مرصد "جيمس ويب" يكشف أقزامًا بنية نادرة تعيد فهم الكون المبكر
أعلن فريق بحثي دولي عن اكتشاف نجمين يُعتقد أنهما من فئة "الأقزام البنية"، وذلك خارج مجرة درب التبانة على بعد 200 ألف سنة ضوئية، ما يعد خطوة مهمة نحو فهم تطور النجوم والكواكب في الكون المبكر. وقد نشرت تفاصيل هذا الاكتشاف في دورية "ذا أستروفيزيكال جورنال"، ما يفتح آفاقًا جديدة أمام علماء الفلك.
اكتشاف أقزام بنية خارج مجرتنا
رصد الفريق العلمي نجمين من الأقزام البنية، التي تعرف بأنها أجرام بين النجوم والكواكب؛ تُسمى أحيانًا "النجوم الفاشلة" لأنها لم تكتسب كتلة كافية لبدء تفاعلات نووية تميز النجوم التقليدية. تتراوح كتلة الأقزام البنية بين 13 و75 ضعف كوكب المشتري، ما يجعلها موضوعًا مثيرًا للبحث الفلكي.
بيئة الكون المبكر
ذكر العلماء أن دراسة هذه الأقزام المكتشفة، التي تتميز بكونها فقيرة بالمعادن، قد تساعد على كشف أسرار كيفية تشكل النجوم والكواكب في بيئة الكون البدائي قبل نحو 13 مليار سنة.
اقرأ أيضًا: ناسا تكتشف أول تسجيل صوتي في التاريخ لكوكب المريخ (فيديو)
عنقود نجمي في سحابة ماجلان
تم تحديد موقع النجمين في عنقود "NGC 602"، وهو عنقود نجمي مفتوح يقع في سحابة ماجلان الصغرى، وهي مجرة صغيرة تتبع مجرتنا وتدور حولها، وتشبه بيئتها المحلية ظروف الكون المبكر بسبب ندرة المعادن وارتفاع نشاط ولادة النجوم.
دور مرصد "جيمس ويب" الفضائي
تم الكشف عن هذه الأقزام بفضل مرصد "جيمس ويب" الفضائي، الذي يعتمد على التصوير بالأشعة تحت الحمراء، ما يسمح له باختراق السحب الكونية التي تحجب النجوم.
بفضل هذه التقنية، يستطيع "ويب" رؤية الأجرام الباردة ذات درجات الحرارة المنخفضة بين 1300 و2400 درجة مئوية، مقارنة بحرارة الشمس البالغة نحو 6000 درجة، ما يجعله مثاليًا لرصد هذه الأقزام.
اقرأ أيضًا: براتب يصل إلى 187 ألف دولار سنويًا.. "ناسا" تعلن عن وظيفة "حارس كوكب الأرض"!
يعزز هذا الاكتشاف قدرة العلماء على فهم نشأة النجوم والكواكب في ظروف مشابهة لما كان عليه الكون في مراحله الأولى. ومع استمرار الاكتشافات باستخدام "جيمس ويب"، يُتوقع أن يسهم هذا المرصد في تقديم رؤى جديدة حول كيفية تطور الكون، الأمر الذي قد يغير المفاهيم الراسخة حول نشأة النجوم والمجرات.