الملاكم زياد المعيوف: فخري بوطني أكبر من انتصاراتي.. أسعى لصنع تاريخ سعودي في الملاكمة
عاش طفولة مليئة بالشغف برياضات وهوايات متعددة، والدته كلمة السر وراء نجاحه، فهي أول من اكتشفت موهبته في الملاكمة. حبه لوطنه ورغبته الجامحة في كتابة اسمه بحروف من ذهب في العالم الرياضي جعله أول ملاكم محترف من السعودية. أصبح رمزًا للأمل للجيل القادم من الرياضيين السعوديين، تخصص في علم النفس الرياضي والسلوكي، وأثبت قدراته على المستوى العالمي، وحقق عديدًا من الانتصارات في محافل دولية.
منصة "الرجل" التقت بطل الملاكمة السعودي زياد المعيوف لتتعرف على تجربته وقصة نجاحه في هذه الرياضة.
في البداية... عرّفنا بنفسك؟
زياد المعيوف أول ملاكم محترف عالمي من المملكة العربية السعودية، عمري 24 سنة، أفتخر بأني من مدينة الرياض الجميلة، درستُ علم النفس وتخصصت في علم النفس الرياضي والسلوكي. في عام 2022 أصبحت رسميًّا أول ملاكم احترافي من المملكة السعودية على الإطلاق، وبرزت ليس فقط بصفتي أوّل ملاكم محترف عالمي سعودي فحسب، بل أيضًا كوني متحدّثًا عن المملكة وممثلًا لها.
حامل لواء السعودية
لقد ظهرتُ بصفتي حامل لواء المملكة في رياضة الملاكمة، ورمزًا للأمل للجيل القادم من الرياضيين الناشئين بالمملكة وبخاصّة كوني ممثلًا للدّعم والثقة والتّمكين من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وولي عهده سمو الأمير محمد بن سلمان، بالإضافة إلى إبراز وعرض نتائج إطلاق رؤية 2030 ودعمها للمواهب الناشئة والرياضيين.
حدّثنا عن طفولتك وكيف قضيتها بين مصر والسعودية؟
تنقلت في طفولتي بين السعودية ومصر، كان والدي حريصًا جدًّا على أن نصلَ إلى أعلى المستويات دراسيًّا وننالَ أعلى الدرجات العلميّة، وأرى أن دراستي بالجامعة الأمريكية بالقاهرة (CAC) وحصولي على شهادةٍ منها فرصة كبيرة أمامي لمستقبلٍ أفضل. كنت أسافر إلى المملكة العربية السعودية في كل العطل وأقضي إجازتي هناك، عشتُ طفولةً تملؤها الرياضات والهوايات والشغف والدّراسة.
كيف التحقت بعالم الملاكمة ومن اكتشف موهبتك؟ ولماذا اخترت لعبة التنس في البداية؟
مارست جميع أنواع الرياضة من السباحة، والجودو، وكرة القدم، ولكني اهتممت بالتنس فكنت أفوز به أكثر من غيره، إضافة إلى أن والدي كان من كبار مشجعي التنس، وهذا منحني دافعًا مهمًّا، لكني أدركت أنّ أكثر ما يحفزني ويجعلني أفوز بمباراتي هو شغفي بإسعاد والدي فقط.
أردت أن أجعل جميع العرب فخورين بي
في الواقع والداي هما اللّذان اكتشفا موهبتي في الملاكمة، وبخاصة أمي فأصبحت شغوفًا جدًّا بالملاكمة بعد رؤيتي للاعبين يتدربون يوميًّا، وكنت أسمع صيحات التشويق والتحفيز في أثناء التدريب، واتقّد الشغف في داخلي حين بحثت عبر محرك البحث جوجل عن اسم ملاكم محترفٍ سعودي أو عربي يمكنني أن أتطلع إليه وأستفيد من خبرته ولم أجد أحدًا، فأصبحت أكثر شغفًا بأن أكون أول ملاكم من المملكة العربية السعودية والعالم العربي.
الفصل بين الحلبة وخارجها
حدثنا عن كواليس اختيارك لممارسة رياضة الملاكمة؟ وموقف والدك من اختيارك؟
لم يمنعني والدي من ممارسة الملاكمة، بل كان يريدني أن أفصل بين كوني ملاكمًا في الحلبة وكوني شخصًا خارجها، فالعنف في حلبة الملاكمة هو الحل الوحيد، ولكن خارجها ليس هو الحل أبدًا! فيجب أن أكون هادئًا دائمًا، وفيما بعد أدرك والداي أن الملاكمة تعلمك العنف المتحكم فيه.
