في يومنا الوطني.. دليلك السياحي على أرض المملكة
مع الاحتفال باليوم الوطني السعودي الـ94، تتحول بعض الوجهات السياحية التراثية إلى وجهات نابضة، تعيش فيها الأجيال مع الإرث التاريخي والحضاري للمملكة، وبينما نتجول في رحلة بين عبق الماضي وأزقة المدنٍ التي احتفظت بجمالها وأصالتها على مر العصور، نتلمس التطور الكبير في مجموعة من الوجهات السياحية التي تتيح تجربة استثنائية وعطلة لا تُضاهى.
منصة "الرجل" جمعت لك أبرز تلك الوجهات التراثية المتفردة، لتستمع بخوض تجربة الانغماس في سحر المملكة بيومها الوطني.
وجهات تراثية لا يفوتك زيارتها في اليوم الوطني الـ94
تزخر المملكة العربية السعودية بالعديد من المواقع التراثية ذات الأهمية العربية والإسلامية والعالمية، إذ تتمتع شبه الجزيرة العربية بتاريخ عريق يمتد قبل الإسلام وبعده، ما يعزز مكانتها كمركز حضاري وثقافي على مر العصور، وفيما يلي سنتعرف على مجموعة من الوجهات السياحية التراثية في السعودية، التي يمكنك زيارتها خلال عطلة اليوم الوطني الـ94.
العُلا
تقف العُلا إلى جانب واحتين عريقتين في شمال غرب شبه الجزيرة العربية، وهما خيبر وتيماء، وقد لعب موقعها الاستراتيجي دورًا في جعلها عبر آلاف السنين مركزًا حيويًا للتجارة، بينما منحتها سماتها الجغرافية الفريدة، إلى جانب مناخها المعتدل، البيئة المثالية لازدهار العديد من الحضارات، واليوم يتاح لمن يزور العُلا الانطلاق في رحلة أصيلة عبر الزمن، حيث يحاطون بالعجائب، ويستشعرون متعة الاكتشاف في كل خطوة.
اكتشف تراث مدينة العُلا
ابدأ رحلتك في عطلة اليوم الوطني السعودي الـ94 بالانغماس في التراث العريق لمدينة العُلا، التي تمتد جذورها من ممالك دادان ولحيان القديمة، وصولًا إلى مراكز التجارة في عهد الأنباط والعصور الإسلامية.
ومن خلال جولاتك في تلك المدينة الساحرة، ستكتشف أن التكوينات الصخرية الشاهقة والوديان والصحاري الساحرة في مدينة العُلا، لا تزال مناطق طبيعية بكراً لم تطأها الأقدام، وفي قلب هذه المناظر الخلابة، تختبئ أسرار تنتظر الكشف عنها، تحكي كل منها قصصاً فريدة عن تاريخ متعدد الطبقات، يروي حكايات حضارات قديمة عاشتها هذه الأرض.
لا تفوت زيارة العُلا القديمة
تحتضن المدينة القديمة في العُلا شبكة معقدة تضم نحو 900 منزل مبني من الطوب اللبن، إلى جانب مجموعة متنوعة من المتاجر والساحات العامة، حيث تدعو هذه المدينة زوارها لاستكشاف الحرف اليدوية المحلية بكل تنوعها، والتجول بين الأكشاك المليئة بالتحف الفنية والأعمال اليدوية المصنوعة بإتقان وحرفية عالية، ما يتيح لهم فرصة للتعرف على التراث الغني للمنطقة.
امشِ لمسافات طويلة بمسار التراث
إذا كنت من عشاق المغامرة، يمكنك استكشاف مسار واحة التراث، الذي يمتد على طول 10 كيلومترات، حيث يأخذك في رحلة عبر واحة العُلا، تمر خلالها بين أشجار النخيل المظللة، بينما تتوافر من حولك بيئة مثالية للتصوير والاستمتاع بجمال الطبيعة، وليس عليك أن تسير على طول المسار بالكامل إذ يمكنك الاستمتاع بجزء فقط منه، بدءًا من البلدة القديمة، فيما يمكنك اختيار طرق التفافية لتستكشف مزرعة النخيل القريبة، وبيوت الطين المهجورة، ما يمنحك تجربة غنية ومتنوعة في قلب الطبيعة.
اقرأ أيضًا: باقات من الإبداع في مختلف المجالات.. تقويم "لحظات العُلا 2024-2025"
استرخِ في صخرة الفيل
صخرة الفيل، معلم سياحي مذهل يجب عليك زيارته في أثناء رحلتك إلى العُلا، إذ تشكل هذه الصخرة تشكيلاً طبيعيًّا رائعًا يشبه الفيل، وتقع وسط الصحراء على بعد 15 دقيقة فقط بالسيارة من المدينة، وهنا ستجد مجموعة من أكشاك الطعام والمقاهي والمطاعم، حيث يمكنك الاسترخاء والاستمتاع بالمناظر الخلابة، ولعل من الرائع أن الدخول ومواقف السيارات مجانية لتستمتع بكل شيء، فيما تزداد المتعة بالمساء حيث يكون المكان أكثر حيوية، بين الإضاءة الساحرة.
