جرتان من الخزف تحققان سعرًا يفوق التوقعات في مزاد عالمي
في إنجاز استثنائي في عالم المزادات الفنية، حقق بيع زوج نادر من جرار الأسماك الخزفية من عهد أسرة مينغ في القرن السادس عشر مبلغ 9.6 مليون جنيه إسترليني "12.5 مليون دولار" في مزاد أقامته دار سوثبي للمزادات، محطمًا بذلك التقديرات الأولية التي بلغت مليون جنيه إسترليني "1.3 مليون دولار".
حرب مزايدة شرسة
وبحسب بيان دار "سوثبي" الذي نشرته وكالة CNN، أشعلت الجرتان المزخرفتان، اللتان صنعتا على نحو خاص للإمبراطور جياجينغ، حرب مزايدة استمرت لمدة 20 دقيقة بمشاركة أكثر من 10 جامعي تحف بارزين، قبل أن تباع في النهاية إلى جامع خاص من آسيا.
وصرّحت دار المزادات بأن هذه النتيجة الرائعة تجعل الجرار أغلى عمل فني صيني يباع في مزاد علني على مستوى العالم خلال هذا العام.
أهمية استثنائية وتاريخ عريق
وما يزيد من جاذبية هذه المجموعة هو أنها تمثل أول عرض في مزاد لزوج كامل من جرار الأسماك المغطاة، علمًا بأن الزوج المغطى الوحيد المعروف الآخر محفوظ في متحف "غيميه" بالعاصمة الفرنسية باريس.
وأوضحت "سوثبي" أنّه لا توجد سوى ثلاث جرار فردية معروفة تحتفظ بأغطيتها، وهي موزعة ضمن مجموعات خاصة.
اقرأ أيضًا: بسعر تقديري 3 ملايين دولار.. دار سوثبي تعرض قلادة ماسية تاريخية في مزاد بجنيف
تاريخ نجاتها الاستثنائي
وأفادت "سوثبي" بأن الزوج النادر احتفظ به ضمن مجموعة عائلية ألمانية لأكثر من قرن، مشيرة إلى أن نجاة الجرار لا تعد أقل من معجزة، إذ نقلت إلى مكان آمن مع بقية المجموعة الفنية العائلية خلال الحرب العالمية الثانية، قبل أن يتعرض منزل العائلة في فيسبادن للدمار.
تميز فني عريق
والجرار التي صنعت بين عامي 1522 و1566 في عهد الإمبراطور جياجينغ، تعكس تقدمًا ملحوظًا في إنتاج الخزف خلال هذه الفترة، وأبرزت "سوذبي" أن الجرار تميزت بزخارف من أسماك الشبوط الذهبية التي تبدو كأنها تطفو في برك غنية بزهر اللوتس ونباتات أخرى.
كما سلطت دار المزادات الضوء على الإلهام الطاوي للإمبراطور جياجينغ، حيث اعتبرت الأسماك رمزًا للتحرر من القيود الدنيوية وحياة متناغمة مع الطبيعة، مشيرة إلى أن الإمبراطور كان طاويًا متدينًا، وأن للأسماك دلالة مهمة في الفكر الطاوي.
نمو سوق الخزف الصيني
وفي سياق متصل، أكد نيكولاس تشاو، رئيس قسم الأعمال الفنية الصينية في آسيا لدى "سوثبي"، في مقابلة مع شبكة CNN عام 2017، أن سوق الخزف الصيني شهد ارتفاعًا ملحوظًا في الأسعار منذ ازدهار الاقتصاد الصيني أواخر تسعينيات القرن الماضي.
وأوضح تشاو أن الأثرياء الجدد في الصين يسعون بشدة لاستعادة تراثهم، مشددًا على أهمية صناعة الخزف في التاريخ الصيني.
وقال: "لطالما كانت صناعة الخزف جزءًا أساسيًا من الثقافة الصينية، ورغم وجود تقاليد في الشرق الأوسط وأوروبا، فإن الصين طورت هذه التكنولوجيا على مدى آلاف السنين، ما جعلها فريدة لا مثيل لها عالميًّا".