اخترت الملاكمة لأنني أردت أن أصنع تاريخًا للمملكة، وأصبح حامل لواء السعودية في هذه الرياضة، ولأمثل بفخر مبادرة ورحلة رؤية 2030 التي تبنّاها وينفذها صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
جدي أكبر الداعمين
ما أصعب موقف مر عليك في حياتك؟
أصعب موقف مررت به في حياتي هو وفاة جدي قدوتي، وفي ذلك الوقت كنت أتدرب وأستعد لدخول عالم الملاكمة الاحترافية وبدء مسيرتي المهنية، فكان من المقرر أن أحضر اجتماعًا لتوقيع اتفاق لعدة سنوات مع شركة إدارة رياضية مشهورة عالميًا وبهذه الصفقة، سأصبح أول ملاكم سعودي على الإطلاق يوقع اتفاقًا من هذا القبيل، فاتصل بي ابن عمي وأخبرني أن جدي وجدتي أصيبا بفيروس كورونا، فلم أتردد لحظة، وعدت إلى الوطن في رحلة استغرقت 17 ساعة، وتغيبت عن الاجتماع، ولم أهتم بأي شيء سوى أن أكون مع عائلتي وجدي الذي كان أكبر داعم لمسيرتي في الملاكمة.
اقرأ أيضًا: الممثل عزام النمري: همي أن نصل إلى أنفسنا قبل العالمية.. لا ألتفت إلى حجم الدور بل تأثيره
محافل دولية
ما المسابقات والمحافل الدولية والعالمية التي شاركت فيها؟
شاركت في مسابقات دولية مهمة منها:
- جدة: فزت على خوسيه ألاتوري بالضربة القاضية، لأصبح أول ملاكم سعودي يفوز بهذا الشكل.
- الدرعية: تغلبت على رونالد مارتينيز بقرار الأغلبية من الحكام.
- لندن: فزت على جورجي فيليشكوف، لأصبح أول ملاكم سعودي يلعب ويفوز في حلبة O2 الشهيرة.
- بولندا: هزمت يانوش بينزيس، وأصبحت أول ملاكم سعودي وعربي ينافس هناك.
- الرياض: فزت على كريستيان لوبيز فلوريس في موسم الرياض.
- لوس أنجلوس: تغلبت على ميخال بوليك، بمباراة أقيمت برعاية موسم الرياض، وأسهمت هذه المباريات في تمثيل المملكة دوليًّا تحت رؤية 2030.
معجب بالخطوات السعودية
هل أنت راضٍ عن مستوى الملاكمة في السعودية؟
أنا معجبٌ حقًّا بالخطوات التي قطعتها رياضة الملاكمة في المملكة العربية السعودية، والإمكانات الهائلة التي لا تزال تُظهرها، لقد شهدت المملكة تقدمًا كبيرًا في هذه الرياضة، وذلك بفضل القيادة ذات الرؤية المستقبلية والتفكير المتقدّم للملك سلمان وسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان.
حدثنا عن شعورك أول مرة تلعب مباراة احترافية؟ ولماذا ظللت 4 أعوام دون الخوض في هذه المباراة؟
في المرة الأولى التي خطوتُ فيها إلى الحلبة، غمرني طوفانٌ من المشاعر المختلفة، وكنت أعلم أنه عليّ التحكم في كل هذه المشاعر للفوز بالمباراة، كان بإمكاني سماع الآلاف من السّعوديين يهتفون باسمي، هذا الشعور أعطاني دافعًا كبيرًا وتصميمًا على أني سأفوز بالمباراة.
والسبب في أنّ الأمر استغرق أربع سنوات لخوض أول مباراة ملاكمة احترافية أنها المدة التي احتجت إليها حتى أتمكّن من التكيف مع المستوى العالي للخصوم والتدريب في الولايات المتحدة.
المرونة العقلية والعاطفية
من وجهة نظرك ما المباراة الاحترافية؟
هي أكثر من مجرد ما يحدث داخل الحلبة؛ إنها تجسّد رحلة معقدة من المرونة والعقلية والعاطفية، إذ غالبًا ما تكون المباراة الحقيقية في الأشهر التي تسبق موعدها المقرر أي في أثناء معسكرات التدريب الشاقة. هذه الفترات المكثفة من التحضير مرهقة ذهنيًّا وتتطلب جهدًا بدنيًّا، وتتفوق كثيرًا على المباراة الفعلية من حيث الصعوبة، في كل مرة أصارع فيها، أفوز بأكثر من مجرد المباراة، بل أفوز بقلوب وثقة الملايين في المملكة العربية السعودية وحتى العالم العربي بأكمله.
حدثنا عن فترة تدريبك مع بطل العالم السابق جيمس بادي ماكجيرت؟
لقد مثّل التدريب تحت إشراف جيمس "بادي" ماكجيرت نقطة تحول في مسيرتي، التقيت بادي في صالة ألعاب رياضية مختلفة في لوس أنجلوس، طلبت منه أن يكون مدربًا لي ووافق، بالنسبة لي بادي ليس مجرد مدرب؛ بل شخصية عائلية تقدم الدعم والتوجيه الثابتين في كل مرة أخطو فيها إلى الحلبة، ويبدو ذلك واضحًا من الطريقة الدقيقة التي يحضّرني بها لمواجهة خصومٍ أقوياء من ذوي التصنيف العالي.
