مدير شركة العطيشان اللوجستية راكان بن عبد الرحمن: من شاحنة واحدة إلى أسطول يضم ألف ناقلة.. والدي مدرستي والطموح وقودي
ينحدر رجل الأعمال السعودي راكان بن عبد الرحمن العطيشان من محافظة القصيم (بريدة)، ويقطن مدينة الدمام، وينتمي إلى عائلة تجارية. بدأت رحلته في ريادة الأعمال منذ صغره عندما كان يرافق والده إلى مواقع العمل، درس إدارة الأعمال، وبعد اكتساب خبرات متنوعة من خلال عمله بعدة شركات محلية ودولية انضم للعمل مع والده بمؤسسة عبد الرحمن العطيشان، التي تحولت فيما بعد إلى مجموعة العطيشان القابضة عام 2022، بمختلف مجالاتها (الصناعية، التجارية، اللوجستية، مقاولات، صيانة).
أسهم بأعمال مجتمعية وقدم مقترحات لاقت إعجاب صناع القرار لإنشاء وكالة خدمات لوجستية بوزارة النقل، واقترح أيضًا منح رخص لوجستية، ويسعى العطيشان لجعل المملكة مركزًا لوجستيًّا هو الأول من نوعه في العالم، نتعرف عليه أكثر في هذا الحوار:
حدثنا كيف أثرت نشأتك على نجاحك وتطورك علميًّا ومهنيًّا؟
بفضل الله تعالى، أسرتي أسهمت بشكل مباشر في بناء شخصيتي المستقلة، كما أثرت "الفاعلية الوالدية" الداعمة و"الفاعلية الذاتية" في توجهاتي نحو ريادة الأعمال منذ الصغر، عندما كان والدي يأخذني معه إلى العمل بإجازة المدارس، تعلمت تحمل المسؤولية ومنحتني الثقة فيما بعد خلال المرحلة الجامعية، عندما كنت أدرس إدارة مالية بجامعة البترول والمعادن، ثم التدريب بشركة عالمية "جنرال إلكتريك" بالبحرين وكانت تجربة ثرية بالنسبة لي. وبعد تخرجي في الجامعة عملت ببنك الرياض مباشرة لمدة 3 أشهر بقسم إدارة المخاطر، عقبها عملت في صندوق التنمية الصناعي مدة 4 سنوات بالرياض، وخلال عملي فيه انتدبت إلى كندا للتدريب في برنامج Meni INBA واكتسبت العديد من المهارات في أشهر الجامعات بكندا لإدارة الأعمال (جامعة كوين) في كينغستون، ثم تدرجت مهنيًّا بصندوق التنمية، من مساعد إلى محلل ائتمان. وهنا تعلمت كيفية إنهاء أكثر من عمل في الوقت نفسه، وكيفية فهم المواضيع بعمق أكبر، ودراسة المشاريع، وعمل دراسات تحليلية لجدوى المشاريع قبل اعتماد تمويلها، ثم التطبيق العملي بنيويورك في بنك (جي بي مورجان) لمدة 4 أشهر، وكانت أهم التجارب المميزة أنني اطلعت على تجربة أفضل البنوك بالعالم.
وظفت خبراتي لمساندة والدي
بعد مرور 4 سنوات من عملي بصندوق التنمية الصناعي انضممت إلى شركتنا العائلية لمساندة والدي لبناء مؤسسة عبد الرحمن العطيشان وأبنائه. بالبداية توليت منصب نائب للمدير المالي والإداري لتطوير العمل ثم المدير المالي، ثم نائب الرئيس التنفيذي للشركة، التي تحولت حاليًّا إلى مجموعة العطيشان القابضة، وأصبحت إحدى قصص النجاح الملموس بمجالاتها، بدأت بناقلة واحدة، واليوم تمتلك المجموعة أسطولًا يزيد على 1000 شاحنة نقل من مختلف الأنواع، بالإضافة إلى شبكة واسعة من الأعمال بالمملكة وتنتشر في 15 فرعًا، تتجاوز مساحة أراضيها ثلاثة ملايين متر مربع، يديرها ما يزيد على 3500 موظف.
