احذر.. التعرض للهواء الملوث لساعة واحدة يؤثر على وظائف الدماغ
كشفت دراسة حديثة أن التعرض للهواء الملوث يمكن أن يؤثر سلبًا على وظائف الدماغ في غضون ساعة واحدة فقط، حيث يؤدي إلى ضعف القدرة على التركيز، وزيادة التأثر بالمشتتات، وتراجع القدرة على التفاعل الاجتماعي.
الدراسة التي أجراها باحثون من جامعة برمنجهام، تسلط الضوء على التأثيرات الإدراكية الفورية للتلوث، مما يثير مخاوف بشأن تداعياته على الصحة العامة والإنتاجية.
تجربة على 26 مشاركًا لتقييم تأثير التلوث الفوري
وأجرى الباحثون تجربة شملت 26 شخصًا تتراوح أعمارهم بين 19 و67 عامًا، حيث تم تعريضهم إما لهواء نظيف أو هواء يحتوي على مستويات مرتفعة من جسيمات PM2.5، وهي جسيمات دقيقة يقل قطرها عن 2.5 ميكرومتر، وتعد من أخطر ملوثات الهواء.
ووفقًا لما نشرته مجلة Nature Communications، اعتمد الباحثون في التجربة على إشعال شموع داخل غرفة اختبار لمحاكاة مستويات التلوث الشائعة في البيئات الحضرية.
وأظهرت نتائج الدراسة أن التعرض لمدة ساعة واحدة لهذا النوع من التلوث أدى إلى تراجع في أداءين إدراكيين أساسيين، هما الانتباه الانتقائي وهو القدرة على التركيز على المعلومات المهمة مع تجاهل المشتتات، والتعرف على المشاعر ويقصد به القدرة على قراءة تعابير الوجه بدقة.
تأثيرات تستمر لساعات
وأكد الباحثون أن التأثيرات السلبية للتعرض لجسيمات PM2.5 استمرت لساعات بعد انتهاء فترة التعرض، ما يشير إلى أن تلوث الهواء قادر على التأثير بسرعة على وظائف الدماغ.
اقرأ أيضًا: دراسة: الذكاء الاصطناعي يتفوق على البشر في تحليل إيقاع القلب
ووفقًا للتقرير، تتغلغل هذه الجسيمات بعمق في الجهاز التنفسي، ويمكنها الوصول إلى مجرى الدم، ما يثير استجابة التهابية قد تؤثر على وظائف الدماغ والأداء المعرفي.
وأشار البروفيسور فرانسيس بوب، المؤلف المشارك في الدراسة، إلى أن "تدهور جودة الهواء لا يقتصر على التأثير الصحي فحسب، بل يمتد إلى التأثير على الإنتاجية الفكرية، ما يؤدي إلى تداعيات اجتماعية واقتصادية واسعة النطاق، خاصة في عالم يعتمد على التميز الإدراكي".
تلوث الهواء يتجاوز المعايير العالمية في العديد من المدن
وأوضحت الدراسة أن التأثير السلبي لجسيمات PM2.5 يظهر بغض النظر عن طريقة التنفس، سواء كان عبر الأنف أو الفم، ما يعني أن استنشاق هذه الجسيمات بأي وسيلة يؤثر على الإدراك.
وتجدر الإشارة إلى أن مستويات جسيمات PM2.5 تتجاوز في العديد من المدن العالمية الحدود التي أوصت بها منظمة الصحة العالمية، والتي حددت التركيز الآمن عند 15 ميكروغرامًا لكل متر مكعب يوميًا، و5 ميكروغرامات سنويًا.
وفي بعض المناطق الحضرية، تصل المستويات إلى عدة أضعاف هذه القيم، مما يزيد من المخاوف بشأن التأثيرات الصحية طويلة الأجل.
انعكاسات صحية واقتصادية للتلوث على المجتمعات
وتشير الدراسة إلى أن التأثيرات الفورية للتلوث على الوظائف الإدراكية قد تكون مجرد جانب من مشكلة أوسع، إذ سبق وربطت أبحاث أخرى بين التعرض المزمن لجسيمات PM2.5 وزيادة خطر الإصابة بأمراض عصبية خطيرة مثل ألزهايمر وباركنسون.
ومع تصاعد مستويات التلوث في المدن الكبرى، تزداد الحاجة إلى سياسات فعالة للحد من الانبعاثات وتحسين جودة الهواء حفاظًا على الصحة العامة والكفاءة الإنتاجية للمجتمعات.