الشخصيات الشريرة في الألعاب.. أنماط تحمل كاريزما خاصة
في عالم الترفيه، يمتلك بعض الشخصيات الشريرة "كاريزما" من نوع خاص، تجذبنا إليهم بشكلٍ أو بآخر؛ "الجوكر" في أفلام "باتمان" مثلًا، "دارث فيدر" في سلسلة "حرب النجوم Star Wars"، "هانيبال ليكتر" في" The Silence of Lambs"، "جاس فرينج" في مسلسل "بريكنج باد"، والقائمة تطول.
الشخصيات الشريرة في الألعاب
في ألعاب الفيديو، لا سيما في الألعاب القصصية، لا يختلف الوضع كثيرًا، بل في الواقع قد يكون أكثر بروزًا، إذ هناك الكثير من الشخصيات الشريرة التي استطاعت أسرنا داخل اللعبة منذ اللحظات الأولى، وجعلتنا نلعب لساعات وساعات لا لشيء سوى لنفهم دوافعهم، أو نرى إلى أين انتهى بهم المطاف!
سنتناول في السطور التالية بعض هؤلاء الأشرار، بينما سنحاول ألا نحرق أحداث الألعاب التي سنتناولها، لكن يُفضل أن تكون قد لعبتها أولًا لتحظى بالتجربة كاملة.
مستر إكس - من لعبة Resident Evil 2

منذ اللحظة الأولى التي يظهر فيها هذا المسخ المدعو "مستر إكس" في Resident Evil 2، وأنت تعرف أنك مُقبلٌ على شريرٍ غير اعتيادي، وعلى عكس ألعاب الرعب التقليدية، التي يكون الأعداء فيها إما وحوشًا مرعبة يمكن قتلهم، أو كائنات لا تُهزم لكن يُمكن الهروب منها، يجمع "مستر إكس" بين الأمرين؛ الصحة اللانهائية والعزيمة التي لا يقوى عليها سوى المطور!
منذ اللحظة الأولى التي سترى فيها "مستر إكس"، اعلم أن أقصى ما يمكنك أن تفعله معه هو تعطيله قليلًا عن مطاردتك، وذلك ليس بطلقة مسدس مثلًا، بل بقذيفة RPG!
المشكلة أن "مستر إكس" ليس مجرد رجل عاديّ أو حتى زومبي مقزز، لكنه عبارة عن كابوس متحرك، بجسد ضخم وعريض، طوله يتجاوز المترين؛ مع وجه رمادي خالٍ من الحياة، ولا يمتلك ذرة من الشفقة ولا قطرة من الدم، يرتدي معطفًا جلديًا بلونٍ أسودٍ داكن، يُشبه ملابس القتلة المحترفين، وفي الوقت نفسه يزيد من هيبته الغامضة.
لن نقول لك المزيد، وسنتركك لاستكشاف ماهيته الحقيقية ومصيره، لكن نعدك بأنك ستستمتع إن كنت من محبي ألعاب الرعب ولم تخُض هذه الرحلة من قبل.
الجنرال شيبرد - من لعبة CoD: Modern Warfare 2

الشرير الثاني في هذه القائمة هو "الجنرال هارشيل فون شيبرد الثالث"، أو "الجنرال شيبرد"؛ ضابط الجيش الأمريكي الفاسد، وصاحب واحدة من أكثر اللحظات الصادمة في تاريخ ألعاب الفيديو، ولولا لقطة الخيانة الشهيرة لما دخل القائمة، لكن ما فعله يؤهله، وبامتياز، لأن يكون هنا.
في أثناء إحدى العمليات التي قادها "الجنرال شيبرد" في اللعبة، لقي 30 ألف جندي أمريكي حتفهم في انفجارٍ نووي، ترك هذا الحادث الأليم أثرًا عميقًا في نفس الجنرال، الذي سعى لاستعادة هيبة الولايات المتحدة كقوة عظمى، ولتحقيق هذا الهدف، أشعل الجنرال حربًا شاملة ضد الروس، وأنشأ فرقة العمليات الشهيرة "Task Force 141".
في البداية، كان يُنظر لـ"شيبرد" على أنه قائد مُحنك شجاع يسعى لحماية مصالح بلاده، لكن سرعان ما تكشفت الحقيقة، بأنه ليس سوى متغطرس لاهث وراء السلطة، وما فعله "شيبرد" -الذي سنترككم لاستكشافه- رفع مستوى الدراما إلى حدٍ لا يوصف، وصدم كل من لعب Modern Warfare 2 بلا استثناء.
بيراميد هِد - من لعبة Silent Hill 2