ما الإنجازات التي تفخر بها؟
أهم الإنجازات التي أفخر بها تقديمي مقترحًا لإنشاء مرجعية للقطاع اللوجستي. ولله الحمد جرى إنشاء وكالة خدمات لوجستية بوزارة النقل، وجرى اعتماد مُقترحي بمنح الرخصة اللوجستية الموحدة، والعمل على إنجاز 59 مركزًا لوجستيًّا، وتفعيل دور القطاع الخاص بمجلس الشراكة اللوجستي.
من الشخصية التي تتمنى أن تصبح مثلها ومن قدوتك في الحياة؟
والدي رجل الأعمال عبد الرحمن العطيشان، يعَد مدرستي الأولى بالحياة كنموذج يحتذى به بريادة الأعمال، تعلمت منه أنه لا يوجد معنى لكلمة مستحيل بالتوكل على الله تعالى وقوة الإرادة، وبأن عملي لا يقتصر على المسميات الوظيفية ولكن يقتضي عليَّ تحمل المسؤولية المنوطة بي لأصبح قادرًا على اتخاذ القرارات، وأداء أكثر من مهمة. وفي الوقت نفسه انخراطي بأعمال مجتمعية كالغرف التجارية وأعمال اللجان والغرف التجارية، كما أن إخوتي شجعوني كذلك بكل خطواتي.
ما دور المرأة في حياتك؟
المرأة في حياتي هي مصدر للإلهام والمحبة والعطاء الذي لمسته منذ الصغر من والدتي التي أحسنت تربيتنا أنا وإخوتي، وتابعت تعليمنا منذ الصغر- حفظها الله- كما تلقيت الدعم والتشجيع من زوجتي التي كانت السند والدافع لتحمل ضغوط العمل لتحقيق الإبداع والتميز، فضلًا عن اهتمامها بأطفالي (سطام 5 سنوات، وعبد الرحمن 3 سنوات، وسما 8 سنوات) خلال وجودي في العمل، ما منحني الدافع لتحمل ضغوط العمل، وابنتي سما تعلمت منها الكثير، وهم جميعًا، مشروعي الأهم والاستثمار الحقيقي وأعمل ما بوسعي لأصبح قدوتهم بالتربية الصالحة بإذن الله.
ما خاب من استشار
ما التحديات التي واجهتها؟ وكيف تغلبت عليها؟
التحديات ما هي إلا محفزات لتطوير الأعمال، وهي ضريبة النجاح، وهذه حالة طبيعية تولد باستمرار ومتلازمة للشخص الذي يطمح للوصول إلى أعلى المراتب. أبرز التحديات التي واجهتها القبول والتسجيل بأفضل الجامعات، وقبولي أيضًا بوظيفة بصندوق التنمية الصناعي ضمن قلة من الشباب المختارين، كما واجهتني تحديات عند دخولي أعمال مشاريع جديدة، تتطلب الالتزام بتنفيذها بالوقت المحدد وتواجه بعض الأحيان تحديات كثيرة في شتى المجالات، وتغلبت عليها بالإصرار والعزيمة والاستعانة بأهل الخبرة والاستشارة ساعدتني على مواجهة التحديات، وينطبق هنا المثل "ما خاب من استشار".
ما أهمية اللوجستيات والبنى التحتية على الاقتصاد العالمي والاستثمارات العربية لزيادة النمو الاقتصادي والتنافسية؟
بما لا شك اليوم القطاع اللوجستي هو القطاع الرئيس والعمود الفقري لكل القطاعات العاملة في مستوى العالم سواء كان القطاع الصحي، والصناعي، والتجاري، والسياحي، وغيرها. ولا يستطيع أي قطاع النهوض دون وجود قطاع لوجستي قوي يدعمه ويساعد على نهوضه، ولو نظرنا على سبيل المثال في حال وجود دول صناعية ومصانع كبرى، ولكن لا يوجد هناك قطاع لوجستي قوي قادر على تصدير هذه البضائع إلى الأسواق العالمية، فإن القطاع الصناعي لن يصبح قادرًا على النمو، وكذلك القطاعات الأخرى. لهذا فإن القطاع اللوجستي قطاع مهم ليس لنقل البضائع فحسب، ولكن أيضًا في قطاع السياحة ونقل الركاب. عند وجود طيران قوي سيكون هناك سياحة قوية، لذلك فإن هذا القطاع يعد قطاعًا حيويًّا ومهمًّا تعتمد عليه جميع القطاعات.
