جدل بعد استبدال "نافورة تريفي" الشهيرة في روما بـ"حوض تمنيات"!
لجأت سلطات مدينة روما إلى استبدال "نافورة تريفي" الشهيرة بحوض تمنيات مؤقت، في خطوة مثيرة للجدل، أثارت الكثير من النقاش على منصات التواصل الاجتماعي، إذ تُعد النافورة واحدة من أبرز معالم العاصمة الإيطالية.
ووفقاً لما نشرته صحيفة "نيويورك بوست"، فإن النافورة تدر -حسبما يتردد- أكثر من 3200 دولار يوميًا من العملات المعدنية التي يرميها السياح، ورغم ذلك، اختارت السلطات تجفيف مياه النافورة، وتسييج الموقع الخلاب الشهر الماضي بهدف البدء في أعمال تجديده.
حماية المدينة من السياحة المفرطة
تأتي هذه التغييرات ضمن خطة السلطات لفرض رسوم على الزوار، في محاولة لتنظيم تدفق السياح إلى الموقع التاريخي، وتستهدف هذه الخطوة تقليل التأثير السلبي للسياحة الجماعية المفرطة على التجربة السياحية، وحماية المدينة من الأضرار الناجمة عن الازدحام.
وقد أوضح "أليساندرو أونوراتو"، مسؤول السياحة في روما، أن الهدف من الرسوم هو الحفاظ على توازن بين حماية المعالم السياحية، وضمان تجربة مريحة للسياح، مؤكدًا ضرورة فرض رسوم بقيمة 2 دولار تقريبًا على الزوار.
اقرأ أيضًا: "فن المملكة" في البرازيل.. إنطلاق أول معرض متجوّل للفن السعودي المعاصر
وقال أونوراتو: "يتعين علينا أن نتجنب، وخاصة في مدينة فنية هشة مثل روما، أن يتسبب عدد كبير للغاية من السياح في إلحاق الضرر بالتجربة السياحية والمدينة نفسها".
وأضاف: "نحن بحاجة إلى حماية أمرين، ألا يتعرض السياح للفوضى، وأن يتمكن المواطنون من الاستمرار في العيش بسلام".
الجدل على وسائل التواصل الاجتماعي
لكن التغيير الذي حدث أثار انتقادات لاذعة على منصات التواصل الاجتماعي، حيث اعتبر العديد من المتابعين أن الحوض الجديد يفتقر إلى الجمالية التي تشتهر بها "نافورة تريفي".
وقد وصف البعض الحوض المؤقت بـ"القبيح"، وأطلق أحد النشطاء على النافورة الجديدة اسم "حوض سباحة تريفي"، وفي تعليق آخر، قال أحد المستخدمين: "تخيل أنك سافرت بالطائرة لمدة 14 ساعة لرؤية نافورة تريفي فتجد بدلاً منها حمام سباحة بلدي"!
وسيتمكن الزوار في الوقت الحالي من التجمع على جسر مؤقت يمتد فوق الموقع، قبل رمي العملات المعدنية في الحوض الجديد، وعند الانتهاء من أعمال التجديد، ستتطلب زيارة الموقع حجزًا مسبقًا للحصول على أفضل مناطق المشاهدة، ويعد هذا التغيير أول محاولة لتنظيم المنطقة منذ بناء "نافورة تريفي" في عام 1732.
يأتي هذا التغيير في وقت حرج، حيث تدرس العديد من الوجهات السياحية الشهيرة في البحر الأبيض المتوسط سبل مكافحة السياحة المفرطة، وهي قضية أصبحت محط اهتمام في إسبانيا وإيطاليا واليونان وأماكن أخرى في السنوات الأخيرة.