هذا النوع من التمارين يجعلك تتخلص من الجوع بشكل طبيعي
باتت الرشاقة وحلم إنقاص الوزن هدفًا يشغل ملايين الأشخاص حول العالم، حيث يلجأ البعض إلى حميات غذائية متنوعة أو استخدام حقن التحكم بالوزن مثل "أوزمبيك" و"ويغوفي"، إلا أن دراسة علمية حديثة كشفت عن بديل طبيعي وآمن، يتمثل في ممارسة التمارين المكثفة، التي أثبتت فعاليتها الكبيرة في كبح الشهية والتحكم بالوزن مقارنةً بالتمارين المعتدلة.
دور "هرمون الجوع" في التحكم بالشهية
الدراسة التي نشرت في Journal of the Endocrine Society، ونقلت تفاصيلها صحيفة ديلي ميل، تناولت تأثير التمارين الرياضية على هرمون "الغريلين"، المعروف باسم "هرمون الجوع".
وأوضحت الدارسة أن هذا الهرمون يوجد في شكلين، الغريلين المؤكسد "AG"، وهو الشكل المحفز للجوع، والغريلين منزوع الأسيتيل "DAG" الذي له تأثير محايد أو مثبط للشهية.
وأظهرت النتائج أن التمارين الرياضية عالية الكثافة تخفض مستويات الغريلين المؤكسد، ما يجعلها بمثابة مثبط طبيعي للشهية، كما يلعب هذا الهرمون أدوارًا إضافية في تنظيم الطاقة، وسكر الدم، والجهاز المناعي، والنوم، وحتى تحسين وظائف الذاكرة.
تفاصيل الدراسة والتجارب
وأجريت الدراسة على 14 شخصًا بالغًا تتراوح أعمارهم بين 18 و55 عامًا، ولم يكونوا من ممارسي الرياضة بانتظام ولكنهم يتمتعون بصحة جيدة، وطلب من المشاركين الامتناع عن تناول الطعام طوال الليل، مع تجنب ممارسة التمارين الشاقة والكحول والتبغ والكافيين لمدة 12 ساعة قبل كل جلسة تجريبية.
اقرأ أيضًا: باحثون يتوصلون إلى أدوية لإنقاص الوزن دون ممارسة رياضة
وتم تقسيم التجارب إلى ثلاث جلسات مختلفة، الجلسة الأولى استراحة بدون ممارسة أي نشاط رياضي، والجلسة الثانية ركوب دراجات متوسطة الشدة، أما الجلسة الثالثة فركوب دراجات عالية الشدة، وجهت بناءً على زيادة التنفس لدى المشاركين، وهي مؤشر على بدء الجهد البدني الشاق.
وكشفت النتائج أن التمارين عالية الشدة، مثل التدريب المتقطع عالي الكثافة "HIIT"، كانت أكثر فعالية في تقليل مستويات هرمون الغريلين مقارنة بالتمارين المعتدلةـ، كما أفاد المشاركون بشعورهم بجوع أقل بعد التمارين المكثفة.
وأشار الباحثون إلى أن تجاوز "عتبة اللاكتات"، وهي النقطة التي يبدأ فيها الجسم بالشعور بالإجهاد الشديد في أثناء التمارين، قد يكون العامل الأساسي لتقليل الشهية.
التمارين كبديل آمن للحقن
وتتزامن هذه النتائج مع تزايد الاعتماد على الحقن التي تعدل هرمونات الجوع، والتي يستخدمها مئات الآلاف في رحلتهم لإنقاص الوزن، ومع ذلك يرى الباحثون أن التمارين المكثفة قد تكون بديلاً طبيعيًا وفعّالاً لتلك الحقن، خصوصًا في ظل الحاجة إلى مزيد من الدراسات لتحديد الكمية المثلى من التمارين المناسبة لكل فئة عمرية.
الحاجة إلى مزيد من البحث
ورغم النتائج الواعدة التي توصلت إليها الدراسة، أكد الباحثون ضرورة إجراء المزيد من الأبحاث لاستكشاف آليات تأثير التمارين على الشهية بشكل أكثر تفصيلاً، وتحديد العوامل التي تجعلها فعالة بالنسبة لمختلف الفئات العمرية.
وتشكل هذه الدراسة خطوة هامة نحو تعزيز فهمنا للعلاقة بين النشاط البدني والتحكم في الوزن، مما قد يفتح آفاقًا جديدة لتحسين الصحة العامة من خلال الطرق الطبيعية بعيدًا عن الحلول الطبية الكيميائية.