علب التروس اليدوية.. متعة خالصة في سيارات عصرية تحاكي الماضي الجميل
هل من الممكن أن يقدر المرء قيمة فنجان قهوة ساخن ما لم يجرب تناوله يومًا ما؟
وهل من الممكن لمن عاش عمره بعيدًا عن الفنون أن يعرف قيمة ما تزخر به متاحف العالم من تحف؟
الإجابة: طبعًا، لا.
علب التروس اليدوية
وهذا ما ينطبق تمامًا في عالم السيارات اليوم على علبة التروس اليدوية، فهذا النوع من علب التروس أصبح خيارًا، إما غير مطروح نهائيًا في أسواقنا، وإما في أحسن الأحوال نادر للغاية، ومن ثم فإنّ أجيال الحاضر من عشاق الأداء الرياضي لا تعرفه من الأساس كي تحدد رأيها فيه، قبولاً أو حتى رفضاً نهائياً.
ولكن لعلبة التروس اليدوية أهمية كبرى، تتمثل في أنها تسمح للسائق بأن يستخدم جميع أعضاء جسمه خلال الانخراط بعملية قيادة رياضية مثيرة، لذا، ولحسن الحظ، هناك علامات تجارية لا تزال ترغب بأن تؤمن لعملائها ذلك الشعور الرياضي، الذي لا توفره سوى سيارة مجهزة بمحرك احتراق داخلي هادر، يرتبط بعلبة تروس يدوية ضمن تركيبة ديناميكية متطورة.
في السطور التالية نستعرض لائحة بأبرز السيارات الحديثة، التي توفر هذا الأمر لأصحاب الحظ السعيد، الذين يدركون المعنى الحقيقي لتجربة القيادة الخالصة:
Nilu27 Nilu
Nilu هي السيارة التي وُلدت من بنات أفكار مصمم سيارات Bugatti السابق "ساشا سيليبانوف"، وهي تتمتع بمحرك احتراق داخلي يتألف من اثنتي عشرة أسطوانة، يعمل بسحب طبيعي للهواء، ويتصل بعلبة تروس يدوية.
ومحرك Nilu، الذي طورته شركة Hartley النيوزيلندية، قادر على توليد قوة 1000 حصان عند عمل أسطواناته الـ12، المثبتة على شكل الحرف V بزاوية 80 درجة، التي تبلغ سعتها 6.5 لتر.
تصميم Nilu الخارجي يعتمد على مبدأ الفتحات الواسعة، التي تظهر في البداية على المقدمة، والتي تبدو مستوحاة من تصميم Ferrari 360 Modena للحقبة الممتدة من العام 1999 إلى العام 2004، ولكن مع مبالغة في حجم الفتحتين الأماميتين، والمبدأ نفسه مسيطر على الفتحات الجانبية المسؤولة عن تبريد محرك الأسطوانات الـ12.
أما في الخلف، فتحافظ السيارة على نفس نمط فتحات التهوية، إنما لتلعب دوراً مختلفاً بعض الشيء، فهي هنا مسؤولة عن إخراج الهواء الناجم عن دوران العجلات الخلفية نحو مؤخرة السيارة، بالإضافة إلى دورها الأساسي في احتضان مصابيح التوقف.
Pagani Utopia
نتحدث هنا عن الفئة المجهزة بعلبة تروس يدوية من Pagani Utopia، فالأخيرة تأتي بخيارين، الأول مع علبة تروس أوتوماتيكية من سبع نسب تتابعية، أما الخيار الثاني الذي يعنينا هنا فهو الخيار اليدوي، والذي يتألف من علبة تروس يدوية من سبع نسب أيضًا.
ومع هذا الخيار اليدوي يبدو أنّ الصانع الإيطالي حقق تطورًا بارزًا، إذا إنّ هذه العلبة سهلة الاستخدام للغاية، لدرجة أنّ بعض العملاء طلبوا أن يكون التعشيق أكثر قساوةً، الأمر الذي يجعل من الممكن عليهم استخدام السيارة خلال التنقلات العادية داخل شوارع المدينة.
وفي الشق الثاني من المنظومة الميكانيكية، أي المحرك، فتعود جذوره إلى Mercedes-AMG، الذي يتألف من 12 أسطوانة سعة 6.0 لتر ، مع شاحن هواء توربو، تعمل خلال دوران المحرك بسرعة 6000 دورة في الدقيقة على توليد قوة 852 حصانًا مقابل 1099 نيوتن متر من عزم الدوران، عند دوران المحرك على نطاق يتراوح بين 2800 و5900 دورة في الدقيقة، وبذلك يمكن للسيارة أن تصل إلى سرعة قصوى محددة إلكترونيًا بـ 349 كيلومتراً في الساعة.
