مجموعة "خوان سيمون" الفنية الخاصة تُعرض في مدريد للمرة الأولى
بدأ رجل الأعمال وعاشق الفن "خوان أنطونيو بيريس سيمون"، الذي يمتلك واحدة من أهم المجموعات الفنية الخاصة في العالم، عرض 70 تحفة فنية من مجموعته للمرة الأولى في العاصمة الإسبانية مدريد، في معرض يستمر حتى منتصف يناير المقبل، قبيل افتتاح متحف مخصص لجزء من مجموعته المذهلة.
وأكد "سيمون"، البالغ من العمر 83 عامًا، في رسالة مكتوبة لوكالة "فرانس برس": "لطالما أردت مشاركة أعمالي مع الجمهور، وهذا يجعلني سعيدًا للغاية".
يعرف المليونير الإسباني "خوان أنطونيو بيريس سيمون" بشغفه المزمن بالفن، إذ تمكن من جمع نحو أربعة آلاف عمل فني، من لوحات ورسوم ومنحوتات وقطع زخرفية، على مدى عقود.
معرض فني متميز في "قصر سيبيليس"
يقام المعرض في "قصر سيبيليس" الفخم وسط مدريد، ويحمل عنوان "70 من أهم تحف مجموعة بيريس سيمون"، ويضم أعمالاً فنية تعود للقرن السادس عشر وتمتد إلى الفن المعاصر، بما في ذلك لوحات لرواد عالميين مثل: "فان جوخ"، "سيسلي"، "بيكاسو"، "روبنز"، "جويا"، "مونيه"، "رينوار"، "ماجريت"، و"روثكو".
وتعد هذه هي المرة الأولى التي يعرض فيها "سيمون" مجموعته بطريقة شاملة، على الرغم من عمليات الإعارة المحدودة التي قام بها في الماضي.
اقرأ أيضًا: بيع قطعة نادرة من حلوى زفاف "الملكة إليزابيث" في مزاد
ومن المقرر افتتاح موقع جديد في مدريد مخصص لـ200 قطعة من هذه المجموعة الفنية، ليضاف إلى قائمة المؤسسات الثقافية الرائدة في العاصمة الإسبانية، مثل: "متحف برادو" و"متحف رينا صوفيا" و"متحف تيسين"، ومن المتوقع أن تسهم هذه المبادرة في استقطاب ملايين الزوار.
وقد أوضح مجلس بلدية مدريد أنه تعهد بضمان تأمين وتخزين ونقل الأعمال الفنية، مشيرًا إلى أن تفاصيل الاتفاقيات النهائية لا تزال قيد النقاش، في حين أكد "سيمون" أن الإعارة ستكون طويلة الأمد، وهو أمر سيعزز من المشهد الثقافي في المدينة.
رحلة من "أستورياس" إلى قمة عالم الأعمال والفن
ولد "خوان" في منطقة "أستورياس" شمالي غرب إسبانيا، وانتقل مع أسرته إلى المكسيك في سن الخامسة، وهناك بنى ثروته في قطاع الاتصالات، قبل أن يتحول إلى عالم التجارة، ويلتقي بصديقه المقرب الملياردير "كارلوس سليم".
وفي عام 1964، عاد إلى أوروبا، وكان حينها شابًا يبلغ من العمر 23 عامًا، وذكر في تصريح سابق أن ميزانيته اليومية حينها لم تتجاوز 8 دولارات، كان ينفقها في زيارة المتاحف، حيث أثارت الأعمال الفنية إعجابه منذ المراهقة.
ويؤمن "سيمون" أن الفن ليس ترفًا، قائلاً: "عندما لم يكن لدي المال، كنت أشتري نسخًا طبق الأصل من المتاحف، وعندما تحسنت حالتي الاقتصادية، بدأت في جمع الأعمال الفنية".
وأكد أن اقتناء الأعمال لم يكن بهدف الاستثمار المالي، بل لحبه للجمال والمشاعر التي تثيرها هذه الأعمال فيه، وقد أصبحت القطع الفنية جزءًا من حياته اليومية، منتشرة في جميع منازله ومكاتبه، وحتى في الحمامات والمطابخ.
واختتم عاشق الفن كلماته، بالتأكيد على أن شغفه بالفن لم ينته بعد، وأنه سيواصل البحث عن التحف الفنية التي تأسر قلوب الجماهير، متطلعًا إلى مفاجأة الزوار في معارضه المستقبلية.