"ساعة يوم القيامة" تقترب من منتصف الليل وسط تحذير من التهديدات الوجودية
اقتربت "ساعة يوم القيامة" ثانية واحدة إضافية من منتصف الليل، وهو التوقيت الرمزي الذي يشير إلى وقوع كارثة عالمية يجب تفاديها، وفقًا لما أعلنته مجلة علمية متخصصة.
وتأتي هذه الخطوة في سياق دعوة دولية عاجلة لمواجهة المخاطر المتزايدة، بما في ذلك تغير المناخ، والتهديد النووي، وانتشار المعلومات المضللة.
أقرب إلى الكارثة من أي وقت مضى
وأعلن العلماء في نشرة "بوليتين أوف ذي أكاديميك ساينتيستس"، المسؤولة عن تحديث "ساعة يوم القيامة" سنويًّا، أن المؤشر المجازي بات يبعد 89 ثانية فقط عن منتصف الليل، بعدما كان 90 ثانية في العام الماضي.
ويعد هذا الرقم هو الأقرب إلى "اللحظة الحاسمة" منذ إنشاء الساعة في عام 1947، عندما أُطلقت لمراقبة التهديدات النووية والتوترات الجيوسياسية المتزايدة عقب الحرب العالمية الثانية.
وخلال العقود الماضية، وسع الخبراء معايير ضبط الساعة لتشمل تهديدات أخرى، مثل الأوبئة، وأزمة المناخ، وحملات التضليل الإعلامي التي تقودها بعض الحكومات.
اقرأ أيضًا: كمبيوتر عملاق يتنبأ بطريقة فناء البشرية
تحذيرات من تفاقم الأوضاع
وفي هذا السياق، أكد الرئيس الكولومبي السابق خوان مانويل سانتوس، الذي يرأس مجموعة "ذي إيلدرز"، المكونة من قادة عالميين سابقين، أن "ساعة يوم القيامة أصبحت أقرب إلى الكارثة أكثر من أي وقت مضى في تاريخها".
وأضاف سانتوس، خلال مؤتمر صحفي في واشنطن: "الساعة تعكس حجم التهديدات الوجودية التي نواجهها، وهناك حاجة ملحة إلى الوحدة والقيادة الجريئة لإعادة عقاربها إلى الوراء".
تغير المناخ والتوترات الدولية في الواجهة
يأتي تحديث "ساعة يوم القيامة" في ظل تصاعد التهديدات العالمية، حيث حذر الخبراء من تفاقم التأثيرات المناخية بعد عام شهد معدلات حرارة قياسية.
كما تزايدت المخاوف من التوترات الجيوسياسية، لا سيما بعد حرب روسيا وأوكرانيا التي اندلعت في فبراير 2022، والتي دفعت العلماء العام الماضي إلى تقديم الساعة بمقدار 10 ثوان، لتصبح عند 90 ثانية قبل منتصف الليل.
وكانت آخر مرة جرى فيها تغيير توقيت الساعة في عام 2023، وسط تحولات كبرى في المشهد السياسي العالمي، بما في ذلك انسحاب الولايات المتحدة من اتفاق باريس للمناخ ومنظمة الصحة العالمية، وهو ما أثار قلقًا واسعًا بشأن مستقبل التعاون الدولي في مواجهة التحديات المشتركة.
ومع اقتراب العالم أكثر من "اللحظة الحاسمة"، تزداد الدعوات إلى اتخاذ إجراءات حاسمة للحد من المخاطر التي تهدد البشرية، في وقت يظل فيه التوقيت النهائي للكارثة غير معروف، لكنه حتمًا بات أقرب من أي وقت مضى.