بالإضافة إلى هذه المواصفات التي تكللها علبة التروس اليدوية، التي يجري التحكم بها من خلال مقبض يتحرك ضمن لوحة مسنّنة، مع آلية عمل مكشوفة، تتمتع Utopia بخطوط خارجية تجعلها تبدو كتحفة فنية أكثر منها مجرد سيارة رياضية خارقة.
اقرأ أيضًا: امتزاج الرفاهية وأناقة التصميم.. أفضل السيارات الفاخرة المكشوفة 2024
GMA T.50
إلى جانب وضعية قيادتها التي تتخذ من وسط المقصورة مركزًا لها على غرار طراز Mclaren F1، الذي صممه "جوردان موراي" بنفسه خلال تسعينيات القرن الماضي، وطبعًا المروحة مثبّتة في الجهة الخلفية التي تساعد على تعزيز سحب السيارة نحو الأسفل للحصول على المزيد من التماسك، ضمن تقنية مستوحاة من ماضي سباقات الـ Formula 1، قد تكون أكبر ميزة توفرها سيارة Gordon Murray Automotive T.50 هو أنها مجهزة حصرًا بعلبة تروس يدوية، تتألف من ست نسب، ومحرك من 12 أسطوانة قادر على الدوران بسرعة تصل إلى 11500 دورة في الدقيقة، يعمل بالتنفس الطبيعي ليولد قوة تبلغ 654 حصانًا.
أما على صعيد التصميم، فتتميز Gordon Murray Automotive T.50 ببساطة تصميمية مميزة، تجعلها فريدة من نوعها، مع خطوط خارجية أصغر حجمًا من معظم السيارات الرياضية الخارقة، ووزن منخفض لا يزيد على 997 كيلوجرامًا.
Porsche 911 Sport Classic
قد لا تكون هذه السيارة على صعيد المواصفات أو التصميم الخارجي متطرفة رياضيًا كما هي السيارات الرياضية الخارقة الأخرى التي تحدثنا عنها، فهي بالأساس لا تنتمي لتلك الفئة الحصرية التي لا يمكن أن يخطب ودها سوى أصحاب الثروات الطائلة، ولكن بما أنّ الهدف هو إلقاء الضوء على السيارات التي توفر تجربة قيادة خالصة، فإنّ Porsche 911 Sport Classic خير مثال على ذلك، خاصةً أنها توفر تجربة ممتعة لا تتوقف عند حدود السرعة، والفئة Sport Classic هي الفئة الأفضل بين جميع فئات الطراز، الذي يختصر تاريخ الصانع الألماني، والذي يتخذ من مدينة "زوفنهاوزن" مقرًا له.
في البداية، تتميز Sport Classic على صعيد التصميم بخطوط خارجية تزهو برفارف منتفخة في الأمام والخلف، مع مؤخرة معززة بجناح يتخذ شكل ذيل البطة، ضمن سمة تصميمية مستوحاة من التاريخ الجميل لسيارات 911، علمًا أنّ تصميم هذا الجناح الذي يكتفي بتغطية غطاء المحرك يجعل الرفارف الخلفية تبدو نافرة أكثر من تلك التي تجهز الفئة Carrera Turbo، وتُعطي السيارة المزيد من الحضور القوي على الطريق، لتبقى المشكلة الوحيدة التي تعاني منها هذه السيارة على صعيد الشكل الخارجي هي الفخ الذي يقع فيه من يرغب بشرائها، والمتمثل بإغراء التشبه ببطلات السباق التي أنتجتها Porsche في السابق، من خلال طلب تجهيز السيارة بشارات السباق وكتابة Porsche على جانبي السيارة، بالإضافة إلى رقم يُرسم ضمن دائرة بيضاء على أبواب السيارة، فهذا التجهيز وإن كان يُقرّب Sport Classic من تاريخ الصانع الألماني العريق، إلا أنه يفقد السيارة الكثير من حضورها الراقي على الطريق.
ميكانيكيًا وهنا الأهم، تأتي Porsche 911 Sport Classic مع محرك يتألف من ست أسطوانات بوكسر سعة 3.7 لتر، مع شاحني هواء توربو يولد قوة 543 حصانًا، على سرعة دوران محرك تبلغ 6750 دورة في الدقيقة، مقابل عزم دوران يبلغ 601 نيوتن متر على سرعة دوران محرك تبدأ من 2000 دورة في الدقيقة، أما العنصر الأبرز في الحصول على تجربة القيادة الخالصة، فيتمثل بعلبة التروس اليدوية من سبع نسب، التي تنقل قوة المحرك نحو العجلات الخلفية حصرًا، ما يعزز من سيطرة السائق على مجريات الأمور.