بعيداً عن الجراحات.. كيف تتخلّص من الجلد المترهل بعد خسارة الوزن؟
ها قد قطعت شوطاً طويلاً، وخسرت قدراً كبيراً من الوزن، سواء كان ذلك من خلال عملية جراحية أو بطرقٍ أخرى، ورغم ذلك قد تجد جلدك قد تدلّى من كل جانب بعد فقدان هذا الكم الكبير من الدهون، وهو مظهر غير سارّ بالمرة.
والحقيقة أنّ هناك بروتينات بالبشرة قد تتلف مع طول مدة معاناتك من زيادة الوزن، ومِنْ ثَمّ فعند خسارة الوزن، لا يتمكّن الجلد من العودة إلى طبيعته كما كان قبل زيادة الوزن، فكيف يمكن التخلص من الجلد المترهل بعد خسارة الوزن؟ وكيف نتمكن من استعادة طبيعة البشرة؟
أسباب ترهل الجلد بعد خسارة الوزن
الجلد هو أكبر عضو في الجسم، وهو الدرع الأول ضد الميكروبات والأجسام الغريبة التي قد تدخل الجسم، وتتكوّن الطبقة الداخلية للبشرة من "الكولاجين" و"الإيلاستين"؛ إذ يُمثِّل "الكولاجين" 80% من بِنية البشرة، محافظاً على تماسكها وقوتها، بينما يُحافِظ "الإيلاستين" على مرونة البشرة والحيلولة دون ترهلها.
عندما يزداد الوزن، تتمدد البشرة لإفساح المجال لمزيدٍ من النمو الداخلي، وعندما يظل الجلد ممدوداً ويبقى على هذا الحال فترة طويلة، تتضرّر ألياف "الكولاجين" و"الإيلاستين"، فلا تتمكّن البشرة من العودة إلى حالتها الطبيعية بعد خسارة الوزن، لذا فقد يتدلّى الجلد الزائد من الجسم بعد خسارة الوزن، بل كُلّما زاد فقدان الوزن، كان الجلد المترهل أكثر وضوحاً.
عوامل خطر الإصابة بترهل الجلد بعد خسارة الوزن
قد تزيد بعض العوامل من فرص ترهل الجلد بعد خسارة الوزن، فليس كل من فقد الوزن مُعرّضًا لترهل الجلد بالدرجة نفسها بنسبة 100%، بل هناك تفاوت تبعاً للعوامل الآتية:
- العُمر: ينخفض إنتاج "الكولاجين" مع تقدّم العمر، ما قد يجعل الجلد أكثر ترهلاً عند كبار السن.
- مقدار الوزن المفقود: قد يكون الأشخاص الذين يخضعون لجراحة السمنة ويفقدون قدراً كبيراً من الوزن دفعة واحدة، أكر عُرضةً لترهل الجلد، فقد أظهر بحث عام 2022 نشر في المجلة الأوروبية للجراحة التجميلية "European Journal of Plastic Surgery"، أنَّ 90% مِمّن يخضعون لجراحة السمنة، شهدوا ترهل الجلد أو الجلد الزائد بعد العملية.
- الجينات: قد تؤثر بعض الجينات على مرونة الجلد، وكيفية تكيّفه مع تغيّرات الوزن، فقد يبدو الجلد أكثر مرونة أو أقل ترهلًا عند بعض الأشخاص دوناً عن غيرهم.
- التدخين: يُقلِّل التدخين إنتاج "الكولاجين"، ومِنْ ثَمّ فقد يجعل الجلد أكثر رخاوة عن المُعتاد.
- التعرّض لأشعة الشمس: قد يُؤدِّي التعرّض المُفرِط لأشعة الشمس إلىالتأثير على إنتاج "الكولاجين"، ما قد يزيد فرص ترهل الجلد أو يُصعِّب استعادة مرونة الجلد الطبيعية.
مخاطر الجلد المترهل
لا تقتصر خطورة الجلد المترهل في مظهره فحسب، بل قد يُؤدِّي ذلك الجلد الزائد إلى التهيّج، وحتى الإصابة بالعدوى، إذ تشمل مخاطره:
- الطفح الجلدي: قد يُؤدِّي تراكم ثنيات الجلد فوق بعضها البعض إلى مزيدٍ من الاحتكاك، وهو ما قد يُؤدِّي إلى طفحٍ جلديٍ مؤلم.
- العدوى: عندما يكون الجلد المترهل مطوياً على نفسه، فقد يكون من الصعب تنظيفه تماماً، ومِنْ ثَمّ فقد تتراكم البكتيريا وتنمو بشكلٍ زائد، ما قد يُسبِّب العدوى، بل إذا تمزّق الجلد قليلًا، قد تدخل العدوى إلى الجسم.
