بيع بورتريه للشاعر رامبو رسمه "بول فيرلان" مقابل 585 ألف يورو
في مزاد نظمته دار "دروو" في باريس، بيع رسم بورتريه للشاعر الفرنسي أرتور رامبو، أنجزه الشاعر بول فيرلان في عام 1872، بمبلغ 585 ألف يورو، متجاوزًا بكثير التقديرات الأولية التي كانت تتراوح حول 200 ألف يورو.
الرسم والشخصية الأدبية المثيرة
ويحمل الرسم تاريخ يونيو 1872، ويظهر فيه الشاعر رامبو في سن السابعة عشرة، وهو في وضع جانبي بظل نحيف، يرتدي قبعة ويضع يديه في جيوبه بينما يدخن غليونه، وفقًا لوكالة فرانس برس.
والصورة في الرسم تعتبر تجسيدًا للمراهق رامبو في مرحلة غير محددة بدقة، حيث أشار فيرلان إلى أنه أنجزها بناءً على الذاكرة.
وكان رامبو في تلك الفترة يعيش في حالة من الاغتراب، ليس فقط عن عائلته التي كان يهرب منها، بل أيضًا عن عالم الأدب الباريسي الذي دخل إليه في أواخر عام 1871، وأثار الجدل بسبب تجاوزاته للأعراف السائدة في ذلك الحين.
ولم يكن رامبو يلقى دعمًا سوى من فيرلان، الذي كان بمثابة حليف له في تلك الفترة العصيبة.
اقرأ أيضًا: مزاد على وثائق قضائية مهدت لانفصال فرقة البيتلز
رحلة الأدب والحب المشترك
وفي يوليو 1872، سافر الشاعران إلى بلجيكا ولندن حيث عاشا فترة ذروة حبهما، غير أن علاقتهما انتهت بطريقة مأساوية، عندما أطلق فيرلان النار على رامبو في يوليو 1873 في أثناء حالة من السكر واليأس، ما أسفر عن إصابته بجروح طفيفة.
وأوضح خبير المبيعات في دار "دروو"، أمبرواز أودوان، في تصريحات له لوكالة فرانس برس قبل المزاد أن هذه العلاقة بين الشاعرين بدأت في تلك المرحلة وامتدت لتصبح جزءًا من تاريخ الأدب الفرنسي.
مسار الرسم وأهميته التاريخية
ولم يكن تاريخ الرسم في متناول الكثيرين حتى تم شراؤه من قبل أوغ غال، المدير السابق لأوبرا باريس الذي توفي في مايو الماضي، في حين يعتقد البعض أن أحد مالكي الرسم الأوائل كان الناشر ليون فانير، الذي نشر أولى "قصائد رامبو الكاملة" في عام 1895 بعد وفاته.
وفي تعليق على البيع، قال أودوان إن عودة هذه الصورة المميزة للأدب الفرنسي إلى الظهور لا يمكن إلا أن تثير حماسة كبيرة.
انضمام إلى مجموعة خاصة
وبعد معركة مزايدات طويلة، تمكن الرسم من تجاوز التقديرات الأولية التي كانت تصل إلى 200 ألف يورو، ليضاف مجددًا إلى مجموعة خاصة من الأعمال الفنية.