دراسة حديثة تكشف: الأنظمة الغذائية نفسها لا تناسب جينات الجميع
كشفت دراسة حديثة أجراها باحثون في "جامعة فيرجينيا" الأمريكية، عن حقائق جديدة تغير الطريقة التي ننظر بها إلى الأنظمة الغذائية وفعاليتها.
وبعيدًا عن النظرة التقليدية التي ترى أن نظامًا غذائيًا واحدًا يمكن أن يناسب الجميع، أظهرت الدراسة أن الجينات تلعب دورًا رئيسيًا في تحديد كيفية استجابة الأفراد لأنماط التغذية المختلفة، ما يفتح الباب أمام عصر جديد من التغذية المخصصة.
الدراسة التي نشرت في مجلة "iScience"، بنيت على تجارب شملت أربع مجموعات من الفئران ذات خلفيات جينية مختلفة، حيث تم تغذية هذه المجموعات بأربعة أنظمة غذائية متشابهة في تركيبها من المغذيات الكبرى، ولكن النتائج أظهرت اختلافات كبيرة في مستويات الدهون في الجسم، تنظيم السكر في الدم، وتخزين الدهون.
وهذه الاختلافات، وفقًا للباحثين، تعود بشكل أساسي إلى الاختلافات الجينية بين الفئران، وليس إلى الأنظمة الغذائية نفسها.
الجينات والصحة الأيضية
أبرزت الدراسة، أن التغيرات الجينية تؤثر بشكل مباشر على امتصاص الجلوكوز في الأنسجة الدهنية والعضلات الهيكلية، وهي عوامل حاسمة في الصحة الأيضية.
اقرأ أيضًا: دراسة: اتباع الأنظمة الغذائية الصحية يحمي كوكب الأرض
وأشارت النتائج إلى أن النظام الغذائي وحده لا يكفي لتحقيق نتائج صحية متشابهة للجميع، مما يعزز أهمية دمج الاختبارات الجينية في تصميم أنظمة غذائية مخصصة.
ويعتبر النظام الغذائي المتوسطي من أفضل الأنظمة الغذائية وفقًا لتقرير صدر في يناير 2025، حيث يعتمد على الأطعمة التقليدية لدول البحر الأبيض المتوسط، مثل الفواكه، الخضراوات، الحبوب الكاملة، زيت الزيتون، والأسماك، مع تقليل اللحوم الحمراء والأطعمة المصنعة.
أما النظام النباتي، فيعتمد بشكل كامل على الأطعمة النباتية، مع أو بدون منتجات الألبان والبيض، بينما النظام الغذائي الأمريكي النموذجي يرتبط بمعدلات عالية من السمنة والأمراض المزمنة، ويتميز باحتوائه على نسبة مرتفعة من الكربوهيدرات واللحوم المصنعة.
مستقبل التغذية المخصصة
وتوقعت الدكتورة "هيذر فيريس"، إحدى المشاركات في الدراسة، أن تؤدي هذه الاكتشافات إلى تطوير توصيات غذائية فردية، تعتمد على الخصائص الجينية لكل شخص.
كما يأمل فريق البحث في تحفيز مزيد من الأبحاث في هذا المجال، مما قد يُحدث ثورة في الوقاية من الأمراض المزمنة مثل السمنة والسكري.
وتظهر هذه الدراسة أن الجينات قد تكون العامل الحاسم في تحديد فعالية الأنظمة الغذائية، مما يبرز الحاجة إلى نهج أكثر تخصيصًا في التغذية، وهذا التوجه قد يغير قواعد اللعبة في مجال الصحة العامة، ويُسهم في تحسين النتائج الصحية للأفراد، بناءً على خصائصهم الوراثية الفريدة.