لماذا لا نستطيع الالتزام بممارسة الرياضة؟ إليك الأسباب المحتملة
قد تبدأ متحمسًا في ممارسة الرياضة، ثُمّ لا يلبث شغفك أن ينطفئ وتعود إلى عاداتك القديمة مُبتعدًا عن ممارسة التمارين رغم أنّك قد بدأت للتو، وهذا الأمر لست وحدك من يُعانِيه، بل كثيرٌ من الناس قد لا يستطيعون الالتزام بممارسة التمارين الرياضية لأسبابٍ مُتنوّعة، مثل ضعف الحافز، أو عدم التمكّن من وضع جدول تمارين يناسِب روتينك اليومي، أو حتى اختيار تمارين صعبة عليك، فهل هناك أسباب أخرى سوى هذه الأسباب؟ وكيف يمكن تجاوزها للالتزام بممارسة التمارين الرياضية؟
لماذا لا تستطيع الالتزام بممارسة الرياضة؟
قد يكون التزام التمارين الرياضية يوميًا أمرًا شاقًّا وعسيرًا على بعض الناس، وذلك لأيٍّ من الأسباب الآتية على الأرجح:
1. ضعف الحافز
قد تكون مواكبة التمرين أمرًا صعبًا، خاصةً إذا لم تكُن تمتلك دافعًا كافيًا للالتزام، وإذا فاتك يوم دون ممارسة الرياضة، فقد تكون محبطًا ولا ترغب في ممارسة التمارين في اليوم التالي، ومِنْ ثَمّ فقد تدور في حلقة مفرغة لا طائل من ورائها.
وقد يزداد إحباطك عندما لا ترى النتائج المثالية رغم ذهابك لصالة الألعاب الرياضية يوميًا، لذا تذكّر أنّ تعزيز لياقتك البدنية ورؤية تغيّرات ملموسة يستغرق بعض الوقت، كما أنّ النظام الغذائي الصحي لا يقل أهمية عن ممارسة التمارين الرياضية في تحقيق أفضل النتائج.
2. عدم ملاءمة جدول التمارين الرياضية لنمط معيشتك
لن تنجح خططك لممارسة التمارين الرياضية ما لم تكُن متسقة مع نمط معيشتك، إذ إن ممارسة التمارين الرياضية بانتظام أحد العادات المعيشية، وللحفاظ على تلك العادة باستمرار، فمن الضروري أن تجد لها مكانًا ثابتًا في روتينك اليومي على الدوام.
في حين أنّ توجيهات التمارين التقليدية قد تتطلّب تدريبات لمدة ساعة، 5 أيام في الأسبوع؛ فإنّ كثيرًا من الناس اليوم ليس لديهم الوقت ولا الطاقة الكافية للتدريب لمدة ساعة كل يوم.
لكن هذه القواعد ليست جامدة، فإذا لم تكُن قادرًا على ممارسة التمارين لمدة ساعة، فليست هناك مشكلة؛ إذ يمكنك ممارسة التدريبات المدة التي تناسبك، ثُمّ زيادة المدة تدريجيًا دون تعجّل.
أيضًا، يمكنك الاعتماد على التمارين الأشدّ قوة أو كثافة بدلاً من الجلسات التدريبية الطويلة، فهذا سيُساعِدك على إنشاء جدول تمارين مناسب لنمط معيشتك، وتذكّر أنَّ ممارسة التمارين الرياضية لمدة 15 - 20 دقيقة على الأقل أفضل من لا شيء على الإطلاق.
3. اختيار تمارين صعبة عليك
قد تكون مُتحمّسًا للغاية لممارسة التمارين الرياضية لتحسين لياقتك البدنية والحصول على جسد قوي، لكن ذلك لا يعني الانخراط في ممارسة تمارين عالية الشدّة، أو تمارين تجد صعوبة بالغة في ممارستها بإتقان.
فالأمور لا تسير على هذا النحو؛ إذ يحتاج جسمك إلى بعض الوقت لبناء طاقته وقوته، وذلك مع التدرّج في شِدّة التمارين الرياضية التي تمارسها، خاصةً لو كُنت مبتدئًا، فليست العبرة بكثرة التمارين أو شِدّتها، وإنّما بأن تكون مُناسِبة لجسمك، سواء كُنت مبتدئًا، أو متوسّطًا، أو محترفًا، مع المواظبة عليها والتدرّج في الزيادة دون تسرّع.
