الكشف عن حياة في المكان الأكثر جفافًا على كوكب الأرض
تمكن فريق دولي من العلماء، بقيادة عالم الأحياء الدقيقة الدكتور ديرك فاجنر من مركز الأبحاث الألماني للعلوم الجيولوجية "GFZ"، من الكشف عن نشاط ميكروبات حية في واحدة من أكثر البيئات قسوة وجفافًا على وجه الأرض، وهي صحراء أتاكاما في تشيلي، المعروفة بأنها المكان الأكثر جفافًا على الكوكب.
تقنيات حديثة لفهم المجتمعات الميكروبية
وابتكر الفريق تقنية متقدمة تسمح بفصل المادة الوراثية للميكروبات الحية عن شظايا الخلايا الميتة، ما وفر تصورًا دقيقًا للمجتمع الميكروبي النشط.
وأوضح الدكتور فاجنر في الدراسة التي نشرت في مجلة "Applied and Environmental Microbiology" العلمية، أن الميكروبات تلعب دورًا محوريًّا في استعمار هذه البيئة القاحلة، ما يمهد الطريق لظهور أشكال حياة أخرى.
نتائج مذهلة من أعماق التربة
وجمع الباحثون عينات من تربة الصحراء الممتدة بين ساحل المحيط الهادئ وسفوح جبال الأنديز، وباستخدام التقنية الجديدة، تمكنوا من التعرف على تنوع ميكروبي غني يشمل البكتيريا الشعاعية والبكتيريا البروتينية، حتى في المناطق الأكثر جفافًا.
اقرأ أيضًا: علماء يكتشفون تقلّص أعلى جبل في واشنطن!
وفي اكتشاف مثير، وجد الفريق أن التربة الضحلة "بعمق أقل من 5 سنتيمترات" تحتوي على ميكروبات نشطة بشكل خاص، حيث هيمنت بكتيريا الكلوروفليكسوتا على المجتمعات الميكروبية، ما يشير إلى دورها الحيوي في تجديد المادة الوراثية بشكل مستمر.
آفاق أوسع للفهم العلمي
ويرى الباحثون أن هذه النتائج قد تسهم في فهم أعمق للأنظمة البيئية في البيئات القاسية، ليس فقط على الأرض ولكن أيضًا على كواكب أخرى.
وأشار الدكتور فاجنر إلى أن استمرار نشاط المجتمع الميكروبي يعكس وجود عمليات دورانية حيوية داخلية، وهو أمر حاسم لفهم قدرة الحياة على الصمود.
الخطط المستقبلية
ويعتزم الفريق مواصلة البحث من خلال تطبيق تقنيات تسلسل جيني أكثر تقدمًا لتحليل الحمض النووي للميكروبات داخل الخلايا، ما قد يفتح آفاقًا جديدة لفهم قدرة الحياة على التأقلم في أقسى الظروف الطبيعية على الكوكب، وربما في الفضاء الخارجي.
وهذا الإنجاز العلمي يعكس تطور التقنيات الحيوية في دراسة الكائنات الدقيقة، ويؤكد أهمية استكشاف البيئات القاسية لفهم أوسع لنشوء الحياة واستدامتها.