بعد تلقيه رسالةً غامضة من زوجته المتوفاة "ماري"، يقرر البطل "جيمس سندرلاند" الذهاب لواحدة من أكثر المُدن رعبًا في عالم الألعاب؛ مدينة الضباب "سايلنت هِل"، وهناك، لا يقابل "جيمس" وحوشًا أو مسوخًا مثلما هو الحال في Resident Evil مثلًا، وإنما كيانات مُضطربة نفسيًا، تعكس هذا النوع من الرعب.
على رأس هذه الكيانات نجد المخلوق الغريب "رأس الهرم" أو "بيراميد هِد Pyramid Head"، الذي يحمل سيفًا عملاقًا بيده، ويرتدي -كما يشير الاسم بوضوح- هرمًا معدنيًا على جسمه يُخفي ملامحه.
يمكننا تفسير هذه الشخصية ووجودها من عدمه أساسًا بوجود "جيمس"، لكن لعل التفسير الأقرب للمنطق هو أن "بيراميد هِد" ليس سوى التجسيد المادي لرغبة "ساندرلاند" في معاقبة نفسه على الأفعال التي ارتكبها، ويشعر بالعار حيالها، وهذا يتضح لنا بوضوح في مصير هذه الشخصية المرعبة.
مرةً أخرى، ما يجعل "بيراميد هِد" مرعبًا في "سايلنت هيل 2"، ليس شكله -المخيف أساسًا- ولا سيفه العملاق ولا أفعاله المزعجة للغاية، ولا حتى عدم إمكانية قتله، وإنما الحالة النفسية التي يُجسدها طوال اللعبة، والغموض الذي لا تتضح معالمه سوى في النهاية.
اقرأ أيضًا: ما هي ألعاب الفيديو الأكثر شعبيةً في العالم حاليًا؟ (فيديوجراف)
فاس مونتينيجرو - من لعبة Far Cry 3

تمتلك سلسلة Far Cry أكثر من شرير يمكن إدراجهم بسهولة في هذه القائمة، مثل "جوزيف سييد" من الجزء الخامس، و"أنطون كاستيو" (الذي يؤديه الممثل جيانكارلو إسبوزيتو المشهور بدوره في بريكنج باد) من الجزء السادس، غير أنهما لا يُقارنان بـ"فاس مونتينيجرو"، الذي يُعد وبجدارة أحد أبرز الأشرار في عالم الألعاب.
على الرغم من ظهوره الشحيح في Far Cry 3، فإنه جذب معظم اللاعبين من البداية، وجعلهم يُكملون اللعبة ليُشبعوا فضولهم، وكُل كلمة تخرج من "فاس" ستُجبرك على الإنصات؛ ويكفي المشهد الذي كان يُعرّف فيه الجنون، وعلى ذكر الجنون، فخطب "فاس" كلها مجنونة؛ تجعلك تهابها وفي الوقت نفسه تنبهر بها، مزيجٌ لم يكن ليتكون لولا الأداء العبقري لـ"مايكل ماندو".
GLaDOS - من لعبة Portal

تبدأ آلة الذكاء الاصطناعي في لعبة Portal كشخصيةٍ غامضة، توجه اللاعب لحل الألغاز، والأمر يبدو طبيعيًا للغاية، لكن مع الوقت، تبدأ الأمور تتضح تدريجيًا، ونعرف أن GlaDOS ليست مجرد مساعد افتراضي، وإنما عقل إلكتروني له أجندته الخاصة.
الطريقة التي نكتشف بها الحقيقة هي واحدة من الأسباب التي جعلتنا نُضمّن GlaDOS هنا، إذ تخلق حالةً من الرعب النفسي النادر غير المبني على التخويف التقليدي المباشر.
إحدى أبرز اللحظات في Portal تكون عندما يكتشف اللاعب أن نظام GlaDOS الذكي يقوده ببطء للموت بدلًا من النجاة؛ هذه الفكرة وحدها كفيلة بجعل هذه الآلة واحدة من أكثر "الأشرار" خُبثًا في تاريخ الألعاب.
أخيرًا وليس آخرًا، ما يجعل GlaDOS واحدة من الأشرار البارزين في هذه الصناعة حقًا، أنها تمتلك نبرة ساخرة وتهكمية، إضافة إلى أنها تأخذ بُعدًا أعمق في Portal 2، حيث تدخل في نوعٍ من الأزمة الوجودية، وتحاول فهم نفسها، وماضيها، وتتعامل مع مشاعر الغضب والانتقام تجاه البطل، وكل هذه الأمور، وأكثر، ستجعلك تحظى "بمرحٍ" لا يُوصف مع هذه الآلة الشريرة المثيرة جدًا للاهتمام.
أندرو رايان - من لعبة BioShock

خير ختامٍ لقائمةٍ كهذه؛ "أندرو رايان"؛ العقل المُدبر وراء مدينة Rapture العائمة تحت الماء، والفيلسوف، ورجل الأعمال، والرأسمالي، والطاغية المُستعد للإيمان بأفكاره، والدفاع عنها حتى الرمق الأخير من حياته.
من الصعب وصف "أندرو رايان" وقصة لعبة BioShock في مجرد كلمات، فالأمر يحتاج منك إلى أن تغوص في أعماق الثلاثية وإضافاتها، حتى تعرف عن أي عظمةٍ نتحدث.
مهما تحدثنا عن "أندرو رايان" وطغيان أفكاره، فلن تصل الفكرة من مجرد كلمات، بقدر ما ستصلك عندما تتكشف لك لحظة الـ "Would You Kindly"، وإذا ختمت اللعبة، فعلى الأغلب أن القشعريرة انتابتك الآن، عدا ذلك فلن ننصحك إلا بخوض التجربة والتركيز معها حتى النهاية.
كانت هذه قائمتنا لأباطرة الشر في عالم الألعاب، وقد حاولنا أن نجعل القائمة متنوعة قدر المستطاع، فلدينا شخصيات تعتمد على الرعب الجسدي والتخويف المباشر مثل "مستر إكس"، وأخرى تتميز بالخداع مثل "الجنرال شيبرد"، في حين أن بعض الأشرار هنا أكثر تعقيدًا من الناحية النفسية والفلسفية مثل "أندرو رايان" وGlaDOS، أما "فاس"، فهو مثال للشخصية الشريرة الكاريزمية كما يقول الكتاب.