كيف كانت ردود الأفعال بعد فوزك بوصفك أول ملاكم سعودي في مباريات الملاكمة الاحترافية على المكسيكي خوسيه ألفريدو ألاتوري؟
لقد ذُهل العالم بالطبيعة السريعة والحاسمة لظهوري الأول، حيث صدمت الضربة القاضية كلًّا من الجماهير العالمية ووسائل الإعلام السائدة على حد سواء، وتصدّرت عناوين الصحف "أول ملاكم سعودي"، لقد لفت هذا الإنجاز الضخم انتباهًا غير مسبوق إلى الحضور الناشئ للمملكة في الملاكمة الاحترافية.
إعادة تشكيل المشهد
أصبحت السعودية تهتم بالملاكمة بشكل أكبر، خصوصًا مع "نزالات الحقيقة".. حدثنا عن ذلك؟
الانخراط المتزايد في الملاكمة الاحترافية يمثل ثورةً حقيقية، هذا التحول جرى بفضل القيادة المثالية لولي العهد الأمير محمد بن سلمان والدور المحوري للمستشار تركي آل الشيخ، رئيس الهيئة العامة للترفيه، في إعادة تشكيل المشهد الرياضي ليس داخل المملكة فحسب، بل على مستوى العالم أيضًا.
زياد المعيوف أول ملاكم سعودي محترف يفوز في نزال بأمريكا... حدثنا عن هذا الإنجاز؟
إن الفوز في أمريكا بصفتي أول ملاكم سعودي محترف يشكل إنجازًا أفتخر به، إذ لم يكن فقط انتصارًا شخصيًّا، بل لحظة تاريخية لبروز السعودية في الساحة العالمية للملاكمة. هذا النزال في لوس أنجلوس كان أول حدث رياضي من موسم الرياض خارج السعودية، وقد مثّل بالنسبة لي شرفًا وشهادةً على نفوذ المملكة المتزايد في هذه الرياضة. لقد شكل خصمي، المصنف الثاني في بولندا في فئتي الوزن، تحديًا هائلًا أمامي، لكنني وفريقي لطالما قابلنا خصومًا أقوياء وذوي تصنيف عالٍ.
وفي المباراة، ورغم مواجهتي لميخائيل بوليك، الذي ثبتت إيجابية اختباره لاحقًا لتعاطي المنشطات، فقد أكد فوزي على قوة وعزيمة الرياضيين السعوديين.
فخر ومسؤولية
كيف كان شعورك وقتذاك؟
إنّ كوني أول ملاكم سعودي على الإطلاق يخوض مباراة في الولايات المتحدة مثّل تجربة رائعة وعميقة بالنسبة لي، شعرت بالفخر والمسؤولية.
ما أحلامك المستقبلية؟
الحفاظ على سجلي دون هزائم، والفوز بأول لقب بطولة عالمية للمملكة، ورفع مكانة السعودية في الساحة العالمية للملاكمة.
من هم القدوة والداعمون لك؟
قدوتي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، بتأثير رؤيته 2030، ووالداي لهما تأثير عميق في حياتي. كما أن المستشار تركي آل الشيخ، رئيس الهيئة العامة للترفيه، منحني دعمًا وفرصًا غير مسبوقة.
كيف تقضي أوقات فراغك بعيدًا عن الملاكمة؟
أستمتع بالوقت الذي أقضيه مع عائلتي فأشعر بالبهجة في صحبتهم
البطاقة التعريفة:
الاسم: زياد المعيوف
مكان وتاريخ الميلاد: 2 يوليو 2000، نيويورك، الولايات المتحدة.
الهوايات: الرياضة، وتطوير الرياضيين، وعلم النفس السلوكي، وصناعة الأفلام، والإخراج، وتطوير المحتوى الإبداعي وحب الأزياء.
المهنة: ملاكم محترف، أول ملاكم سعودي محترف في التاريخ.
الدراسة والتخصص: بكالوريوس في علم النفس السلوكي، متخصص في علم النفس الرياضي.
الجوائز والتكريم:
- أول ملاكم سعودي محترف دوليًّا على الساحة العالمية ويحقق الفوز بالضربة القاضية
- أول ملاكم عربي محترف يشارك في حدث موسم الرياض للملاكمة
- أول ملاكم عربي وسعودي يجري توقيعه وإدارته من قبل بطل العالم أنتوني جوشوا
- أول ملاكم سعودي محترف يلعب مباراة في لندن في الصالة الشهيرة O2 Arena
- أول ملاكم عربي وسعودي محترف يلعب مباراة في بولندا في حدث عالمي لبطولة العالم
- أول ملاكم سعودي محترف يلعب مباراة في الولايات المتحدة في أول حدث دولي لموسم الرياض للملاكمة في لوس أنجلوس