تجارب الصوت بالذكاء الاصطناعي.. أفضل تطبيقات ومواقع الفويس أوفر
يعرف الجميع أن للذكاء الاصطناعي مميزات وعيوباً -ربما- مخيفة، بالمعنى الجيد والسيئ، ولعل الموضوع الذي نتحدث عنه الآن هو دليلٌ بيّن على ذلك، حيث تقنية الـ AI Voice Over، وأفضل أدوات تحويل النصوص إلى أصواتٍ احترافية باستخدام الذكاء الاصطناعي، وهو ما يسهل الكثير على المؤدين الصوتيين، ولكن في الوقت نفسه يهدد هذه المهنة بسبب الاحترافية الشديدة التي وصلت إليها هذه الأدوات، وهو ما ستتيقن منه عندما تُجرب قدراتها المذهلة.
تقنية الـ AI Voice Over ودورها في تحسين الصوت
قبل أن نستعرض أفضل أدوات الذكاء الاصطناعي المستخدمة في تحويل النص إلى صوت، نحتاج إلى أن نعرف ماهية هذه التقنية أولاً، ويُمكن أن نقول هنا إن تقنية "التعليق الصوتي باستخدام الذكاء الاصطناعي" أو تقنية AI Voice Over، هي تقنية مبنية على خوارزميات تعلم الآلة لتحويل النصوص إلى أصواتٍ في الوقت الفعلي.
وقد مرت هذه التقنية بمراحل كثيرة إلى أن وصلت لمرحلتها الحالية، التي تمتاز بجودتها العالية، غير أنها ما زالت تواجه بعض التحديات فيما يتعلق بمدى دقة المحاكاة وخلافه، فيما تعمل هذه التقنية -ببساطة شديدة- عن طريق جمع عينات صوتية حقيقية كثيرة جداً، ومن ثم الاستفادة منها في محاكاة الأصوات البشرية الطبيعية، بما في ذلك الوقفات والتقطعات الصوتية، إلخ.
وتُقدم معظم المواقع والتطبيقات المُختصة في هذه التقنية خدماتها بشكلٍ مدفوع، وإن كانت تقدم خططاً تجريبية أو مجانية محدودة، والسبب في ذلك أنها تقنية مفيدة للغاية، يمكن استخدامها في عدة مجالات مثل صناعة المحتوى، والتعليم، والتسويق.
أفضل تطبيقات تحويل النص إلى صوت باستخدام الذكاء الاصطناعي
نستعرض هنا بعض أفضل تطبيقات تحويل النص إلى صوت باستخدام الذكاء الاصطناعي، ومنها:
Murf.AI
يُعتبر أحد أشهر مواقع تحويل النص إلى صوت، وهو مُناسب على المستوى الشخصي والأعمال على حدٍ سواء، ويستخدم الذكاء الاصطناعي هنا لمساعدتك على تحويل أدوات التسجيل البسيطة إلى أدوات احترافية ذات جودة عالية للغاية.
يحتوي Murf.AI على مكتبةٍ ضخمة تضم أكثر من 110 أصوات احترافية، بأكثر من 15 لغة (من بينها العربية)، ما يعني أنه أياً كان المجال الذي تستهدفه فستجد "المؤدي الصوتي" المُناسب له، والذي ستلاحظ أنه ليس صوتاً آلياً أحادي النغم، وإنما صوت واقعي لا يعيبه شيء تقريباً، وذلك بفضل الذكاء الاصطناعي المتقدم، القادر حتى على إبداء العواطف.
وحتى كتابة هذه السطور، هناك 3 خطط لاستخدام هذه الأداة؛ تبدأ من الخطة المجانية المحدودة بمشروعين و10 دقائق من إنشاء الصوت، مروراً بخطة الـ 19 دولاراً للأفراد، وحتى خطة الـ 66 دولاراً للأعمال، وهذه نظرة مبدئية على أسعار خدمات الصوت الاحترافي بشكلٍ عام.
- للمزيد: Murf.AI
Speechify
بغض النظر عن صيغة النص الذي تريد أن تحوله إلى صوت، سواء كان PDF أو إيميل أو مُستنداً إلخ، تستطيع أن ترفعه على منصة Speechify، وهي ستتولى اللازم وتُحوله إلى صوتٍ تستطيع استخدامه كيفما تشاء.
فعدد الأصوات هنا يتخطى الـ 200 صوت، وأيضاً بأكثر من 15 لغة مختلفة، من ضمنها اللغة العربية، والجدير بالذكر أنك تستطيع استخدام هذه الأداة كإضافة بمتصفحك، سواء كنت تستخدم "جوجل كروم" أو "سفاري".
