لا تصدّق كل ما تسمعه: دراسة تُصحّح المفاهيم الخاطئة عن الصيام المتقطع
يُعدّ الصيام المتقطع من أكثر اتجاهات الصحة واللياقة البدنية شيوعًا في الوقت الحاضر، لكنه يواجه معارضة وشكوكًا من قِبل بعض الأوساط. ولكن، فقد أعدّ فريق من الباحثين في جامعة إلينوي تقريرًا علميًا مدعومًا بالأدلة حول فوائد الصيام المتقطع وتفنيد الأساطير الشائعة حوله، وذلك حسبما نشر موقع New Atlas.
طرق الصيام المتقطع وأنماطه
وتتضمن استراتيجيات الصيام المتقطع طريقتين رئيسيتين: الصيام المتبادل وتناول الطعام المقيد بالوقت.
في الصيام المتبادل، يتم تناول الطعام كل يومين فقط، مع استهلاك 500 إلى 600 سعر حراري. ويُعدّ نظام 5:2 مثالًا على هذا النوع، حيث يتناول فيه الفرد طعامه بشكل طبيعي خمسة أيام في الأسبوع ويصوم يومين.
أما في نظام تناول الطعام المقيد بالوقت، فتُقَيّد فترة تناول الطعام اليومية لتتراوح بين أربع إلى عشر ساعات. ويُعدّ نظام 16:8 مثالًا على هذا النوع، حيث يتضمن صيامًا لمدة 16 ساعة يوميًا وتناول الطعام خلال فترة 8 ساعات.
أدلة علمية تدعم فعالية الصيام المتقطع
أظهرت الدراسات العلمية فوائد عدة للصيام المتقطع:
- دراسة عام 2016: توصلت إلى أن نظام 16:8 يحسن المؤشرات الحيوية للصحة ويقلل من كتلة الدهون بعد ثمانية أسابيع.
- دراسة عام 2018: أكدت أن نظام 16:8 يمكن أن يؤدي إلى فقدان الوزن بنسبة 3% وتقليل ضغط الدم الانقباضي لدى البالغين المصابين بالسمنة.
- دراسة عام 2023: أظهرت أن الصيام لمدة 14 ساعة يوميًا يحسن أداء الذاكرة والنوم، وقد يساعد في مقاومة أعراض مرض الزهايمر.
- دراسة أخرى من نفس العام: أظهرت أن تقييد تناول الطعام بثماني ساعات يوميًا يحسن مستويات السكر في الدم وفقدان الوزن لدى مرضى السكري من النوع 2.
كما كشفت دراسة على الفئران أن الصيام لمدة 48 ساعة يحسن المسارات الأيضية في الكبد، بينما أظهرت دراسة عام 2024 أن نظام 5:2 يقلل من تقدم التهاب الكبد غير الكحولي.
اقرأ أيضًا: دراسة: الصيام المتقطع يحمي صحة الأمعاء ويؤخر تأثيرات الشيخوخة
الرد على الأساطير الشائعة
في ورقة بحثية نشرتها دورية Nature Reviews: Endocrinology، قام الباحثون في جامعة إلينوي بدحض أربع خرافات متعلقة بالصيام المتقطع:
تأثير الصيام على هرمون الأستروجين والتستوستيرون
أكدت الدراسة أن الصيام المتقطع لا يؤثر بشكل سلبي على مستويات هرمون الأستروجين لدى النساء أو هرمون التستوستيرون لدى الرجال.
فقدان العضلات
أظهرت الأبحاث أن الصيام المتقطع لا يسبب فقدانًا مفرطًا في كتلة العضلات، حيث يكون حوالي 75% من فقدان الوزن من الدهون و25% من العضلات الخالية من الدهون.
زيادة تناول الأطعمة غير الصحية
وجد الباحثون أن "نافذة تناول الطعام" في الصيام المتقطع لا تدفع الأفراد لزيادة استهلاك الأطعمة غير الصحية مثل السكر والدهون المشبعة.
خطر اضطراب تناول الطعام
لا تُشير الأدلة العلمية إلى أن الصيام المتقطع يزيد من خطر الإصابة باضطرابات الأكل، بل قد يُساعد في تقليل الرغبة الشديدة في تناول الطعام والمشاكل المتعلقة بالوزن.
وصرّحت كريستا فارادي، أستاذة علم الحركة والتغذية في جامعة إلينوي، بأنّ "الصيام المتقطع هو موضوع دراستها منذ 20 عامًا، وقد أكّدت الدراسات العلمية أنّه يُقدم فوائد صحية عديدة دون أن يُسبب تأثيرات سلبية كبيرة على صحة الأفراد".