انتقادات حادة للملياردير ريسنيك وزوجته بسبب حرائق لوس أنجلوس
تعرضت العائلة المالكة لإمبراطورية زراعية ضخمة في ولاية كاليفورنيا (الملياردير ستيوارت ريسنيك وزوجته ليندا)، لانتقادات واسعة في ظل حرائق الغابات المستمرة في مدينة لوس أنجلوس، التي دمرت العديد من المنازل الفاخرة.
ويعتبر ريسنيك وزوجته من أغنى سكان المدينة، حيث يمتلكان مزارع ضخمة تستهلك كميات هائلة من المياه تفوق ما تستهلكه بعض المدن الكبيرة.
ورغم الأضرار التي لحقت بقصور العديد من المشاهير في المدينة، بما في ذلك ممثلون عالميون، نجا قصر ريسنيك في بيفرلي هيلز من النيران، كما نجت الأعمال الفنية الثمينة التي تزين جدرانه، بما في ذلك أعمال بيكاسو. لكن العائلة لم تسلم من الانتقادات، خاصةً في ظل العجز عن استخدام موارد المياه المتاحة في المدينة لإطفاء الحرائق، وهو ما أثار استياءً كبيرًا.
تساؤلات حول استهلاك المياه وسيطرة العائلة على الموارد
وأثار المخرج السينمائي ياشا ليفين تساؤلات حول سيطرة عائلة ريسنيك على كميات ضخمة من المياه، حيث قال لصحيفة "ديلي ميل": "كيف يمكن لعائلة واحدة أن تمتلك أكثر من المياه التي تستخدمها مدينة لوس أنجلوس بأكملها؟"، مشيرًا إلى أن الوضع البيئي السيئ في كاليفورنيا، بما في ذلك حرائق الغابات والجفاف، قد يكون مرتبطًا بنفوذ العائلة السياسي.
اقرأ أيضًا: هل يتحمل "شات جي بي تي" المسؤولية عن حرائق كاليفورنيا؟
إمبراطورية زراعية ضخمة وثروة هائلة
وتعتبر عائلة ريسنيك أغنى العائلات الزراعية في كاليفورنيا، بثروة تقدر بـ13 مليار دولار، حيث يمتلك الزوجان نحو 185 ألف فدان من الأراضي الزراعية وحصة في "بنك كيرن للمياه"، ما يتيح لهما التحكم في المياه المستخدمة في الزراعة.
كما تشمل إمبراطوريتهما الزراعية شركات مثل "Wonderful Company"، التي تمتلك علامات تجارية مشهورة مثل "Pom Wonderful" لعصير الرمان و"Fiji Water" للمياه المعدنية.
ورغم تبرعاتهما الكبيرة التي بلغت 1.9 مليار دولار لمؤسسات أكاديمية ومنظمات بيئية وثقافية، فإن الانتقادات تلاحقهما بسبب استهلاكهما المفرط للمياه وقدرتهما على التأثير على السياسات المحلية عبر علاقاتهما مع السياسيين.
الشبهات حول صفقات المياه
وفي عام 2016، كشف تحقيق لمجلة "Mother Jones" أن مزارع ريسنيك قد استهلكت في بعض السنوات كمية من المياه تفوق ما استهلكته مدن كبرى مثل لوس أنجلوس ومنطقة خليج سان فرانسيسكو مجتمعين.
وادعى التحقيق أن العائلة استفادت من صفقات مياه مربحة بفضل علاقاتهم السياسية وتبرعاتهم لحملات انتخابية.
اقرأ أيضًا: استخدم في هوليوود لمدة 100 سنة.. حرائق كاليفورنيا تدمر قصرًا تاريخيًا
حرائق الغابات والآثار المدمرة
وفي الوقت الذي يواصل فيه رجال الإطفاء محاولاتهم للسيطرة على حرائق الغابات الضخمة في كاليفورنيا، دمرت النيران أكثر من 62 ميلاً مربعًا من الأراضي في محيط لوس أنجلوس، مما أدى إلى وفاة ما لا يقل عن 24 شخصًا.
وتعد هذه الحرائق من أكبر الكوارث البيئية التي تعرضت لها المنطقة في السنوات الأخيرة، وسط تكهنات بأن الحصيلة قد تزداد مع استمرار انتشار النيران.
انتقادات سياسية ودفاعات عن العائلة
ورغم الجدل الذي يحيط بنفوذ العائلة، أبدى حاكم ولاية كاليفورنيا، جافين نيوسوم، دعمه للعائلة، معتبرًا أن الصفقات التي أبرمتها تعتبر جزءًا من النظام السياسي القائم، وقال في تصريح لصحيفة "نيويورك تايمز": "إذا كنا سنوجه أصابع الاتهام، يجب أن نفكر في النظام الذي أوجدناه".
وتستمر انتقادات "مزارعي بيفرلي هيلز" في تصاعدها في ظل هذه الكارثة البيئية التي تعصف بكاليفورنيا وضعف مخزونات المياه التي يستخدمها الإطفاء للسيطرة على الحريق، في وقت تبدو فيه سيطرة عائلة ريسنيك على موارد المياه والمحاصيل الزراعية مصدرًا للجدل المستمر في الولاية.