التي وُلدت فيها درجة السيارات الكهربائية مع "تيسلا"، فيما أنّ الثانية قادمة من بلاد التفوق الميكانيكي، التي وُلدت فيها محركات الإحتراق الداخلي على يد مؤسسها "كارل بنز".
مقارنة بين Cadillac CT4 V Blackwing وMercedes AMG C63
الآية هنا مقلوبة، فالسيارة الأمريكية ضمن هذه المواجهة لا تنتمي ميكانيكيًا إلى عصر التطور بل إلى المدرسة القديمة، مدرسة العضلات الأمريكية الميكانيكية المفتولة، مع محرك كبير نسبيًا لا يستفيد من أي دعم كهربائي في طريقه لتوليد قوة تصل لحدود الـ472 حصانًا، فيما تأتي السيارة الألمانية مع انتماء واضح (ومثير للجدل بنسبة كبيرة) إلى مدرسة التطور الميكانيكي الحديث، الذي يقوم على محرك صغير ودعم كهربائي كبير، من خلال منظومة هجينة تنبض بقوة 671 حصانًا.
نعم عزيزي القارئ، المواجهة هنا ليست بين سيارتين تنتميان إلى نفس الهندسة، بل هي مواجهة بين الحداثة المثيرة للجدل، وبين الماضي المثير ذي المحركات الهادرة، إنها مواجهة بين "كاديلاك سي تي 4 في بلاكوينج Cadillac CT4 V Blackwing" و"مرسيدس إيه أم جي سي Mercedes AMG C 63".
التصميم الخارجي

بالإضافة إلى المفارقة بين انتماء "كاديلاك Cadillac" ميكانيكيًا إلى المدرسة القديمة بدلًا من اعتماد تقنيات دفع حديثة، فإنّ خطوطها الخارجية تحمل نفس المفارقة، كونها تأتي بخطوط عصرية حديثة معززة ببعض اللمسات الرياضية المثيرة، خاصةً على صعيد المقدمة، التي تتمتع بفتحات تبريد واسعة، والمؤخرة التي تحتل فيها المساحات المعدنية حيزًا كبيرًا.
وفي المقابل، تأتي "مرسيدس Mercedes" بخطوط خارجية ساحرة، تجعلها تبدو كمنحوتة فنية أكثر منها جسم سيارة مصمم فقط ليغلّف مقصورة تتسع لأربعة ركاب، علمًا أنّ أبرز ما يميز خطوط C 63 هي فتحة التهوية الإضافية على غطاء المحرك.
المواصفات الميكانيكية

مع Mercedes AMG C 63 بحلتها الأحدث، اختفى محرك الأسطوانات الثماني المزدوج التوربو القديم، ليحل محله محرك رباعي الأسطوانات، سعة 2.0 لتر، مع شاحن هواء توربو، ومحرك كهربائي بقوة 201 حصان، ليضخ نظام الدفع الهجين العالي الأداء هذا قوة 671 حصانًا.
وفي المقابل، تأتي Cadillac CT 4 V Blackwing بمحرك من ست أسطوانات، سعة 3.6 لتر، مع شاحن هواء توربو يولد قوة 472 حصانًا، تنتقل إلى العجلات الخلفية من خلال علبة تروس أوتوماتيكية من عشر نسب.
الأداء على الطريق
على الطريق، وبما أنّ قوة الـ472 حصانًا التي تتوفر لـCadillac تُعتبر قليلة عند مقارنتها بقوة الـ671 أحصنة التي تولدها Mercedes، إلا أنّ محرك "كاديلاك" الهادر يفرض حضوره بشكلٍ كامل على تجربة القيادة، التي تتسم بالعنفوانية، والتي ترفع مستويات الإثارة في نفس السائق.
ولكن Mercedes تعوض عن غياب الأداء العنفواني الهادر من خلال توازن توزيع القوة على العجلات الأربع، وتوازن توزيع الوزن بين المحور الأمامي الذي يجلس محرك صغير خلفه، وبين المحور الخلفي الذي يستضيف المحرك الكهربائي.
ومن ثم، بينما تثلج Cadillac قلب السائق من خلال الشعور بالقوة الذي توفره له، فإنّ Mercedes تقوم بالأمر نفسه، ولكن من خلال توفير شعور بالسيطرة الكاملة على حركتها الديناميكية، سواء خلال اجتياز المنعطفات بفضل توازنها العام، أو خلال عبور المقاطع المستقيمة بفضل قوتها العالية.
اقرأ أيضًا: Ferrari Roma Spider في مواجهة Aston Martin Vantage Roadster
المقصورة الداخلية

في الداخل، قد يكون من الصعب على أي سيارة أخرى اليوم أن تتفوق على ما توفره Mercedes في مقصورات سيارتها، وCadillac لن تكون أبدًا السيارة التي ستفعل ما فشل في فعله الآخرون، إذ إنّ المزيج بين الحداثة والأرستقراطية التي توفره سيارات النجمة الثلاثية اليوم، هو مزيج تصعب مقارعته.
لذا يمكننا على صعيد التصميم الداخلي أن نقول بأنّ الألمانية تتفوق على الأمريكية، أما على صعيد العملية، فكلاهما توفر مستويات عالية مع وضعيات قيادة مناسبة تمامًا، سواء خلال الرحلات الطويلة الهادئة، أو خلال القيام بجولات قيادة ديناميكية سريعة، علمًا بأنهما تتمتعان بمقاعد رياضية تؤمن احتضاناً واثقاً ومريحاً لأجسام ركابها.