عرض لوحة "أطفال يلعبون" لـ "بارك سوكيون" للبيع في مزاد بـ 350 ألف دولار
أعلنت دار كريستيز للمزادات عن عرض لوحة "أطفال يلعبون"، الموقعة عام 1960 للفنان الكوري بارك سوكيون، ضمن مزاد للفن الياباني والكوري يقام في مدينة نيويورك في 17 سبتمبر الجاري.
وقد قدرت قيمة اللوحة بمبلغ يتراوح بين 250 ألف دولار و350 ألف دولار، ما يعكس الاهتمام المتزايد بأعمال هذا الفنان الكوري الشهير، وفقًا لموقع "news.artnet".
حياة بارك سوكيون
ولد بارك سوكيون في عام 1914 في مدينة يانغ جو بكوريا الجنوبية، وهو يعتبر واحدًا من أبرز رواد الفن الحديث في كوريا، ورغم المأساة والفقر اللذين واجهاه منذ طفولته، فإن بارك تمكن من تأسيس نموذج فني فريد يعبر عن الجماليات الكورية الحديثة.
وكانت الحرب الكورية في أوائل الخمسينيات نقطة تحول صعبة في حياته، حيث تفككت أسرته وعاش في ظروف قاسية لم تمكنه من تلقي تعليم فني رسمي.
وعلى عكس العديد من الفنانين الكوريين في عصره، الذين غادروا البلاد للدراسة في الخارج، ظل بارك مرتبطًا بوطنه ولم يغادر كوريا قط، ويعود السبب الرئيس لهذا الاختيار إلى التزامه بدعم إخوته بعد وفاة والدته بسبب سرطان الثدي وهجر والده للعائلة، وهذه الظروف القاسية شكلت وجدان بارك وجعلت من ارتباطه بأرضه مصدر إلهام دائم لأعماله الفنية.
اقرأ أيضًا: أول بورتريه رسمه الفنان "جيمس ويسلر" للبيع في مزاد بـ 120 ألف إسترليني
التأثير الفني لبارك
وطوال مسيرته الفنية التي امتدت لعقود، كان بارك مشدودًا إلى كل ما يتعلق بوطنه، حيث تأثرت أعماله الفنية بالحياة اليومية للناس العاديين في كوريا، وكانت المناظر الطبيعية الكورية مصدرًا دائمًا للإلهام في لوحاته، ورغم عدم حصوله على تعليم فني رسمي، استطاع بارك أن يعلم نفسه بنفسه من خلال ممارسة رسومات الاسكتشات بشكل مستمر، حتى أصبح واثقًا من مواضيعه الفنية.
وحول بارك رسوماته إلى لوحات زيتية على القماش أو الورق، حيث جسد من خلالها الحساسية الفريدة للناس العاديين في كوريا، وابتكر مناظر طبيعية تعكس ارتباطه العميق بوطنه، ومن خلال هذه الأعمال، أسس بارك لغة فنية عميقة وفريدة للحداثة الكورية، جعلته واحدًا من أهم رواد الفن في بلاده.
تقدير عالمي متزايد
وبدأت أعمال بارك سوكيون تحظى باهتمام عالمي عندما عرضت لأول مرة في مزاد كريستيز المسائي في هونج كونغ، ومع عرض لوحته "أطفال يلعبون" في مزاد نيويورك، يواصل بارك جذب الأنظار كواحد من أعلام الفن الحديث في كوريا، ما يثبت أن إرثه الفني لا يزال حيًا ويُقدر في مختلف أنحاء العالم.