ما هي قراءتك للتحولات الكبرى الاقتصادية التي تشهدها المملكة لتحقيق رؤية 2030؟
حققت رؤية 2030 تقدمًا هائلًا في إطار التحول الاقتصادي غير المسبوق الذي تشهده المملكة، ومكنت الرؤية الشباب من المشاركة الفاعلة بجميع القطاعات، وعملت على توليد وظائف نوعية، واستقطاب الخبرات العالمية، بجانب توفير بيئة تنافسية جاذبة للأعمال لبناء اقتصاد عالمي، يعيد هيكلة المدن الاقتصادية، ويطلق إمكانات أسواق حيوية أبرزها القطاع اللوجستي لجعله أكثر تنافسية ومركزًا لوجستيًّا رئيسًا عالميًّا، وتخصيص المزيد من الخدمات الحكومية لتنويع الاقتصاد لضمان استدامتها، وكذلك بناء شراكات جديدة لتنمية الاقتصاد ودعم الشركات المحلية لتنمية الصادرات.
اقرأ أيضًا: سلمان البدران الرئيس التنفيذي لـ"موبايلي": القيادة بالإبداع.. ونحن في قلب التحول الرقمي
التميز في ريادة الأعمال
ما هي نصائحك للشباب السعودي ممن يريد الاستثمار في مجالك؟
أنصح الشباب السعودي بالإقبال على مختلف الوظائف بكل القطاعات، لاكتساب الخبرات المتنوعة، وليس التركيز على الراتب فحسب، وأن يتحلوا بالإيجابية. وبالصبر والإصرار سوف يصلون إلى تحقيق طموحاتهم، وكذلك التعلم من الجيل الناجح القديم والتعرف على تجاربهم وكيف تغلبوا على التحديات التي واجهتهم بالطموح الذي هو الوقود الحقيقي للشباب في ريادة الأعمال.
ماذا يوجد على أجندة أعمالك وأولوياتك مهنيًّا وشخصيًّا؟
في الوقت الحالي أركز على نمو أعمال الشركة العائلية بجميع قطاعاتها والعمل على تطوير الحوكمة، والقطاع اللوجستي، وبصفتي رئيس اللجنة الوطنية اللوجستية باتحاد الغرف السعودية ورئيس اللجنة اللوجستية بغرفة الشرقية، لدينا تنسيق لمواجهة التحديات وتطوير بنية العمل بهذا القطاع الحيوي لتحقيق مستهدفات رؤية 2030، والوصول إلى أفضل 10 دول في مؤشر الأداء اللوجستي العالمي، والعمل على جعل المملكة مركزًا لوجستيًّا على مستوى العالم.
بالنسبة لطموحاتي الشخصية، أتمنى تمكين أبنائي بالتعليم والمهارات المناسبة ليصبحوا أعضاء فاعلين في الوطن بالمستقبل.
البطاقة التعريفة
الاسم : راكان بن عبد الرحمن العطيشان.
العمر: 37 سنة
الحالة الاجتماعية: متزوج
الدراسة:
- بكالوريوس إدارة مالية من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن 2010.
- ماجستير إدارة الأعمال والإدارة من كلية لندن للأعمال 2019.
سيرة مهنية:
- مدير شركة العطيشان اللوجستية.
- مدير عام شركة شميدت كدادة اللوجستية.
- نائب الرئيس التنفيذي لشركة العطيشان القابضة 2020.
- ضابط للائتمان في بنك الرياض.
- مشرف حسابات في جنرال إلكتريك في البحرين.
- شريك شركة فارم للاستثمار الجريء.
-رئيس اللجنة الوطنية اللوجستية باتحاد الغرف السعودية 2024.
-رئيس اللجنة اللوجستية بغرفة الشرقية 2020.
- عضو لجنة السلامة المرورية في المنطقة الشرقية.
- عضو مجلس الأعمال السعودي (الفرنسي – البريطاني).
- عضو مجلس الشراكة اللوجستي.
- عضو المجلس الصناعي.