دهونك ليست متماثلة: كيف تزيد الدهون البنية لخسارة الوزن؟
غالب الدهون المتراكمة لديك والتي تستاء منها وترغب بخسارتها هي دهون بيضاء، قد تزيد خطر الإصابة بالأمراض.
لكن ثمّة دهون أخرى في الجسم- وإن كانت أقل في الكمّ- تُعين على خسارة الوزن وحرق السعرات الحرارية، وهي الدهون البنية التي تُدفئ الجسم في الطقس البارد. فهل يمكن زيادة تلك الدهون لخسارة المزيد من الدهون البيضاء؟
ما هي الدهون البنية؟
أحد أنواع دهون الجسم التي تساعد في الحفاظ على درجة حرارته؛ إذ تُشير بعض الأبحاث إلى دوره في عملية التمثيل الغذائي، وهو مُختلِف عن الدهون البيضاء، التي تُخزِّن السعرات الحرارية.
وتُوجَد الدهون البُنية في الرقبة والكتف، وعندما يُولَد الإنسان، تكون أغلب دهون جسمه دهونًا بنية، وهي ما يحتاج إليه الأطفال لعدم قدرة أجسامهم على تنظيم درجة الحرارة كالبالغين. ومع تقدّم العمر، تقل الدهون البنية لقدرة الجسم على تنظيم حرارته بطرقٍ أخرى.
ومع ذلك فقد يمتلك بعض البالغين دهونًا بنية أكثر من غيرهم، وربّما تُؤثِّر درجة الحرارة والنظام الغذائي على كمية الدهون البنية في الجسم، لكن عمومًا لا يمتلك البالغون كمية كبيرة من تلك الدهون.
والدهون البنية تُولِّد حرارة خلال حرقها، ما يستلزم حرق سعراتٍ حرارية، وهو ما قد يجعلها ضمن الخيارات المتاحة لخسارة الوزن.
لكن لماذا سُمّيت الدهون البنية بهذا اللون؟ لأنّها مقارنةً بالدهون البيضاء، فهي غنية بالميتوكوندريا (مصنع إنتاج الطاقة في الخلايا)، والحديد في هذه الميتوكوندريا هو ما يُعطِي الدهون البُنية لونها.
أنواع الدهون في الجسم
تنقسم أنواع الدهون في الجسم إلى دهونٍ بنية وأخرى بيضاء:
فوائد الدهون البنية
تشمل أهم فوائد الدهون البنية:
1. حرق سُعرات حرارية
تستخدم الخلايا الدهنية البنية سعرات حرارية أكثر مِمّا تفعله الأنواع الأخرى من الخلايا الدهنية، ما يُساعِد في التخلص من الدهون المُخزّنة في الجسم والحفاظ على وزنٍ صحي، وهي تفعل ذلك لتنظيم حرارة الجسم الداخلية في الطقس البارد.
ويُسهِم ذلك في الإنفاق الإجمالي للطاقة بالنسبة لجسم، ما قد يساعد على خسارة الوزن؛ إذ تُحرَق مزيد من السعرات الحرارية، ربّما أكثر مِمّا تتناوله.
وحسب جمعية السكري الأمريكية "American Diabetes Association"، فقد يُؤثِّر نشاط الدهون اليومية في حرق السعرات الحرارية اليومي، كما ثبت أنّه علاج فعّال للسمنة.
اقرأ أيضًا:"كابوس الرجال".. أفضل التمارين للتخلص من دهون الصدر
2. تقليل الدهون الخطيرة
قد تساعد الدهون البنية في تقليل مخازن الدهون البيضاء، ما يُقلِّل بدوره خطر الإصابة بأمراضٍ مزمنة، مثل السكري وأمراض القلب والسكتة الدماغية وغيرها.
وقد أظهرت بعض الدراسات أنّ زيادة الدهون البنية لدى البالغين الذين يُعانُون السمنة أو الوزن الزائد، يُقلِّل مخازن الدهون البيضاء طبيعيًّا.
ويعتقد الخبراء اليوم أنّ الحفاظ على الدهون البنية خلال سنوات الشباب، بدلاً من محاولة زيادتها مع تقدّم العمر هو أفضل خيار لتحصيل أكبر قدرٍ ممكن من فوائد الدهون البنية.
3. تعزيز صحة القلب
تُظهِر الدراسات أنّ الدهون البنية مُفيدة للقلب أيضًا، فهي تساعد على خفض مستويات الكوليسترول والدهون الثلاثية؛ إذ يظن الباحثون أنّها تعتمد على تلك الدهون الثلاثية مصدرًا للطاقة، ما يمنع تراكمها في الدم.
4. تنظيم مستويات السكر في الدم
أظهر باحثون في جامعة ستوكهولم أنّ الخلايا الدهنية البنية قادرة على تغيير امتصاص الغلوكوز، وسحب السكر من الدم لتغذية خلايا العضلات، ما يحافظ على استقرار مستويات السكر في الدم، والأهم أنّ ذلك قد يُقلِّل خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.
