جبل جديد أسفل المحيط الهادئ بارتفاع أربعة أضعاف برج خليفة (فيديوجراف)
خلال رحلة استكشافية، اكتشفت سفينة الأبحاث "فالكور" جبلًا بحريًا جديدًا في المحيط الهادئ، يبعد حوالي 1448 كيلومترًا عن ساحل تشيلي. هذا الجبل البحري، الذي يغطي مساحة تبلغ نحو 70 كيلومترًا مربعًا، يتمتع بارتفاع مميز يصل إلى 3109 أمتار فوق قاع البحر، وهو ارتفاع يعادل تقريبًا أربعة أضعاف ارتفاع برج خليفة في دبي.
قام فريق من علماء المحيطات بقيادة معهد شميدت للمحيطات برسم خريطة للجبل باستخدام نظام سونار على السفينة "فالكور". وقد أشاروا إلى أهمية هذا الاكتشاف، نظرًا لأنهم تمكنوا من رسم خرائط لنحو 26% فقط من قاع البحر بدقة عالية حتى الآن.
هذا الجبل البحري جزء من سلسلة جبال تحت الماء تشمل مناطق غنية بالأنواع البحرية مثل حدائق الإسفنج والشعاب المرجانية القديمة.
أثناء استكشافهم، سجل العلماء عدة اكتشافات مهمة. فقد رصدوا نوعًا نادرًا من الأخطبوط يُعرف باسم "أخطبوط كاسبر" لأول مرة، بالإضافة إلى أنواع أخرى نادرة من السحالي البحرية المعروفة باسم وحوش السباغيتي الطائرة. كما جمعوا لقطات حية لحبار Promachoteuthis، الذي لم يكن قد تم تصويره حيًا من قبل.
هذه الاكتشافات تأتي في إطار رحلة استكشافية استمرت 28 يومًا، والتي تُعد الثالثة هذا العام إلى سلسلة جبال نازكا. الباحثون يأملون أن تسهم هذه المعلومات في دعم الجهود العالمية لحماية المناطق البحرية، حيث يمكن أن تصبح هذه المنطقة جزءًا من أول منطقة بحرية محمية في أعالي البحار بناءً على معاهدة الأمم المتحدة التي تم تبنيها في عام 2023.
كما سيسهم المشروع في تعداد المحيطات، الذي يهدف إلى توثيق 100 ألف نوع غير معروف خلال السنوات العشر المقبلة، ما سيمكن العلماء من فهم وحماية النظام البيئي في أعماق البحار بشكل أفضل.
اقرأ أيضًا:"عناكب" ضخمة ومخيفة تملأ المريخ.. ما سرها؟ (فيديوجراف)
خلال هذه الرحلة الاستكشافية، قام الفريق أيضًا بتوثيق أنواع جديدة وغير معروفة من الحياة البحرية، مثل قنفذ البحر من جنس Argopatagus، ويُعتقد أنه واحد من نحو 20 نوعًا جديدًا تم اكتشافها.
تم جمع هذه الأنواع خلال الرحلة الأخيرة، بالإضافة إلى الأنواع التي تم اكتشافها في الرحلات السابقة هذا العام، والتي تشمل 150 نوعًا غير معروف سابقًا.
الأبحاث التي أجراها الفريق تعتبر خطوة كبيرة نحو فهم التنوع البيولوجي في أعماق المحيطات وحمايتها. من خلال توثيق الأنواع الجديدة وتحليل البيانات، يسعى العلماء إلى تعزيز الوعي حول أهمية هذه البيئات البحرية الفريدة والضرورية للحفاظ على التوازن البيئي.
كما يهدف المشروع إلى تعزيز الحماية القانونية لهذه المناطق، ما سيعزز جهود الحفاظ على التنوع البيولوجي في المحيطات وحماية الحياة البحرية من المخاطر المستقبلية.