سجادة من العصر الصفوي للبيع في مزاد مقابل مليوني إسترليني
أعلنت دار كريستيز للمزادات عن عرض سجادة نادرة من نوع "بولونيز"، التي نسجت على نحو خاص للشاه عباس الأكبر قبل نحو 400 عام، في مزاد علني غدًا بلندن.
ووفقًا لدار المزادات، يقدر سعر السجادة بين مليون إلى مليوني جنيه إسترليني، وذلك ضمن فعاليات مزاد قسم فنون العالمين الإسلامي والهندي، الذي يتضمن قطعًا فنية أخرى، بما في ذلك السجاد.
تاريخ السجادة والظهور الأول
والسجادة الحريرية التي تعود إلى العصر الصفوي، والمعروفة باسم "البولونيزية"، ظهرت لأول مرة في مزاد علني في أوساكا باليابان في عام 2007، حسب ما ذكرته دار كريستيز.
وتمثل هذه السجادة اكتشافًا نادرًا وغير موثق سابقًا، حيث لم تكن معروفة للأكاديميين أو المصورين في مجال السجاد حتى اكتشافها.
وقالت لويز بروديرست، رئيسة قسم السجاد في كريستيز: "من النادر أن نجد قطعة بهذا القدر من الأهمية غير موثقة أو مصورة حتى الآن. إنها اكتشاف مثير للغاية".
نسج السجادة في عهد الشاه عباس الكبير
وتعود السجادة إلى عهد الشاه عباس الأكبر "1587-1629"، خامس حكام الإمبراطورية الصفوية الإيرانية، ويعد الشاه عباس أحد أعظم الحكام في تاريخ بلاد فارس، وكان راعيًا للفنون والثقافة، وبفضل دعمه للفنون، أسس ورشًا حرفية في العاصمة الجديدة أصفهان لإنتاج الفنون الجميلة، بما في ذلك الرسم والسيراميك ونسج السجاد.
اقرأ أيضًا: قصة تمثال من شرائه بـ7 دولارات لبيعه في مزاد بـ 3 ملايين دولار !
وأوضح بروديرست أن الشاه عباس أنشأ حيًا خاصًا في أصفهان يعرف باسم "نيو جولفا"، حيث جلب النساجين الأرمن الذين اشتهروا ببراعتهم في نسج الحرير، وقد أنتجت هذه السجادات الحريرية على نحو خاص للاستخدام في قصور الشاه، أو كهدايا تقدم للنبلاء والسفراء.
خصائص السجادة "البولونيزية"
وتمتاز السجادات "البولونية" التي صنعت في أواخر القرن السادس عشر وأوائل القرن السابع عشر باستخدام الحرير بألوان زاهية وخيوط معدنية ذهبية وفضية، ما يمنحها مظهرًا براقًا، وعادة ما كان يتم نسجها على سدى من القطن ولحمة من الحرير، مع تصميمات أنيقة وتركيبات متوازنة.
كانت هذه السجادات تحظى بتقدير الطبقات الأرستقراطية في أوروبا خلال القرن السابع عشر، وهو ما أدى إلى وجود العديد من نماذجها في مجموعات خاصة غربية أو في متاحف عالمية، ومع ذلك، فإن السجادة المعروضة حاليًّا شقت طريقها إلى اليابان، ما يشير إلى قصة فريدة من نوعها.
رحلة السجادة إلى اليابان
ومن المرجح أن تكون السجادة قد وصلت إلى اليابان خلال فترة "إيدو" (1603-1868)، وهي فترة حكم شوغونية توكوغاوا، حيث كانت اليابان تعيش في عزلة عن الغرب، وكانت شركة الهند الشرقية الهولندية هي الجهة الوحيدة المسموح لها بمواصلة التجارة مع اليابان في تلك الفترة، ما يعزز احتمالية وصول السجادة عبر هذه القنوات التجارية.
