الموظفون يستخدمون الذكاء الاصطناعي خفية (فيديوجراف)
كشفت دراسة حديثة أن "الأمية الرقمية" بين رؤساء العمل تؤثر بشكل كبير على إنتاجية الموظفين، حيث يعتبر 60% من العاملين أن افتقار رؤسائهم للمهارات التقنية يعوق استفادتهم من أدوات الذكاء الاصطناعي التي تعزز الكفاءة.
ويعزى هذا القصور الرقمي إلى قلة وعي العديد من القادة بفوائد هذه التقنيات، مما أدى إلى عدم استثمارها بفعالية في بيئات العمل. ووفقًا لدراسة من مجموعة SThree الاستشارية، فإن الموظفين يقضون ما يقارب 6 ساعات أسبوعيًا في أداء مهام كان يمكن أتمتتها بسهولة، مما يرفع من شعورهم بالإحباط إزاء قادة غير ملمين بتقنيات الذكاء الاصطناعي.
مع انتشار أدوات الذكاء الاصطناعي مثل ChatGPT، تسابقت شركات التقنية لتبنيها والترويج لها، ولكن يبدو أن هذه الثقافة لم تجد صدىً لدى الرؤساء بنفس درجة تفاؤل الموظفين.
ففي عام 2023، أظهر بحث أجرته شركة Tech.io أن معظم قادة الأعمال يفتقرون إلى المهارات المطلوبة لتوظيف الذكاء الاصطناعي بشكل فعال، وهو ما يؤدي في نهاية المطاف إلى إضعاف إنتاجية فرق العمل.
اقرأ أيضًا: هل يتفوق الذكاء الاصطناعي على المديرين التنفيذيين في اتخاذ القرارات الاستراتيجية؟
القلق المتزايد بين الموظفين من نقص المهارات الرقمية لدى الرؤساء له أبعاد أخرى؛ فالدراسات أشارت إلى أن هذا النقص يدفع بعض الموظفين إلى استخدام الذكاء الاصطناعي سرًا، حيث أظهر تقرير من Salesforce أن 20% من العاملين يستخدمون أدوات الذكاء الاصطناعي خفية، خشية من عدم فهم الإدارة العليا لهذه الأدوات أو وضعها لقواعد تحدّ من استخدامها.
وهذه الظاهرة المتزايدة، التي تُعرف باسم "مستخدم الذكاء الاصطناعي المتخفي"، تعكس مدى عدم اليقين بشأن مستقبل العمل وعلاقة الذكاء الاصطناعي به، خصوصًا مع تزايد المخاوف من احتمالية استبدال الوظائف البشرية بالتقنيات الذكية.
عند النظر إلى التفاوت الإقليمي في تبني الذكاء الاصطناعي، نجد أن الشركات الأوروبية لا تزال متأخرة عن نظيراتها الأمريكية، التي قطعت شوطًا طويلًا في هذا المجال. ورغم محاولات أوروبا لتسريع التحوّل الرقمي واعتماد الذكاء الاصطناعي في مجالات متعددة مثل السيارات، والنفط، والغاز، إلا أن التحديات لا تزال قائمة.
وقد عبّر بعض العاملين عن استيائهم من ضعف تبني هذه التقنيات، حيث صرّح عامل بناء ألماني أن غياب أدوات الذكاء الاصطناعي أثر سلبًا على حماسه لمواجهة تحديات العمل، بينما أشار مهندس ياباني إلى أنه يضطر لقضاء وقت طويل في مهام كان من الممكن أتمتتها بسهولة.
اقرأ أيضًا: من هو "يو كاي" ملياردير الذكاء الاصطناعي؟
وللحد من أثر "الأمية الرقمية" على بيئة العمل، يرى خبراء أن على الرؤساء المترددين اللحاق بفرقهم من خلال تبني الذكاء الاصطناعي بما يحقق أهداف العمل، ويدعم الكفاءات داخل فرقهم.