علماء يكتشفون محفز النوم في المخ
أعلن فريق من الباحثين عن اكتشاف المركز العصبي المسؤول عن نوم حركة العين السريعة "REM"، الذي يعد مرحلة حيوية في رحلة النوم تترافق مع الأحلام، حيث تظل العينان الجزء الوحيد من الجسم المتحرك بنشاط.
وأفاد موقع Science Alert أن هذا الاكتشاف قد يسهم في تحسين فهمنا لبيولوجيا النوم وأسباب الاضطرابات المرتبطة به.
التجارب والدلالات
وأظهرت التجارب التي أجريت على الفئران أن تنشيط دائرة عصبية معينة في الجزء العلوي من جذع الدماغ يمكن أن يؤدي إلى إدخال الحيوانات في حالة نوم REM حتى لو كانت في حالة يقظة، وهذا يشير إلى إمكانيات جديدة لعلاج الاضطرابات مثل انقطاع النفس في أثناء النوم أو الكوابيس المتكررة.
التحديات العلمية
وكان الغموض لا يزال يحيط بنوم REM، ولم يعرف العلماء موقع مركز التحكم في الدماغ، وعلى مر العقود، كان هناك اعتقاد بأن خلايا عصبية معينة في جذع الدماغ تلعب دورًا أساسيًا في بدء نوم REM.
وعلى سبيل المثال، أثبتت الأبحاث أن القطط التي تم قطع جذع دماغها تعجز عن توليد نوم REM، ما يدفعها إلى التصرف وفقًا لأحلامها.
اقرأ أيضًا: طعام بسيط يمكنه حل مشكلة "الشخير" خلال النوم
الاكتشاف الجديد
وقادت مجموعة من العلماء برئاسة عالم الأعصاب ميتسواكي كاشيواجي من جامعتي تسوكوبا وطوكيو البحث إلى تحديد مجموعة من الخلايا العصبية المرتبطة بنوم REM في الجزء العلوي من الجسر.
وتعرف هذه الخلايا باسم Crhbp+، حيث تعبر عن بروتين مرتبط بهرمون إفراز الكورتيكوتروبين، في حين تتواصل هذه الخلايا مع خلايا عصبية في النخاع المستطيل، والمعروفة باسم خلايا Nos1+، ما يشكل دائرة عصبية قد تكون جوهرية لنوم REM.
النتائج المترتبة على الاكتشاف
وعند إزالة خلايا الجسر من حلقة التغذية الراجعة، أظهرت الفئران انخفاضًا في النوم وقلة استرخاء العضلات خلال نوم REM. وفي المقابل، عندما تم تنشيط هذه الخلايا، تمكنت الفئران من الدخول إلى نوم REM بسرعة أكبر، ما يزيد من عدد ومدة فترات نوم REM.
وفي النخاع المستطيل، عززت خلايا Nos1+ نوم REM، وأظهرت التجارب أن تنشيط هذه الخلايا يؤدي إلى انتقالات مباشرة من اليقظة إلى نوم REM، وهذا الأمر يتضح أيضًا في حالات النوم القهري لدى البشر، حيث ينتقل المرضى مباشرة إلى نوم REM، وهي قفزة غير شائعة.
تحقيقات مستقبلية
وأجرى الباحثون أيضًا تحليلات على المرضى الذين يعانون من مرض باركنسون، ووجدوا انخفاضًا كبيرًا في خلايا Crhbp، ما يوفر معلومات قيمة عن الآليات المسؤولة عن الاضطرابات في النوم، وباستخدام نموذج الفأر لمرض باركنسون، أظهر الباحثون أن تنشيط خلايا Crhbp+ يمكن أن يعيد التوازن إلى أنماط النوم.
وتعتبر الخطوة التالية في هذا البحث هي تسجيل نشاط هذه الخلايا العصبية بدقة لمعرفة دورها الفعلي وأسباب نشاطها، حيث إن هذه الاكتشافات قد تفتح آفاقًا جديدة لفهم ومعالجة اضطرابات النوم، ما يعد بتطورات مثيرة في مجال الطب العصبي.