ثورة فضائية.. وحدة مغناطيسية صينية لإطلاق المواد من القمر
أعلنت مجموعة من العلماء الصينيين عن ابتكار وحدة مغناطيسية متقدمة بقيمة 18 مليار دولار، تهدف إلى إطلاق المواد من سطح القمر إلى الأرض باستخدام تقنية التعليق المغناطيسي.
تفاصيل الوحدة المغناطيسية
ووفقاً لما نشرته صحيفة "South China Morning Post"، تعتمد هذه الوحدة على تقنية التعليق المغناطيسي، وتعمل بشكل مشابه لفكرة رمي المطرقة، حيث يتم استخدام ذراع دوارة لتحريك كبسولة تحتوي على مواد يتم إطلاقها باتجاه الأرض.
وتستفيد هذه التقنية من ميزات سطح القمر مثل الفراغ الكبير والجاذبية المنخفضة، ما يسمح بإطلاق كبسولتين محملتين معاً، ما يؤدي إلى تقليل تكلفة كل كبسولة بنسبة 10% مقارنة بالطرق التقليدية.
مواصفات الوحدة
وتتضمن الوحدة المغناطيسية ذراعاً يبلغ طولها 50 متراً، ومحركاً يعتمد على التوصيل الفائق الحراري، وعند تشغيل الوحدة لمدة 10 دقائق، تصل إلى سرعة فضائية تعادل 2.4 كيلومتر في الثانية، وهي السرعة اللازمة للانطلاق من سطح القمر.
ويتم تشغيل الوحدة باستخدام الطاقة الشمسية والذرية، ويعوض 70% من تكاليفها عبر استخدام الطاقة الحركية للذراع عند كبح الحركة.
اقرأ أيضًا: الكشف عن سر الكوخ الغامض على سطح القمر
الفوائد والتحديات
وتعتبر هذه الوحدة استثماراً طويل الأمد، حيث يمكن استخدامها لمدة تصل إلى 20 عاماً، لكن التحدي الأكبر يكمن في نقل هذه الوحدة التي تزن 80 طناً إلى سطح القمر، وهو ما يتطلب تطوير صاروخ نقل فائق الثقل.
ومن المتوقع أن تدمج هذه الوحدة ضمن المحطة القمرية المشتركة بين الصين وروسيا، والتي من المقرر بناؤها بحلول عام 2035 في القطب الجنوبي للقمر.
الجدوى الاقتصادية
وبالرغم من التكلفة الباهظة للمشروع، التي تقدر بـ130 مليار يوان "نحو 18.2 مليار دولار"، فإن العلماء يرون أن نقل 3-5 أطنان من هيليوم-3 سنوياً إلى الأرض يمكن أن يحقق عوائد تصل إلى 100 مليار يوان.
ويعتبر هيليوم-3 أحد المصادر الواعدة للطاقة، حيث يتواجد بكميات كبيرة على القمر مقارنةً بالأرض، وبناءً على تقديرات الخبراء، فإن استخراج 20 طناً من هذا النظير ونقلها إلى الأرض يمكن أن يغطي احتياجات الصين من الطاقة الكهربائية بشكل كامل.
يعد هذا الابتكار خطوة هامة نحو استغلال الموارد الطبيعية في الفضاء، وقد يسهم في تلبية احتياجات الطاقة العالمية في المستقبل.