سيارة Red Bull RB17: وحش الحلبات بقدرة 1200 حصان
ما اكتشفه إنزو فيراري بالمصادفة خلال أربعينيات القرن الماضي هو نفسه ما اكتشفته Mclaren فيما بعد عندما أطلقت طراز F1، وهو أنّ الانتصارات الكبيرة على حلبات السباق وعلى أهميتها تبقى غير قادرة على إحاطة أي صانع سيارات بهالة من الجاذبية المثيرة للاهتمام، ما لم ينتج الأخير سيارات يمكنها أن تُستخدم من قبل العشاق (الأثرياء منهم طبعًا) أمام أفخم الفنادق العالمية وأماكن السهر، أو على حلبة السباق على الأقل.
وهنا قلنا على الأقل لأن Red Bull RB17 التي نتحدث عنها على هذه الصفحات، ليست سيارة مرخصة للسير على الطريق بل فوق مسارات الحلبات حصرًا، وذلك حتى الآن، وما لم يعمد أحدهم لدفع مبلغ كبير من المال، بالإضافة إلى سعر السيارة الأساسي المرتفع أصلًا، كي يحولها إلى مركبة تتمتع بالمواصفات اللازمة لنيل ترخيص الاستخدام على الطريق ... عفوًا أمام أفخم الفنادق العالمية.
مواصفات استثنائية
افتقار RB17 للمواصفات التي تسمح لها أن تسير على الطريق لا يعني أنها لا تتمتع بمواصفات استثنائية خارقة، فهي تقوم على هندسة محرك مثبّت في الوسط وخلف مقصورة قيادة تتسع لشخصين مثبّتة ضمن هيكل أحادي مصنوع من ألياف الكربون التي تسهم بشكلٍ كبير في تحقيق أحد أهم بنود دفتر شروط السيارة، الذي يُفيد بأنّ الوزن العام للسيارة يجب ألّا يتجاوز حدود الـ 900 كيلوغرام.
أداء ديناميكي عال
تصميم السيارة جرى تحت إشراف أدريان نيوي، رئيس قسم التصميم لدى فريق Red Bull، وهذا يعني بطبيعة الحال أنّ RB17 هي سيارة لم يسع من رسم خطوطها لجعلها تتمتع بسحر مظهري بل بسحرٍ ديناميكي، فالهدف الأول والأساسي بالنسبة للمصمم البريطاني كان تأمين فعالية عالية على الحلبات قبل أي أمر آخر، لذا تأتي أول سيارة عملاء من Red Bull مع قدرة على توليد قوة ضغط هوائي من أعلى إلى أسفل تصل إلى 1699 كيلوجرامًا، أي نحو ضعف وزنها.
اقرأ أيضًا: ساحرات الحلبات في مهرجان غودوود للسرعة 2024
المنظومة الميكانيكية
بالإضافة إلى تصميم جسمها الذي ينحاز للأداء على حساب الأناقة، تتمتع السيارة أيضًا بأنظمة لإدارة حركة الهواء حول العجلات وأجنحة نشطة في الأمام والخلف معزّزة بعناصر تعمل على ضبط الضغط الهوائي تبعًا للحاجة على السرعات العالية، ولكن كل هذا لا يكفي ما لم يكن هناك من قوة دافعة أفقيًّا نحو الأمام تؤمن للسيارة سرعتها العالية بالأساس، لذلك جهز أصحاب القرار الأول لدى الصانع النمساوي السيارة بمنظومة هجينة تتألف من محرك احتراق داخلي بعشر أسطوانات سعة 4.5 لتر بتنفس طبيعي يولد قوة 1000 حصان ومحرك كهربائي تبلغ قوته 200 حصان، ليصبح إجمالي القوة التي تتوفر للسيارة 1200 حصان، علمًا أنّ محرك الاحتراق الداخلي قادر على الدوران بسرعة تصل إلى 15000 دورة في الدقيقة.
وبالنسبة لنقل القوة نحو العجلات الخلفية الدافعة، فتتكفل بهذه العملية علبة تروس تسلسلية بست نسب وترس تفاضلي نشط محدود الانزلاق. أما نسبة الرجوع إلى الخلف فهي غير متوافرة للسيارة كون عملية الرجوع بالسيارة تجري من خلال الدوران العكسي للمحرك الكهربائي المثبّت ضمن علبة التروس.
إبداعات فريق التسابق
وتتمتع RB17 بمكونات مستوحاة من تقنيات الـ Formula1، منها نظام تعليق قابل للتعديل على زوايا السيارة الأربع، ونظام توجيه معزز هيدروليكيًّا ومكابح أمامية وخلفية مصنوعة من الكربون مع تحكم إلكتروني غير ميكانيكي بالمكابح الخلفية. هذا وتأتي إطارات السيارة من شركة Michelin الفرنسية التي طورتها خصيصى لهذه السيارة.
وضمن إشارة تغمز من قناة الصانع البريطاني Aston Martin الذي صمم له أدريان نيوي في السابق طراز Valkyrie الذي يستعد الآن للمشاركة مع فئة سباقية خاصة في نسخة العام المقبل من سباق 24 ساعة لومان، سعت Red Bull خلال تطوير RB17 لأن تجعلها قادرة على الاستمرار بالدوران حول الحلبة بلا أي مشكلات لمدة 24 ساعة دون توقف.