المهمة الأخطر على الإطلاق.. مواطنون يختبرون الفضاء العميق (فيديوجراف)
عندما مول الملياردير جاريد أيساكمان مهمة دوران حول الأرض في عام 2021، تم تقديمها كمبادرة لجمع التبرعات لأبحاث سرطان الأطفال، وكانت بمثابة نافذة بارزة على عالم السياحة الفضائية الخاصة.
قضى الطاقم المكون من أربعة أفراد، الذين لم يسبق لهم السفر إلى الفضاء، ثلاثة أيام في مدار حول الأرض داخل كبسولة "كرو دراغون" التابعة لشركة "سبيس إكس"، والتي يبلغ قطرها نحو 4 أمتار.
عقب المهمة، اعتقد أيساكمان أنه قد لا يعود إلى الفضاء مرة أخرى. وقال: "حققنا جميع الأهداف التي وضعناها إلى حد كبير"، مشيرًا إلى أن مهمة "Inspiration 4" أثبتت إمكانية تدريب وتنفيذ مهمات مدارية لأشخاص من خلفيات متنوعة.
ومع ذلك، كان اعتقاده خاطئًا. اليوم يصل أيساكمان وثلاثة من أفراد الطاقم، بما في ذلك صديقه المقرب وطيار القوات الجوية السابق سكوت بوتيت، بالإضافة إلى مهندستي "سبيس إكس" آنا مينون وسارة جيليس، إلى مركز كينيدي للفضاء في فلوريدا للتحضير لإطلاق رحلة تجريبية جديدة وأكثر تعقيدًا إلى الفضاء.
مهمة "Polaris Dawn" غير مسبوقة
أُعلن عن مهمة "Polaris Dawn" لأول مرة في عام 2022، وهي الأولى بين ثلاث مهام في إطار برنامج "Polaris" الذي سيتم تمويله وتنفيذه بشكل مشترك بين أيساكمان و"سبيس إكس". لم يُفصح عن تكلفة هذه المهمة.
الهدف النهائي من برنامج "Polaris" هو اختبار التكنولوجيا اللازمة لمهام الفضاء المستقبلية، بما في ذلك بدلات الفضاء، الأنشطة خارج المركبة (EVA)، وتقنيات دعم الحياة. بعد الإطلاق، سيسافر الطاقم عبر مدار بيضاوي الشكل يمتد على ارتفاع حوالي 1,400 كيلومتر من سطح الأرض، ضمن نطاق أحزمة "فان ألين" الإشعاعية.
عند وصولهم إلى الفضاء، سيبدأ الطاقم عملية "ما قبل التنفس" للتحضير للأنشطة خارج المركبة، وهي عملية مشابهة لما يقوم به الغواصون لتجنب داء تخفيف الضغط. في اليوم الثالث، سيفتح الطاقم كوة في كبسولة "كرو دراغون" على ارتفاع 700 كيلومتر فوق الأرض، مما يعرضهم للفراغ المتسع.
التحديات والمخاطر
يواجه الطاقم في المهمة مخاطر أكبر مقارنة بالبعثات السياحية الفضائية السابقة. ولضمان قدرة الإلكترونيات الخاصة بالمركبة على الصمود في بيئة الإشعاع الشديدة، أجرى المهندسون اختبارات مكثفة على الإلكترونيات في مختبرات متخصصة.
قال أيساكمان إن التحضير لمهمة جديدة في فترة زمنية قصيرة يعد إنجازًا غير مسبوق في صناعة الفضاء، معترفًا بوجود مخاطر كبيرة. وأكد غاريت ريسمان، رائد الفضاء السابق في "ناسا" ومستشار في "سبيس إكس"، أن المخاطر تظل جزءًا من التجارب الجديدة، ولكن التحركات السريعة قد تساعد في تقليل المخاطر على المدى الطويل.
أضاف أيساكمان أن مصدر إلهامه للسعي وراء إنجازات جريئة في الفضاء يعود جزئيًا إلى مهمة "سبيس إكس" التأسيسية، وهي جعل البشر جنسًا متعدد الكواكب.