- للمزيد: Speechify
اقرأ أيضًا: سلاح ذو حدين: كيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يغير قواعد اللعبة في الاستثمار؟
Lovo.ai
تُقدم هذه المنصة مجموعة واسعة من "مؤدي الأصوات الاصطناعيين" إن صح التعبير، وذلك في قطاعات مختلفة، منها: الترفيه، والتعليم، والجيمنج، والصحافة، وذلك باحترافية عالية منقطعة النظير.
تأتي Lovo.ai بواجهة بسيطة سهلة الاستخدام، وبروبوت دردشة يُسمى "Genny" قادر على محاكاة الأصوات البشرية بدقة كبيرة للغاية؛ بأكثر من 500 صوت و100 لغة، حتى تُناسب استخدامك مهما كان.
جدير بالذكر أيضاً، أن هذه المنصة تقدم خدمات أخرى غير تحويل النص إلى صوت، مثل نسخ الأصوات، ووضع الترجمات تلقائياً، والتعديل البسيط على الفيديوهات، وغيرها.
- للمزيد: Lovo.ai
Synthesys
هي منصة مُخصصة للاستخدام التجاري في المقام الأول، حيث تستطيع تحويل النصوص إلى أصوات Text-to-Speech (TTS) أو إلى فيديوهات Test-to-Video (TTV)، وهذا مفيدٌ للغاية في مجال صناعة المحتوى كما نعرف جميعاً.
تحتوي Synthesys على أكثر من 30 صوتاً رجالياً ونسائياً، جميعها تتميز بالواقعية والطبيعية الشديدة والتنافسية، مقارنة بالكثير من المنصات الأخرى؛ الأمر الذي يجعل Synthesys الخيار الأول لكثيرٍ من المستخدمين.
- للمزيد: Synthesys
WellSaid Labs
منصةٌ أخرى تمتاز بجودة الأصوات التي تُنشئها، وبالتنوعية الكبيرة التي تشمل الجنسين، والأساليب المختلفة للإلقاء، واللهجات، وغيرها من الاعتبارات الأخرى الواجب أخذها في الحسبان عند استخدام هذه النوعية من الخدمات.
عند الدخول على المنصة ستلاحظ تصميمها المريح للعين والسهل من حيث الاستخدام؛ كل ما عليك فعله هو اختيار نوع المحتوى الذي تُريد إنشاؤه ثم اختيار المؤدي الصوتي الذي تريده أن يُنفذ لك المشروع، ومُباركٌ عليك!
- للمزيد: WellSaid Labs
التطبيقات المجانية والمدفوعة: أيهما الأنسب لك؟
تقدم تطبيقات الصوت الذكي المدفوعة مجموعة واسعة من الأصوات المشابهة للأصوات البشرية، وهذا مُفيد للغاية في حال أردت أن تُنتج محتوى مخصصاً سواء لعملائك أو لجمهورك الحالي أو المستقبلي، وهذا لن يكون متوافراً في الكثير من الخيارات المجانية، ناهيك أن التطبيقات المدفوعة تستخدم تقنيات أكثر تطوراً، لئلا يبدو الصوت وكأنه صوت روبوت جامد لا مشاعر فيه ولا حياة.
بشكلٍ عام، وباختصار يسري على جميع المواقع التي تقدم هذه الخدمة تقريباً، من الصعب أن تجد تطبيقاً مجانياً يُقدم لك عينات صوتية مقبولة -الجودة والعدد- بالذكاء الاصطناعي، والحالة الوحيدة -تقريباً- التي سيكون فيها استخدام هذه الخدمات أمراً مُجدياً، هي التجربة لأجل الفضول، عدا ذلك فلا بد أن تشترك.
كيفية اختيار التطبيق أو الموقع الأمثل لاحتياجاتك
هل يعني ما سبق أن التطبيقات والمواقع المجانية من هذا النوع سيئة؟
إطلاقاً، ولكنها فقط أقل احترافية من حيث جودة الصوت وعدد الخيارات المتوفرة، ناهيك بأن بعض المواقع لا تُقدم خططاً مجانية من الأساس، ولا يكفي أن تكون مشتركاً بها حتى تحصل على مرادك.
على سبيل المثال، لا يُقدم موقع Lovo.AI أي خطة استخدام مجانية، حتى كتابة هذه السطور، وإذا دخلت صفحة التسعير ستجد 3 خطط هي: الـ Basic (مقابل 29 دولاراً)، والـ Pro (مقابل 48 دولاراً)، والـPro+ (مقابل 149 دولاراً).
أما الخطة الأساسية فتعطيك حتى ساعتين من إنشاء الأصوات الاحترافية باستخدام الذكاء الاصطناعي كل شهر، وإظهار الترجمة تلقائياً بالفيديوهات، إضافة إلى ميزات أخرى ليس من ضمنها تحسين الصوت، وكتابة السكريبتات، والتعديل على الفيديوهات الموجودة بالخطة الأكبر، ولذلك حتى الخطة الأساسية المدفوعة هنا تُعتبر غير مجدية بشكلٍ كبير، خاصةً لمن يعملون بدوامٍ كامل في صناعة المحتوى المسموع أو المرئي.
