الصحة العالمية: الفصام يصيب الرجال أكثر من النساء.. والموافقة على أحدث علاج
يعتبر مرض الفصام من الاضطرابات العقلية التي تؤثر بشكل أكبر على الرجال مقارنة بالنساء، ووفقًا لإحصاءات منظمة الصحة العالمية، يقدر أن الفصام يؤثر على نحو 24 مليون شخص حول العالم، أي ما يعادل 1 من كل 300 شخص، أغلبهم من الرجال، ما يشير إلى انتشار هذا المرض على الرغم من أنه ليس شائعًا مثل بعض الاضطرابات النفسية الأخرى.
وفي هذا السياق، أعلنت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية "FDA" مؤخرًا عن موافقتها على دواء جديد لعلاج الفصام لدى البالغين، يأتي في شكل كبسولات تؤخذ عن طريق الفم، ويحمل اسم Cobenfy، وفقًا لموقع "sciencealert".
ويعتبر هذا الدواء الأول من نوعه في فئة مضادات الذهان، حيث يستهدف مستقبلات الكولين بدلاً من مستقبلات الدوبامين، التي تم استخدامها لعلاج الفصام لسنوات عديدة.
أعراض وتأثيرات الفصام
ويظهر الفصام عادة في أواخر فترة المراهقة أو في العشرينيات من العمر، ويعتبر من الأمراض التي تنشأ بشكل مبكر بين الرجال، ورغم عدم وضوح الأسباب الدقيقة للإصابة بالفصام، فإنه مرض عقلي خطير يمكن أن يؤدي إلى مجموعة من الأعراض الحادة، تشمل الهلوسة، والتوهم، والسلوك غير المنظم.
ويعاني المرضى عواقب سلبية على مختلف جوانب حياتهم الشخصية، والاجتماعية، والتعليمية، والمهنية.
اقرأ أيضًا: ثورة في تشخيص الفصام.. اكتشاف مواقع دماغية تشير إلى المرض في بدايته
آلية عمل دواء Cobenfy
وتستهدف كبسولات Cobenfy مستقبلات المسكارين في الجهاز العصبي المركزي، التي تلعب دورًا في تنظيم عمليات عقلية مثل الذاكرة والانتباه. وعند ارتباط الدواء بهذه المستقبلات، تنشط تأثيرات شبيهة بتأثيرات الكولين، ما يعزز التواصل العصبي.
ويظهر الدواء قدرة على تحسين الأعراض الإيجابية مثل الهلوسة والتفكير المشوش، بالإضافة إلى الأعراض السلبية مثل العزلة الاجتماعية واللامبالاة، بحانب أنه يسهم في تحفيز مستقبلات المسكارين وفي إعادة التوازن للوظائف العصبية المعطلة في مرضى الفصام.
أهمية العلاج المستمر
ويحتاج المصابون بالفصام إلى علاج مدى الحياة، الذي قد يشمل الأدوية والعلاج بالمحادثة، بالإضافة إلى الدعم في إدارة الأنشطة اليومية، ومع ذلك يلاحظ أن العديد من المرضى لا يدركون أنهم يعانون مرضًا عقليًّا، ما يعيق حصولهم على العلاج الضروري.
وتشير الدراسات إلى أن عدم معالجة الذهان قد يؤدي إلى أعراض أكثر حدة، وزيادة مدة الإقامة في المستشفيات، فضلاً عن تدهور المهارات العقلية والاجتماعية.
ويعتبر العلاج المبكر أحد العوامل الأساسية في تحسين النتائج الصحية للأفراد المصابين بالفصام، حيث يساعد على السيطرة على الأعراض قبل تطور المضاعفات الخطيرة، حيث إن الوعي بأهمية العلاج ومتابعة المرضى يمكن أن يؤدي إلى تحسين جودة حياتهم وتوفير الدعم اللازم لهم.