قصة قطار يسير فوق البحيرة الوردية! (فيديوجراف)
تقع "بحيرة بورلينسكوي" المالحة في منطقة "ألتاي" بروسيا، بالقرب من حدود كازاخستان، وتشتهر بلونها الوردي، الذي يظهر خلال أشهر الصيف، ما يجعلها واحدة من أكثر البحيرات جمالًا وغرابة في العالم.
وتمتد هذه البحيرة على مساحة واسعة، وتعتبر أكبر رواسب الملح في "سيبيريا"، حيث تصل ملوحتها إلى مستويات تتنافس مع البحر الميت، مما يجعلها موقعًا طبيعيًا مذهلًا، ووجهة سياحية فريدة.
يرجع السبب الرئيس للون الوردي الزاهي في "بحيرة بورلينسكوي" إلى وجود نوع من الروبيان المجهري يُسمى Artemia salina، والذي يتكاثر بكثافة في المياه المالحة خلال فصل الصيف.
عندما يتكاثر هذا الروبيان، يتحول لون المياه إلى الوردي الفاتح، وهو مشهد ساحر يجذب الزوار والمصورين من جميع أنحاء العالم لتوثيق جماله.
وإلى جانب لونها الفريد، تتميز "بحيرة بورلينسكوي" أيضًا بمرور قطار شحن قديم عبر مياهها الوردية يوميًا، في مشهد يبدو وكأن القطار يطفو فوق سطح الماء.
هذا القطار يسير على قضبان معدنية وُضعت عبر البحيرة خلال الحقبة السوفييتية لغرض جمع الملح، ورغم أن الملوحة العالية للبحيرة قد توحي بإمكانية بقاء القطار عائمًا، إلا أنه يسير فعليًا على سكك حديدية تم تصميمها خصيصًا لهذه المهمة.
اقرأ أيضًا: شاهد| حادث مروع لقطار يدهس مزارعا وبقرة
يقوم هذا القطار بدور أساسي في جمع الملح من قاع البحيرة، إذ أنه مزود بأدوات خاصة تساعده في هذه الوظيفة، حيث تقوم بحرث قاع البحيرة وجمع الرواسب المالحة في عربات القطار.
ووفقًا لمصور الرحلات "فاديم ماخوروف"، يجمع القطار حوالي 65 ألف طن من الملح سنويًا، وهو ما يكفي لتغطية احتياجات العالم من الملح لمدة 3 أو 4 أيام.
اقرأ أيضًا: قطار هايبرلوب الصيني.. انطلاق عصر مواصلات الخيال العلمي (فيديوجراف)
تعود عملية حصاد الملح من "بحيرة بورلينسكوي" إلى منتصف القرن الثامن عشر، حين كان الملح الذي يتم استخراجه من هذه البحيرة يُعد من أفضل الأنواع، وكان يُقدّم فقط على موائد العائلات المالكة الروسية.
وفي العصر السوفييتي، تم تطوير هذه العملية من خلال مدّ مسارات حديدية عبر البحيرة، لتسهيل جمع الملح بشكل أكثر كفاءة.
تُعد "بحيرة بورلينسكوي" مثالاً مذهلاً على الجمال الطبيعي والابتكار الصناعي، حيث يتقاطع سحر الطبيعة مع تكنولوجيا الإنسان في مشهد خلاب لا يُنسى.