- عدم الراحة خلال ممارسة التمارين: قد يُسبِّب الجلد الزائد المترهل الألم وعدم الراحة، خاصةً في أثناء ممارسة التمارين الرياضية.
وقد وجدت الدراسات أيضاً أنّ الجلد المترهل الزائد، قد يُؤثِّر سلباً في جودة حياة المرء، وكذلك احترام الذات.
اقرأ أيضًا:رغم خسارة الوزن.. هل تسبب الحمية النباتية تساقط الشعر؟
كيف تتخلّص من الجلد المترهل بعد خسارة الوزن؟
ذكر "healthline" بعض الطرق الطبيعية وغير الجراحية التي قد تساعد في التخلّص من الجلد المترهل بعد خسارة الوزن، وتحسين مرونة الجلد وقوته، ومنها:
1. ممارسة تمارين المقاومة
قد تُساعِد ممارسة التمارين بانتظام -خاصةً تمارين المقاومة- في بناء الكتلة العضلية، والمساهمة في التخلص من الجلد المترهل، ورغم عدم توفّر أبحاثٍ كافية بعد حول هذا الموضوع، إلا أن بناء الكتلة العضلية وزيادتها قد يُحسِّن مظهر الجلد المترهل.
2. الحصول على "الكولاجين"
أشارت بعض الدراسات إلى أنّ مكملات "هيدروليزات الكولاجين" قد يكون لها تأثير وقائي على "كولاجين" الجلد، وقد ذكرت إحداها أنّ تناول مكمل "الكولاجين" السائل، الذي يحتوي أيضاً على فيتامين سي وفيتامين هـ و"البيوتين" و"الزنك"، زاد من مرونة الجلد، وحسّن ملمسه، وزاد من ترطيبه أيضاً، وذلك بعد 12 أسبوعاً من تناول المكمل، وإذا لم تكُن ترغب في شراء هذه المكملات، فإنّها متوافرة في مرق العظام، الذي يمكنك تناوله لتحصيل "الكولاجين".
3. النظام الغذائي
قد يساعد الحصول على بعض العناصر الغذائية في إنتاج "الكولاجين" وتحسين صحة البشرة، لذا ينبغي توفير العناصر الغذائية الآتية في نظامك الغذائي، للمساعدة على التخلص من الجلد المترهل، وهي:
- "البروتين": ينبغي الحصول على ما يكفي من "البروتين" للحفاظ على صحة البشرة، ومن أهم مصادره البيض واللحوم والدواجن والأسماك، إذ يُسهِم في إنتاج "الكولاجين"، الذي هو بروتين بطبيعته.
- "فيتامين سي": يُسهِم "فيتامين سي" في إنتاج "الكولاجين"، كما يساعد في حماية البشرة من التلف بفعل أشعة الشمس، ويمكن الحصول عليه من الفواكه الحمضية كالبرتقال والكيوي والفراولة.
- "أوميغا 3": يُساعِد "أوميغا 3" المتوفّر في الأسماك الدهنية كالسلمون والتونة، في زيادة مرونة الجلد، كما أنّ له تأثيرات مضادة للشيخوخة.
- شُرب الماء: تحتاج البشرة إلى ترطيبٍ باستمرار، فهذا يساعد على الحفاظ على مظهرها ومنع جفافها.
4. استخدام بعض الكريمات
قد يُساعِد استخدام الكريمات التي تحتوي على "الكولاجين" أو "الإيلاستين" على تحسين الجلد، وذلك على الرغم من أنّ هذه الكريمات قد تُحسِّن الجلد مؤقتاً، لأنّ جُزيئات "الكولاجين" و"الإيلاستين" كبيرة جداً على امتصاصها عبر الجلد.
اقرأ أيضًا:ما هي الآثار الجانبية المرتبطة بالتخسيس والطرق الآمنة لخسارة الوزن؟
5. الملابس الضاغطة
قد يساعد ارتداء الملابس الضاغطة في منع بعض الآثار الجانبية لترهّل الجلد؛ إذ تُقلِّل احتكاك الجلد ببعضه، كما قد تُساعِد في تقليل الألم والحكّة وخطر الإصابة بالعدوى، وبينما لن تؤدي إلى زوال الجلد المترهل، لكنّها قد تساعد في التخلص من آثاره الجانبية ومخاطره.
6. التدليك
يُساعِد تدليك منطقة الجلد المترهل في تحسين تدفّق الدم إليها وزيادة قدرتها على مكافحة الشيخوخة، ما يعكس تحسّنًا للجلد على مختلف الأصعدة.