من هو الرجل الأكثر سفرًا في العالم؟
بين أجنحة الطائرات وأجواء المطارات، صنع البريطاني فريدريك دبليو فين، البالغ من العمر 84 عامًا، أسطورته الخاصة كأكثر الرجال سفرًا في العالم.
وبعد 21 عامًا من دخوله موسوعة غينيس للأرقام القياسية، يستمر فين في كتابة فصول جديدة من رحلته التي تجاوزت حدود الزمان والمكان، حيث قطع أكثر من 24 مليون كيلومتر جوي.
ومذكراته الجديدة، التي تحمل عنوان "أسرع من الصوت"، توثق مغامراته مع طائرة كونكورد التي كانت شاهدة على مسيرة استثنائية، جعلته ليس فقط رجل أرقام، بل أيضًا رمزًا للجرأة والشغف بالطيران، وفقًا لصحيفة "ذا صن" البريطانية.
من طائرة كلاسيكية إلى أسرع طائرة في العالم
ونشأ فريد فين في مقاطعة كينت البريطانية خلال أوائل خمسينيات القرن الماضي، حيث كانت المطارات مسرحًا مألوفًا في طفولته، خاصة خلال فترة الحرب، وخاض أول تجربة طيران وهو في سن الثالثة عشرة على متن طائرة "تايجر موث" ثنائية المحرك عام 1953.
ومع تقدمه في العمر، شهدت مسيرته تحولاً جذريًا في عام 1976، عندما استقل طائرة كونكورد لأول مرة، تلك الطائرة الأسطورية أصبحت رفيقته في رحلاته، حيث قطع على متنها مسافات قياسية جعلته يدخل التاريخ.
رحلة نحو الأرقام القياسية
وفي عام 2003، دخل فين موسوعة غينيس كصاحب الرقم القياسي لأطول مسافة جوية تم قطعها، بعد أن سجل 22 مليون كيلومتر، ولم تتوقف مغامرته عند هذا الحد، بل واصل السفر بوتيرة منتظمة، ليصل في عام 2024 إلى رقم جديد بلغ 24 مليون كيلومتر جوي، موزعة على 718 رحلة، ويعد هذا الإنجاز شاهدًا على شغفه بالسفر وشغفه الدائم بتحقيق المستحيل.
اقرأ أيضًا: عائلة من العمالقة تدخل موسوعة غينيس كأطول عائلة في العالم (فيديو)
ويكشف فين في مذكراته عن سر ارتباطه بالمقعد رقم "9A"، الذي وفر له مزايا فريدة على متن طائرة كونكورد، مثل الحصول على أول مشروب ووجبة تقدم خلال الرحلة.
ولم تكن هذه المزايا الوحيدة التي تمتع بها، حيث أصبح جزءًا من عائلة كونكورد، ودعي لحضور حفلات زفاف الطيارين، بل أتيح له الجلوس في قمرة القيادة، خاصة خلال الرحلات الطويلة مثل الرحلة التي ربطت بين لندن وسنغافورة.
بين النجوم وعلى عرش السفر الجوي
ولم تكن رحلات فين مجرد وسيلة للوصول من مكان إلى آخر، بل كانت مساحة للقاء أشهر الشخصيات في العالم، فقد التقط صورًا مع مشاهير مثل بول مكارتني، ومحمد علي كلاي، ودوللي بارتون، وديفيد فروست، وجوان ريفرز، وهذه اللقاءات لم تكن مجرد مصادفة، بل تعكس حضوره المتألق وعلاقته الوطيدة بعالم النجوم.
توثيق لتاريخ في السماء
وفي كتابه الجديد "أسرع من الصوت"، يوثق فين رحلاته التي بدأت عام 1976 واستمرت لعقود، مبرزًا تفاصيل حياته في الجو وسرده لذكرياته الاستثنائية، حيث الكتاب ليس مجرد تأريخ لسجله القياسي، بل هو شهادة على شغف إنساني فريد بالسفر والتواصل مع العالم.
ويبقى فريدريك دبليو فين رمزًا للتفاني والشغف، وقدوة تلهم عشاق السفر، ومن أولى خطواته في عالم الطيران إلى تسجيل اسمه في التاريخ، يمثل هذا الثمانيني قصة نجاح استثنائية تثبت أن السماء ليست حدًّا بل بداية لمغامرة لا تنتهي.