عملة ترامب تحول 500 مستثمر إلى مليونيرات!
أثارت العملة الرقمية الجديدة التي أطلقها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، والمعروفة باسم "$TRUMP"، موجة واسعة من الجدل بعدما تمكنت من تحويل 500 مستثمر إلى مليونيرات في أقل من 24 ساعة من إطلاقها.
جاء هذا التطور بالتزامن مع عودة ترامب إلى البيت الأبيض كرئيس للولايات المتحدة، وهو الحدث الذي شهد أيضًا تسجيل البيتكوين أعلى مستوى له على الإطلاق عند 109,071 دولارًا يوم تنصيبه، وفقًا لموقع Unilad Tech.
إطلاق مستوحى من محاولة اغتيال
وتم إطلاق العملة الرقمية بعد أيام قليلة من تنصيب ترامب رئيسًا للمرة الثانية، حيث استلهم الفكرة من كتاب "هوك توا جيرل" للكاتبة هالي ويلش، وتحمل العملة صورة شهيرة لترامب وهو يرفع قبضته في الهواء، في إشارة إلى محاولة اغتياله التي وقعت خلال تجمع جماهيري في ولاية بنسلفانيا في يوليو 2024.
وعلى الرغم من اعتبارها مجرد "عملة ميمية"، أكد الموقع الرسمي الخاص بها أنها "ليست فرصة استثمارية"، وهو ما لم يمنعها من تحقيق ارتفاع مذهل في قيمتها السوقية.
صعود مفاجئ ثم تراجع حاد
وسجلت "$TRUMP" نموًّا هائلاً، حيث بلغت قيمتها السوقية 5.5 مليار دولار خلال ساعات، ما أدى إلى تحقيق مكاسب ضخمة لمئات المستثمرين بين عشية وضحاها، إلا أن هذه المكاسب لم تدُم طويلاً، إذ تراجعت قيمة العملة بشكل حاد بعد إعلان ميلانيا ترامب عن إطلاق عملتها الرقمية الخاصة.
اقرأ أيضًا: هل يستغل إيلون ماسك علاقته بترامب في محاربة أعمال منافسيه؟
وفي الوقت ذاته، تخطط الشركة المسؤولة عن العملة لإصدار 800 مليون وحدة إضافية خلال السنوات الثلاث المقبلة، بعد أن تم بالفعل طرح 200 مليون وحدة في السوق.
جمع مئات الملايين ومخاوف من تضارب المصالح
وأعلنت شركة World Liberty Financial، التابعة لترامب، عن جمع 300 مليون دولار من بيع الرموز الرقمية يوم التنصيب، مع خطط لطرح المزيد مستقبلاً.
ولكن النجاح الكبير الذي حققته العملة لم يكن خاليًا من الجدل، إذ أثار توقيت إطلاقها، بالإضافة إلى امتلاك ترامب 80% من إجمالي العملة، تساؤلات حول احتمال وجود تضارب في المصالح.
وفي هذا السياق، انتقد نورمان إيزن، مستشار الأخلاقيات في إدارة أوباما، هذه الخطوة، واصفًا إياها بأنها "أسوأ تضارب في المصالح في التاريخ الحديث للرئاسة".
تحذيرات من المخاطر والتلاعب في السوق
وأثار إطلاق "$TRUMP" جدلاً واسعًا بين المستثمرين والخبراء في مجال العملات المشفرة، حيث وصف المستثمر البارز نيجك تومينو الخطوة بأنها "استغلالية"، محذرًا من أن التقلبات الحادة قد تؤدي إلى خسائر فادحة.
ووفقًا لوكالة "أربيان بيزنس"، حذر محللون ماليون من أن العملات الرقمية المرتبطة بشخصيات سياسية، مثل "$TRUMP" و"$MELANIA"، قد تكون عرضة للمضاربات والتلاعب في السوق، حيث ترتفع قيمتها بشكل كبير قبل أن تنهار فجأة نتيجة عمليات الضخ والإغراق.
اقرأ أيضًا: دونالد ترامب يدعم شراء إيلون ماسك لتطبيق "تيك توك"
وفي حادثة بارزة، خسر أحد المستثمرين نحو مليون دولار بعد شرائه عملة رقمية مزيفة تحمل اسم "BARRON"، مستوحاة من اسم ابن ترامب الأصغر، في واحدة من أكبر عمليات الاحتيال المرتبطة بالعملات المشفرة.
ترامب يروج للاستثمار في العملة
ورغم الانتقادات الواسعة، شجع ترامب مؤيديه على الاستثمار في "$TRUMP"، مشيرًا خلال مؤتمر بيتكوين 2024 في ناشفيل إلى أن إدارته ستتبنى لوائح جديدة لدعم صناعة العملات المشفرة، مؤكدًا أن الولايات المتحدة ستصبح "قوة عظمى في مجال البيتكوين".
وأسهم فوز ترامب في الانتخابات الأمريكية في نوفمبر 2024 في تعزيز أداء العملات المشفرة، حيث شهدت عملات مثل Dogecoin ارتفاعات ضخمة بجانب صعود البيتكوين.
مستقبل العملة بين المكاسب والمخاطر
ورغم تحقيقها لمكاسب سريعة، تبقى "$TRUMP" عملة ذات تقلبات عالية، حيث يمكن أن ترتفع قيمتها بشكل كبير أو تنهار فجأة، ما يجعلها رهانًا محفوفًا بالمخاطر.
وبينما يرى البعض أنها فرصة ذهبية لتحقيق أرباح ضخمة، يحذر آخرون من أنها قد تكون مجرد فقاعة استثمارية قابلة للانفجار في أي لحظة، مما يطرح تساؤلات حول مستقبلها وسط عالم العملات الرقمية المتغير.