ما يعنى أنك تحتاج إلى النظر في جميع الخيارات المتوفرة تقريباً، وتحديداً في صفحات التسعير أو الـ"Pricing" الموجودة بها؛ ألقِ نظرة على سعر ومميزات كل خطة حتى تصل إلى ما تبحث عنه، وكقاعدةٍ عامة، يُفضل أن تُجرب المواقع التي تقدم خططاً تجريبية أولاً حتى تضمن أنك اخترت الخدمة المناسبة لك دون أن تدفع ريالاً واحداً.
اقرأ أيضًا: بينها أداة للرسم.. أفضل أدوات الذكاء الاصطناعي لإنشاء الصور
تجارب المستخدمين وآراء الخبراء حول الـAI Voice Over
يرى الخبراء والمستخدمون أن هناك عدة عوامل يجب أن تتوافر في تطبيقات أو مواقع الـAI Voice Over حتى تقول إنها الأفضل، وهي:
الواقعية: فهذا هو الفرق الجوهري بين أصواتنا البشرية والنبرة التي يصنعها الذكاء الاصطناعي للصوت، وكلما كان الأمر واقعياً، زادت جودة الخدمة.
خيارات التخصيص: من الوارد أن تجد موقعاً جيداً جداً، ولكن يعيبه أن الأصوات التي يوفرها ليست بأفضل شيء، ومن هنا تأتي أهمية خيارات التخصيص، التي تجعلك تختار نبرة الصوت، ودرجته، وإيقاعه، ولهجته، وغير ذلك حسب تفضيلك.
جودة الصوت: التي تتفاوت بدرجة كبيرة من موقعٍ وتطبيقٍ لآخر، ولهذا عليك أن تُجرب أكبر عددٍ ممكن من المواقع قبل أن تقرر استخدام إحداها بشكلٍ دائم.
مكتبة الأصوات: وبها نقصد "المعلّقين الصوتيين الآليين"، الذين كلما كان عددهم كبيراً، زادت سهولة استخدام الموقع، لأنك لن تُضطر لفعل أي شيء إضافي عدا اختيار الصوت وإعطائه السكريبت.
الخدمات المُكملة: مثل وضع الترجمات تلقائياً على الفيديوهات، والتعديل عليها، إلخ، وطبعاً هذه النوعية من المواقع ليست مُطالبة بشيء كهذا، غير أنها إضافة قوية جداً للبعض.
التطورات المستقبلية في تقنية الـAI Voice Over
تواجه هذه التقنيات تحديدات عديدة في الوقت الراهن، غير أنها ستتطور بشكلٍ مخيف في المستقبل من حيث عدة جوانب:
التكلفة والوقت: يمكن لميزة تحويل النصوص إلى أصوات باستخدام الذكاء الاصطناعي أن تختصر الكثير من الوقت والمجهود، وهذا سيتطور في المستقبل عن طريق توافق هذه الخدمات مع الأدوات والبرامج التي نستخدمها مثلاً.
التوسع والتنوع: بعض المواقع والخدمات التي لم تكن تدعم العربية أصبحت تدعمها؛ ومُستقبلاً لن تجد مشكلةً كهذه، وربما تجد جميع المواقع تُقدم كل اللغات بكلِ اللهجات، وقس على ذلك أموراً أخرى.
التخصيص: من المتوقع أن تزداد درجة محاكاة نماذج الذكاء الاصطناعي لنا بشكلٍ غير مسبوق.
الوصول: من المتوقع أن يُصنع جزءٌ كبير من المحتوى المرئي والمسموع على الإنترنت بهذه الخدمات مستقبلاً، صحيحٌ أنها مُنتشرة الآن، ولكن هذا ليس شيئاً مقارنة بما سنراه في المستقبل، خاصة وأن هذه التقنيات توفر خيارات ممتازة لذوي الاحتياجات الخاصة.
في النهاية، ولأن معظم مستخدمي خدمة الـ"AI Voice Over" يكونون من صُنّاع المحتوى، فدعونا نُخبركم بأن جميع المواقع والتطبيقات التي تحدثنا عنها هي خدمات ممتازة واحترافية جداً لكل صانع محتوى، ويمكنك أن تضيف إلى القائمة مواقع أخرى مثل Respeecher وAltered، ولكن كما أوصيناكم، عليكم أن تبحثوا وتجربوا أكبر قدرٍ ممكن من مقدمي هذه الخدمة، حتى تحصلوا على أفضلها مقابل أنسب سعر.