اقرأ أيضًا:"كابوس الرجال".. أفضل التمارين للتخلص من دهون الصدر
4. الألم المستمر
إذا كُنت تُعانِي ألمًا، سواء كان بسبب الصداع أو التهاب المفاصل أو وجع العضلات، فإنّ ممارسة التمارين الرياضية ستكون صعبة بلا شك، بل إنّ مجرد قضاء اليوم سيُمثِّل تحدّيًا بالنسبة لك، فكيف لو أُضِيف إليه بعض التمارين أيضًا؟
لذا لا يُنصَح أبدًا بممارسة التمارين الرياضية بينما تُعانِي ألمًا مستمرًا، كما ينبغي استشارة الطبيب لمعرفة سبب ذلك الألم والحصول على علاجٍ مناسبٍ له.
5. رهاب الحركة
هو الخوف من الحركة بعد التعرّض للأذى أو الخضوع لعمليةٍ جراحية، وهو من أسباب صعوبة الاستمرار في ممارسة التمارين الرياضية؛ إذ يعتقد المرء أنَّ التمرين سيُؤدِّي إلى تفاقُم آلامه.
لذا يُنصَح بالراحة في الأسابيع الثلاثة الأولى بعد الإصابة، لكن عدم التحرّك على الإطلاق قد يُسبِّب مشكلات أكبر، مثل الألم المزمن، لذا ينبغي البدء في الحركة في أقرب وقتٍ ممكن - وفق مشورة الطبيب - ويمكن أن يُساعِدك اختصاصي العلاج الطبيعي في ذلك الأمر.
6. الاكتئاب
من الصعب المواظبة على ممارسة التمارين الرياضية بينما أنت مُحبَط أو مُكتئِب، فالاكتئاب يجعل القيام بأي شيءٍ صعبًا، بما في ذلك التمارين الرياضية، بل قد لا تمتلك الشغف أو الحافز الكافي لبدء تمارينك.
7. قلق صالة الألعاب الرياضية
يشعر بعض الناس بالقلق بشأن الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية لأسباب مختلفة، مثل ممارسة التمارين أمام الآخرين؛ خوفًا من إطلاق الآخرين أحكامًا عليهم بشأن تلك التمارين.
كما قد يكون ذلك القلق أحيانًا بسبب محاولة استعادة روتين التمارين في صالة الألعاب الرياضية بعد الانقطاع لفترةٍ ما أو اكتساب وزنٍ زائد.
ولتخفيف ذلك القلق خطِّط لتمارينك، واختر أوقاتًا أكثر هدوءًا في صالة الألعاب الرياضية، لا يكون موجودًا خلالها كثير من الناس، كما يُنصَح بالبدء بالمعدات المألوفة بالنسبة لك، وتعلّم كيفية ممارسة التمارين بطريقةٍ صحيحة، مع تحديد أهدافٍ صغيرة، والتقدُّم يومًا تلو الآخر على هذا المنوال.
اقرأ أيضًا:لماذا لا نفقد الوزن رغم ممارسة التمارين الرياضية؟ إليك 10 أسباب
8. عدم واقعية أهدافك
قد ترغب في ممارسة التمارين الرياضية لخسارة الوزن الزائد، فتتوقّع أن تفقد الوزن الزائد كله في فترةٍ وجيزة، لكن عادةً ما يكون فقدان الوزن الصحي من 0.4 - 0.9 كغم فقط في الأسبوع، بينما قد يزيد الوزن "زيادة العضلات" بنحو 0.4 كغم في الأسبوع.
لذا ضع أهدافك بناءً على المُعدّل الطبيعي لفقدان الوزن، لا ما تتوقّعه في القريب العاجل، وبدلاً من وضع أهدافٍ بناءً على الوزن عمومًا، اجعل هدفك ممارسة التمارين الرياضية لمدة 30 دقيقة على الأقل يوميًا لمدة 5 أيام في الأسبوع، وبالتأكيد سترى نتائج خسارة الوزن مع الاستمرار والمواظبة.
9. الاعتقاد بأنّ الرياضة رفاهية
يعلم كثيرٌ من الناس أنّ ممارسة الرياضة تُحسِّن الصحة، وتساعد على خسارة الوزن، لكنّهم لا يجدون لها وقتًا في جدولهم المليء بالمهام اليومية، ويظنّون أنّها مجرد رفاهية، أو أنّها ضرورية فقط عند زيادة الوزن والرغبة في خسارته.
والحقيقة أنّ هذا الظنّ ليس صوابًا، لأنّ عدم ممارسة التمارين الرياضية بانتظام قد تُفضِي إلى:
- زيادة خطر الإصابة ببعض الأمراض، مثل ارتفاع ضغط الدم ومقاومة الأنسولين.
- ضمور العضلات أو نقص حجمها وقوتها، ومِنْ ثَمّ ضعف قدرتك على أداء الأنشطة اليومية.
- زيادة فرص الإصابة بآلام أسفل الظهر.
- تدهور الصحة النفسية بزيادة مُعدّلات الإصابة بالقلق أو الاكتئاب أو التوتر.