ندوة "الصور والحكايا تاريخ للمكان".. تناقش السياحة الثقافية ضمن فعاليات معرض جدة للكتاب 2024
ضمن فعاليات "معرض جدة للكتاب 2024"، الذي تنظمه هيئة الأدب والنشر والترجمة، أُقيمت ندوة حوارية بعنوان "الصور والحكايا تاريخ للمكان"، تحدَّث فيها كلٌّ من "غادة أبا الخيل"، باحثة ومستشارة ثقافية متخصصة في التراث البصري والأنثروبولوجيا الثقافية، والشاعر "عبد الله الفارس"، باحث دكتوراه بـ"جامعة كوين ميري" في لندن، يُعِد رسالته البحثية حول "تعزيز السياحة الثقافية في السعودية، ودورها في ترويج صورة الدولة عالميًّا"، ويعمل مستشارًا ثقافيًّا، وأدارت الندوة الدكتورة "منال العمري".
افتتحت "غادة أبا الخيل" حديثها بالقول إن الناس يرون الصورة مرآة للواقع، وهذا غير صحيح؛ لأن الصورة يعبر بها عن طريق بناء المخيلة للواقع، حيث تشجع الخيال بتحريك الأفكار، باعتمادها على السرديات التي تَلقَّنَها الشخص منذ الصغر.
كما أضافت أننا لا بد أن نتعامل مع الصور بحذر؛ لكي لا نعزز الفكر النمطي، المبني مسبقًا على أحداث معينة تتعلق بواقع الصورة، ولا بد من إعادة بناء السرديات لبعض الصور، لكي نربطها بالتاريخ المنطقي للمكان، كما بيَّنت أن التعبير السردي والعاطفي للصورة أكثر ارتباطًا بالأشخاص، ولكن من المهم معرفة خلفية المصور لقراءة الصورة بشكل صحيح.
وأضافت أن الصورة تحرك المشاعر، لأنها ترتبط بالخيال غالبًا، والحكايا هي الخطوة الأولى لخلق الصورة، فيما اختتمت حديثها قائلة إن الصورة تُفهم دون ترجمة.
أما "الفارس"، فقد أوضح أن سطوة الحكايا أكثر قدرة على خلق صورة للمكان، وعرّج خلال حديثه على التوثيق مع تغير أنماطه، وأن قوة الحكاية أو الصورة تُسهم في رفع معدل السياحة الثقافية للمكان، فكل الصور لها حكايا، والتوثيق البصري مثل اللوحات الفنية الموجودة في المتاحف والمعارض تُسهم في تعزيز السياحة، سواء كانت دينية أو ما يختص بالتراث والآثار، إضافة إلى سياحة تعلم اللغات ومعرفة عادات الشعوب.
وأضاف أنه بفضل رؤية المملكة 2030، هناك كثير من الجهات أسهمت في تعزيز الثقافة السياحية، وأن الوسائل الحديثة، وخاصة منصات التواصل، سهّلت عملية تعزيز الثقافة السياحية.
وأشار "الفارس" إلى أن الأدب أحد أشكال الثقافة لتوثيق الأماكن، إذ أنه قوة ناعمة توثق عادات الشعوب، وذكر أن المملكة مقبلة على أحداث كبرى، وهذه فرصة لتوثيق ثقافتنا وتكوين صورة نمطية إيجابية لدى الغير.