تحذير من تسبب الذكاء الاصطناعي في ظهور وباء جديد
أثارت تطورات الذكاء الاصطناعي مخاوف متزايدة بشأن إمكانية استغلاله في تصميم وتطوير مسببات أمراض جديدة، ما قد يؤدي إلى تفشي أوبئة عالمية، وهذا التحذير جاء في دراسة نشرتها مجلة "ساينس" العلمية.
وكشفت الدراسة عن قدرة النماذج اللغوية الكبيرة على تسريع عملية تطوير اللقاحات والعلاجات، ولكنها حذرت في الوقت نفسه من إمكانية عكس هذه التقنية واستخدامها في تصميم أسلحة بيولوجية.
تطوير أسلحة بيولوجية
وأكد الباحثون أن النماذج البيولوجية المتقدمة قادرة على توليد تسلسلات جينية لمسببات أمراض جديدة، الأمر الذي يثير تساؤلات حول مدى سهولة تطوير أسلحة بيولوجية في المستقبل القريب.
ورغم أن النماذج الحالية لا تزال محدودة، فإن التطورات المتسارعة في هذا المجال قد تجعل من الممكن تصميم فيروسات أكثر خطورة وأكثر مقاومة للعلاجات.
اقرأ أيضًا: هل يمكن الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في قرارات الاستثمار المالي؟
دعوات إلى تشديد الرقابة
ودعت الدراسة الحكومات إلى التحرك الفوري لوضع تشريعات صارمة تحد من استخدام الذكاء الاصطناعي في المجال البيولوجي، مؤكدة أهمية تقييم المخاطر المحتملة بشكل دوري، والعمل على منع وصول التكنولوجيا الخطرة إلى الأيدي الخاطئة.
مخاطر بيولوجية تهدد البشرية
وأشارت أنيتا شيشرون، أحد مؤلفي الدراسة، إلى أن المخاطر البيولوجية الناجمة عن الذكاء الاصطناعي قد تظهر خلال العشرين عامًا القادمة إذا لم يتم اتخاذ إجراءات وقائية فورية.
وحذرت من ضرورة الاستعداد لمواجهة تهديدات جديدة تتطلب تطوير إطار قانوني وتنظيمي شامل.
ويواجه المجتمع الدولي تحديات كبيرة في مواجهة هذه التطورات المتسارعة. فمن جهة، يتعين الحفاظ على التقدم العلمي في مجال الذكاء الاصطناعي، ومن جهة أخرى، يجب ضمان عدم استغلال هذه التقنيات لأغراض ضارة.
ويشكل الذكاء الاصطناعي سلاحًا ذا حدين، قادرًا على تحقيق تقدم كبير في مجال الطب، ولكنه يحمل في الوقت نفسه مخاطر جسيمة تهدد صحة البشرية، ولذلك يجب على المجتمع الدولي التعاون من أجل وضع إطار عمل شامل لضمان الاستخدام الآمن والمسؤول لهذه التقنيات.