الطريف
لا يمكن أن تخلو قائمتك لوجهات السياحة في عطلة اليوم الوطني الـ94 من زيارة حي الطريف التاريخي، الذي تم إدراجه ضمن مواقع التراث العالمي لليونسكو منذ عام 2010، ويقع الحي على مرتفعات وادي حنيفة وسط واحة الدرعية الخضراء، هذا الحصن الملكي، المشيد من الطوب اللبن بأسلوب العمارة النجدية التقليدية، يمثل قلب الدرعية، التي كانت عاصمة الدولة السعودية الأولى، وأسهمت بشكل كبير في تأسيس المملكة العربية السعودية.
اكتشف تراث حي الطريف
يعتبر حي الطريف من أبرز المعالم التاريخية في الدرعية، وهو مجمع معماري رائع يعكس تاريخ الدولة السعودية، حيث يمكنك التنزه في شوارعه القديمة، وتأمل الهياكل المصنوعة من الطوب اللبن، والاستمتاع بالقصص المشوقة التي تروي تاريخ هذا المكان العريق، كما توفر المتاحف الصغيرة المنتشرة في أرجاء المجمع فرصة إضافية للتعرف على تاريخ المنطقة بعمق، ولا تفوتك فرصة اكتشاف الطراز المعماري الفريد لمنطقة الطريف، الذي يعكس الطراز النجدي التقليدي، إذ يتميز هذا الطراز بمبانيه الرائعة وتصاميمه المعقدة.
وتتيح زيارة حي الطريف فرصة استثنائية للغوص في عمق التاريخ والثقافة السعودية، مع استكشاف بقايا القصور القديمة والتجول في الشوارع المتعرجة للمنطقة التاريخية، إذ تروي كل زاوية من زوايا الطريف قصصًا عن الصمود والانتصار والتراث، لهذا يمكن القول إن حي الطريف يعد من المواقع التاريخية السعودية، التي تقدم للزوار لمحة عن ماضي البلاد وفهمًا أعمق لهويتها الثقافية.
اقرأ أيضًا:العظمة الطبيعية والسحر المتفرد.. 5 مميزات استثنائية لـ"جزيرة سندالة"
استكشف المعالم السياحية القريبة
في أثناء استكشاف حي الطريف، لا تفوتك زيارة المعالم السياحية البارزة التي تقع على مقربة من الحي، مثل قصر سلوى وواحة الدرعية، حيث يتميز قصر سلوى بتصميمه المعماري الرائع وزخارفه الفنية، ما يتيح للزوار فرصة لاستكشاف الحياة التي عاشتها العائلة المالكة السعودية، وعلى الجانب الآخر، توفر واحة الدرعية ملاذًا هادئًا بعيدًا عن صخب المدينة، بفضل مساحاتها الخضراء وجوّها المريح.
تذوق الحياة القديمة في حي الطريف
عند دخولك حي الطريف ستشعر كأنك تخطو عبر أبواب الزمن، حيث تمتزج الحضارة النجدية القديمة بالحداثة في مشهد ساحر، ستجد المباني الطينية التي تم ترميمها بعناية لتعكس أصالة المعمار النجدي وتروي قصة الدولة السعودية الأولى، كما يمكنك التجول بين الأزقة الضيقة والبيوت العريقة التي شهدت فصولاً مهمة من تاريخ المملكة.
فزيارة حي الطريف لا تقتصر على مشاهدة المباني والمعالم التاريخية، بل تتجاوز ذلك لتكون تجربة تفاعلية تغمر الزائر في حياة الأجداد، حيث ستتمكن من مشاهدة الحرفيين وهم يعملون في صناعة الفخار والمنسوجات التقليدية، ويمكنك حتى المشاركة وتجربة بعض هذه الحرف بيديك، فكل هذه الأنشطة تعزز من فهمك للتراث، وتجعلك تعيش لحظات من الحياة القديمة بشكل مباشر.
وفي النهاية لديك فرصة مثالية لاستكشاف تراث المملكة الغني، والعيش في أجواء الماضي العريق من خلال زيارة الوجهات السياحية التراثية، في خلال احتفالك باليوم الوطني السعودي، سواء كنت تتجول في الأزقة التاريخية لحي الطريف، أو تستمتع بالهدوء في قرى الجبال القديمة في العُلا، وستجد أن كل تجربة تربطك بتاريخ وثقافة المملكة بشكل يعزز انتماءك واعتزازك بجذورك، فعطلة اليوم الوطني ليست مجرد فرصة للاسترخاء، بل هي دعوة مفتوحة للتأمل في الإرث الحضاري الذي شكل هوية المملكة، لتعيش تجربة لا تُنسى يملؤها الفخر.