اكتشاف علمي جديد.. خطوة كبيرة نحو إطالة العمر ومحاربة الشيخوخة
كشف باحثون من كلية الطب بجامعة ديوك نوس الوطنيّة في سنغافورة "NUS" عن نتائج دراساتهم حول دور البروتين المسمى إنترلوكين 11 "IL-11" في عملية الشيخوخة، حيث تشير الدراسة إلى أن منع تأثيرات IL-11 قد يسهم في إطالة العمر وتحسين الصحة العامّة.
تفاصيل الدراسة
واستخدم الباحثون الهندسة الوراثية لإيقاف إنتاج IL-11 في مجموعة من الفئران، في حين تم حقن مجموعة أخرى بعقار مضاد لإنترلوكين 11، والنتائج كانت مذهلة، حيث أظهرت انخفاضًا في الوفيات الناجمة عن السرطان والنمو الورمي في كلا المجموعتين.
بالإضافة إلى ذلك، كانت الظروف الصحية المرتبطة بالشيخوخة، مثل الالتهاب المزمن وضعف التمثيل الغذائي، أقل شيوعًا، وفقًا لما نشر بموقع "ساينس أليرت".
تحسينات صحية واضحة
الدكتور ستيوارت كوك، طبيب القلب وأحد المشاركين في الدراسة، صرح قائلاً: "كان لدى الفئران المعالجة عدد أقل من السرطانات، وكانت خالية من العلامات المعتادة للشيخوخة والضعف، ولكننا شهدنا أيضًا انخفاضًا في هزال العضلات وتحسنًا في قوة العضلات، وبعبارة أخرى، كانت الفئران الكبيرة في السن التي تلقت مضادات IL-11 أكثر صحة".
اقرأ أيضًا: دراسة: الصيام المتقطع يحمي صحة الأمعاء ويؤخر تأثيرات الشيخوخة
التأثيرات الشاملة لمنع IL-11
وأشارت الدراسة إلى أن IL-11 يرتبط بزيادة مستويات الالتهاب والأنسجة الندبية والضعف العام مع التقدم في العمر. في الفئران المعدلة وراثيًا، تم تمديد العمر بنسبة 24.9% في المتوسط، أما الفئران التي أعطيت الأدوية بعد 75 أسبوعًا "ما يعادل حوالي 55 عامًا عند البشر"، فارتفع متوسط العمر بنسبة 22.5% في ذكور الفئران و25% في إناث الفئران، مع العلم أن هذه الحيوانات تعيش في المتوسط 155 أسبوعًا.
آلية عمل IL-11 وتأثيره على الجسم
ويرى الباحثون أن حجب IL-11 له تأثيرات متعددة عبر أجزاء مختلفة من الجسم، مثل تقليل الالتهابات الخطيرة المحتملة ومساعدة الأعضاء على الشفاء بشكل أسرع بعد الإصابة.
الدكتور كوك أوضح قائلاً: "يزداد نشاط الجين IL-11 في جميع أنسجة الفأر مع تقدم العمر، وعندما يتم تشغيله فإنه يسبب أمراضًا متعددة، وهي أمراض الشيخوخة وفقدان الوظائف في جميع أنحاء الجسم، بدءًا من البصر إلى السمع، ومن العضلات إلى الشعر، ومن وظيفة ضخ القلب إلى الكلى".
الحاجة إلى تجارب سريرية على البشر
رغم النتائج الواعدة، أكد الباحثون على ضرورة إجراء تجارب سريرية على البشر لتأكيد ما إذا كانت النتائج يمكن أن تنطبق على البشر أيضًا. وإذا أثبتت هذه التجارب فاعلية النتائج، فإن منع IL-11 قد يكون آلية فعالة لإبقائنا أكثر صحة لفترة أطول.
وتعد هذه الدراسة خطوة مهمة نحو فهم أفضل للشيخوخة وكيفية مكافحة آثارها، بينما ننتظر نتائج التجارب السريرية، تفتح هذه النتائج آفاقًا جديدة في مجال الأبحاث الطبية والتطبيقات العلاجية التي قد تغير مستقبل الصحة البشرية.