كيف يمكن زيادة الدهون البنية لخسارة الوزن؟
ذكر موقع "healthline" بعض الطرق التي تساعد على زيادة الدهون البنية في الجسم، مثل:
1. خفض الحرارة
قد يساعد تعريض جسمك لدرجات حرارة باردة في تعزيز الخلايا الدهنية البنية؛ إذ تُشِير الأبحاث إلى أنّ التعرّض لساعتين فقط كل يوم لدرجة حرارة تبلغ 19 درجة مئوية، قد يكفي لتحويل بعض الدهون إلى دهونٍ بنية.
وقد يمكن تحقيق ذلك بالاستحمام بماءٍ بارد، أو باستخدام مُنظِّم حرارة في منزلك، أو حتى بالخروج في الطقس البارد، بما يُؤدِّي في النهاية لتكوين مزيدٍ من الدهون البنية.
اقرأ أيضًا:هل التعرق ينقص الوزن ويحرق الدهون؟ ولماذا تعرق أكثر من غيرك؟
2. ممارسة التمارين الرياضية
تُشِير أبحاث أخرى أُجريت على الفئران أنّ بروتينًا يُسمّى "إيريسين"، قد يُساعِد في تحويل الدهون البيضاء إلى بنية، كما يُنتِج البشر أيضًا هذا البروتين.
وقد وجدت دراسةٌ عام 2016 أنَّ الأشخاص الذين كانوا أكثر استقرارًا وأقل حركةً ونشاطًا، كانوا يُنتِجون كمية أقل من بروتين "إيريسين"، وذلك مقارنةً بمن يُمارِسون الرياضة في كثيرٍ من الأحيان.
بل ظهر أنّ مستويات ذلك البروتين تزداد عند ممارسة تمارين هوائية عالية الكثافة.
والتمارين الرياضية مُوصَى بها عومًا لتعزيز الصحة والحفاظ على الوزن؛ إذ يُنصَح بممارسة التمارين الرياضية المُعتدِلة لمدة 20 دقيقة يوميًا، مثل المشي أو لعب التنس، أو ممارسة تمارين شديدة لمدة 11 دقيقة يوميًا، مثل الركض أو السباحة.
ولا تُوجَد أدلة كافية لتأكيد ما إذا كانت التمارين الرياضية تزيد الدهون البنية، لكن قد ثبت - كما سبق توضيحه - ارتباط قلة النشاط البدني بانخفاض بروتين "إيريسين"، الذي يساعد في تحويل الدهون البيضاء إلى بنية.
3. الحصول على قسطٍ كافٍ من النوم
أظهر بحثٌ نُشِر في مجلة الأبحاث الصنوبرية "Journal of Pineal Research"، أنّ الميلاتونين "هرمون النوم" يزيد وجود الدهون البيج "البنية الفاتحة"، التي تشبه الدهون البنية في قدرتها على حرق السعرات الحرارية.
وأظهر البحث أيضًا أنّ الميلاتونين يساعد في تقليل السمنة لدى الفئران حتى دون تغيير تناول الطعام أو النشاط البدني، ما يعني أنّ الدهون البنية هي المسؤولة عن ذلك.
وبدلاً من الاعتماد على مكملات الميلاتونين، فإنّه يمكن تعزيز مستوياته من خلال النوم الجيد، وذلك عبر تجنّب التعرّض للشاشات الإلكترونية، مثل الهاتف أو الحاسوب، التي تُطلِق الضوء الأزرق، ومحاولة النوم والاستيقاظ في الوقت نفسه تقريبًا كل يوم، مع التعرّض لأشعة الشمس خلال النهار.
4. لا تترك نفسك جائعًا
تُنظِّم خلايا عصبية في الدماغ مستويات هرمونات الجوع والشبع، وكذلك الهرمونات الأخرى التي تُسهِم في الحفاظ على الدهون البنية، وتُشِير الدراسات التي أجرتها كلية الطب بجامعة ييل "Yale School of Medicine" إلى أنّ الخلايا العصبية التي تتحكّم في الشهية - بتنظيم الهرمونات - قد تُشجِّع الدهون البيضاء على العمل مثل الدهون البنية.
ومع ذلك فإن هذا يعتمد على ما إذا كان الطعام المُتناوَل كافيًا للشعور بالشبع، فهذا يُعزِّز نشاط الخلايا العصبية في الدماغ ويُعزِّز تأثيرات الدهون البنية.
كما لا ينبغي الإفراط في تناول الطعام، لأنّ ذلك قد يؤدي إلى دخول قدر كبير من السعرات الحرارية، كما يُربِك الخلايا الصبية التي تتحكّم في هرمونات الشهية، كما قد يُؤدِّي إلى تخزين دهون بيضاء إضافية على عكس ما ترغب تمامًا.
ولا ينبغي تناول طعامٍ لا يجعلك تبلغ حد الشبع، لأنّ ضعف التغذية وقلة الأكل قد تخفض نشاط الدهون البنية، كما يُؤثِّر سلبًا في حرق السعرات الحرارية في الجسم.