دراسة: النظام الغذائي النباتي لمدة شهرين يقلل العمر البيولوجي
توصلت دراسة حديثة إلى أن اتباع نظام غذائي نباتي لمدة شهرين فقط يمكن أن يكون له تأثير ملحوظ ومفيد على العمر البيولوجي، الذي يعد أحد المؤشرات الرئيسة للصحة مع تقدم العمر.
وبحثت الدراسة في تأثير النظام الغذائي على الحالة الخلوية على مستوى دقيق، وذلك عبر فحص ما يعرف بـ "الساعة العمرية اللاجينية"، والتي تقدم قراءة دقيقة لعمرنا البيولوجي.
مفهوم العمر البيولوجي
وفي حين أن تاريخ ميلادنا يحدد عمرنا الزمني، فإن الحالة الصحية لخلايانا وأنسجتنا وأعضائنا تعطي صورة أدق عن عمرنا البيولوجي، وتستخدم "الساعة العمرية اللاجينية" لقياس التغيرات في التعبير الجيني المتأثر بالعوامل الخارجية، ما يؤثر بشكل كبير على صحتنا.
وأراد الباحثون قياس تأثير النظام الغذائي النباتي قصير الأمد على العلامات البيولوجية للعمر، وهو ما يسلط الضوء على دور علم الوراثة في الصحة، ويعنى علم الوراثة اللاجينية بدراسة كيفية تأثير العوامل البيئية على التعبير الجيني وعمر الخلايا، وهو مجال بحثي ناشئ.
وللتحقق من تأثير النظام الغذائي النباتي، جمع العلماء 21 مجموعة من التوائم المتماثلة، بمتوسط عمر 40 عامًا، وتم تخصيص نظام غذائي نباتي صحي لإحدى المجموعات لمدة ثمانية أسابيع، في حين تبنى الآخر نظامًا غذائيًّا صحيًّا لكن يحتوي على منتجات حيوانية خلال الفترة الزمنية نفسها.
اقرأ أيضًا: النباتيون يصنعون عضلات: أسرار بناء القوة من مصادر نباتية
نتائج الدارسة
وكانت المؤشرات الحيوية الرئيسة المستخدمة في الدراسة هي التغيرات في مثيلة الحمض النووي، وهي عملية يتم من خلالها إضافة جزيء ميثيل إلى الحمض النووي أو البروتينات، ما يؤثر على التعبير الجيني.
ووجد أن التوائم الذين اتبعوا النظام الغذائي النباتي أظهروا تغييرات كبيرة في العلامات البيولوجية للعمر بعد ثمانية أسابيع، مقارنة بالتوائم الذين اتبعوا نظامًا غذائيًّا يحتوي على لحوم.
أوضح الباحثون أن التغيرات الكبيرة التي لاحظوها باستخدام ساعات العمر اللاجينية بين التوائم المتماثلين الأصحاء تشير إلى أن النظام الغذائي النباتي المقيد بالسعرات الحرارية له فوائد ملحوظة على المدى القصير في مجال الشيخوخة، مقارنة بالنظام الغذائي الذي يتضمن تناول اللحوم.
وتشير هذه الدراسة إلى أن تبني نظام غذائي نباتي حتى لفترة قصيرة يمكن أن يساهم في تحسين الصحة البيولوجية والوقاية من الشيخوخة المبكرة.