سر العقل والقلب.. كيف يؤثر هرمون الحب على ضغط الدم؟
في خطوة قد تفتح آفاقًا جديدة في مجال العلاجات الطبية المرتبطة بضغط الدم وأمراض القلب، كشفت دراسة حديثة عن دور حيوي تلعبه مادتان كيميائيتان ينتجهما الدماغ، بما في ذلك هرمون الأوكسيتوسين المعروف بـ "هرمون الحب".
دور المواد الكيميائية
ويرى العلماء أن هناك علاقة وثيقة بين حرمان الجسم من النوم وتزايد مخاطر الإصابة بأمراض القلب، وأشاروا إلى أن هذه العلاقة قد تكون ناجمة عن تفاعل متسلسل يبدأ من الدماغ.
وأثبتت الدراسة التي نشرت مؤخرًا في مجلة Journal of Physiology أن المواد الكيميائية في الدماغ تسهم بشكل حاسم في هذا التفاعل، ما قد يفتح الباب أمام تطوير علاجات جديدة للمرضى.
هرمون الأوكسيتوسين
ومن خلال استكشاف دور جذع الدماغ في التحكم بضغط الدم، اكتشف العلماء أن الأوكسيتوسين، الذي يعرف بتأثيره على الترابط الاجتماعي، يلعب دورًا حيويًا في تنظيم ضغط الدم.
إلى جانب ذلك، يلعب هرمون "مطلق لموجهة القشرة" (CRH) دورًا حاسمًا في الاستجابة للتوتر، كما يؤثر على السلوك ويشارك في عمليات الالتهاب.
اقرأ أيضًا: دراسة أمريكية: هرمون الحب يعالج القلب المكسور
تجارب على الفئران
وفي إطار الدراسة، أجرى الباحثون تجارب على فئران التجارب، حيث تم تقسيمها إلى مجموعتين: مجموعة تم الاحتفاظ بها في مستويات أكسجين طبيعية، وأخرى تم تعريضها لظروف منخفضة الأكسجين لمدة عشرة أيام، وبعد انتهاء التجربة، تم جمع عينات من جذع أدمغة الفئران لتحليل نشاط الخلايا العصبية باستخدام تقنيات متقدمة.
وكشفت النتائج أن كلا من الأوكسيتوسين وهرمون CRH أثرا بشكل كبير على نشاط جذع الدماغ لدى الفئران التي تعرضت لنقص الأكسجين، مقارنة بتلك التي كانت في بيئة أكسجين طبيعية.
ولاحظ العلماء زيادة في إطلاق المواد الكيميائية من النواة الوطائية المجاورة للبطين "PVN"، وزيادة في عدد المستقبلات العصبية المتصلة بجذع الدماغ.
تأثير النتائج على ضغط الدم
وبحسب الدكتور ديفيد كلاين، الذي أشرف على الدراسة من جامعة ميسوري، فإن الجسم يتفاعل مع نقص الأكسجين بزيادة التنفس وارتفاع ضغط الدم لضمان تدفق الدم المؤكسج إلى الأعضاء الحيوية، وأظهرت الدراسة أن هذا التفاعل يرتبط بشكل وثيق بإطلاق المواد الكيميائية في الدماغ.
ويعتقد الدكتور كلاين أن هذه الأبحاث ستفتح آفاقًا جديدة لتطوير علاجات فعالة للتحكم في ضغط الدم.
وعلى الرغم من أن النتائج واعدة، أكد كلاين أن هناك طريقًا طويلًا يجب قطعه قبل أن يتمكن الأطباء من تطبيق هذه النتائج على المرضى من البشر.
تبرز هذه الدراسة أهمية فهم دور المواد الكيميائية في الدماغ في تنظيم ضغط الدم، خاصة في ظل الظروف الصحية المرتبطة بنقص الأكسجين، ومع استمرار البحث في هذا المجال، قد نشهد تطورات كبيرة في العلاجات الطبية في المستقبل.