هل يمكن استهداف الدهون الموضعية بالتمارين الرياضية؟
استهداف الدهون الموضعية بالتمارين الرياضية غاية يرغب في تحقيقها جميع من يعاني أصعب أنواع تلك الدهون على الإطلاق، فمع جميع الجهد المبذول من أكل صحي وتمارين رفع الأثقال والكارديو تتمسك تلك الدهون بمناطقها المُستوطنة بداخلها في الجسم.
ومع صعوبة التعامل مع الدهون الموضعية، تأتي التمارين الرياضية لاستهداف الدهون المُتحصنة في مناطقها كأحد الحلول الرئيسة والعوامل المساعدة لخفض نسبتها بشكل ملحوظ ومؤثر.
ما هي الدهون الموضعية؟
تعد الدهون الموضعية باختلاف أحجامها بمفهومها المُبسط أحد أنواع السمنة غير المنتظمة والتي يمكن ملاحظتها من خلال تواجدها في مناطق مُعينة في الجسم مثل المعدة، الأرداف، الصدر، الفخذين، بالإضافة إلى الذراعين.
وتتنوع طرق التعامل مع تلك الدهون باختلاف أحجامها سواء بالتمارين الرياضية المكثفة والنظام الغذائي أو الاضطرار إلى اللجوء للتدخل الجراحي، وفي بعض الأحيان قد يتطلب الأمر استخدام الطريقين معًا الطبي والرياضي.
اقرأ أيضًا:تمرين الفاكيوم.. أسرع طريقة لشد الخصر وإذابة الدهون
هل تكفي التمارين الرياضية للتخلص من الدهون الموضعية؟
في الحقيقة لا يوجد حتى الآن نظام رياضي فعال بنسبة 100% للتخلص من تلك الدهون الصعبة، سواء من خلال الاعتماد على نظام تمارين المقاومة ورفع الأثقال، أو تمارين الكارديو، ولكن في الوقت نفسه يمنح دمج النظامين معًا نتائج جيدة للغاية لتقليل مناطق تراكم الدهون.
وعلى سبيل المثال لن تؤدي تمارين الأرجل إلى التخلص من الدهون الصعبة في تلك المنطقة، فعلى الرغم من جودتها في تقوية عضلات الجزء السفلي من الجسم وزيادة كثافتها، فإن التخلص من الدهون يتطلب دمج تمارين المقاومة مع تمارين الكارديو لتقليل وتفكيك خلايا الدهون في المنطقة المُستهدفة.
ودعمًا لما سبق ذكره نشرت الجمعية الأمريكية للدواء دراسة استمرت لمدة ثلاثة أشهر، خضع فيها المشاركون لبرنامج رياضي يعتمد على تمارين الأرجل لتقليل الدهون في الجزء السفلي من الجسم لتُظهر النتائج أنه وعلى الرغم من انخفاض نسبة الدهون الإجمالية في الجسم، فإن الدهون الموضعية في تلك المناطق لم تتأثر بشكل مُرضي.
هل تفقد التمارين أهميتها أمام مناطق تراكم الدهون الموضعية؟
بالطبع لا، فلنناقش تمارين البطن كمثال، فهي ربما لن تكون شديدة التأثير لسحق الدهون المتراكمة على المعدة والمناطق حولها، إلا أنها في الوقت نفسه سترفع من قدرات البطن والجذع على التحمل، كما ستدعم الأداء الرياضي في تأدية التمارين الأساسية الأكثر صعوبة وعلى رأسها تمارين مثل القرفصاء Squat، والرفعة الميتة Deadlift، والضغط بالبار Bench Press.
وتعد النتيجة الحتمية لزيادة القوة والقدرة على التحمل هي رفع أوزان أثقل وأكبر حجمًا، ومن ثم حرق الكتلة الإجمالية من الدهون داخل الجسم، والتقليل من أماكن تراكم الدهون الموضعية.
لماذا لا نتخلص من الدهون الموضعية حتى مع اكتساب العضلات؟
لحُسن الحظ أن النمو العضلي يختلف عن الدهون الموضعية فيما يتعلق بالاستجابة إلى التمارين الرياضية، فعلى عكس الدهون تتطور الكتلة العضلية وتنمو من خلال استهدافها بالتمارين المُخصصة لكل عضلة، وفي الوقت نفسه قد لا نرى حلاًّ نهائيًّا يفيد في التخلص من الدهون حتى مع اكتساب العضلات ولهذا الأمر أسبابه وهي:
1- طبيعة حرق الدهون
الفكرة العلمية الرئيسة لأسباب غياب الحل النهائي للتخلص من الدهون الموضعية عن طريق ممارسة التمارين الرياضية وحدها هي الطريقة التي يتخلص فيها الجسم من الدهون وكيفية حدوثها.
فمثلاً عند ممارسة تمارين الذراع للتخلص الدهون المتراكمة حوله يوضع أكبر جهد ممكن على عضلات الذراع، ومن ثم يقوم الجسم بالتوجه نحو الدهون، لتدخل بدورها في عملية تأكسد، وتوصيلها بأكبر سرعة ممكنة عبر مجرى الدم نحو العضلات لتوليد الطاقة.
وبطبيعة الحال يعد المجهود البدني المسؤول الأول عن زيادة حرق الدهون، ولكن تبقى العقبة الأهم أمام التخلص من الدهون الموضعية أن تلك الأحماض الدهنية التي استخدمها الجسم لإمداد العضلات بالطاقة لا تأتي بالضرورة من نفس المناطق المُستهدفة بالتمارين الرياضية، التي في حالتنا هنا هي تلك المتواجدة في الذراع.
اقرأ أيضًا:رجيم لو كارب.. نظام مثالي لإنقاص الدهون دون مخاطر
2- استراتيجية التدريب غير الفعالة
ظهور نتائج إيجابية تتعلق بتقليص الدهون الموضعية في مناطق الجسم يرتبط بعوامل طبيعية مثل كفاءة عملية حرق الدهون لكل شخص، ومدى جودة النظام الغذائي الملائم للجهد المبذول، وبالطبع استراتيجية التدريب المُتبعة.
ومع أهمية تمارين المقاومة المُكثفة في بناء العضلات، فإنّها لا تكفي وحدها للوقوف أمام معضلة الدهون المتراكمة التي يرتبط تقليل نسبتها باعتماد استراتيجية تدريب قائمة في الأساس على الدمج بين تمارين المقاومة ورفع الأثقال جنبًا إلى جنب مع تمارين الكارديو التي يُفضل ممارستها بعد التمارين الأساسية وليس قبلها للحصول على أفضل النتائج.
كيف تتم عملية حرق الدهون الموضعية؟
تحتاج عملية حرق الدهون داخل الجسم إلى شرط تحقيق عجز في نسبة السعرات الحرارية المُستهلكة مقابل الوحدات الحرارية الواردة إلى الجسم من خلال الطعام والشراب.
وعند توافر هذا الشرط لا يجد الجسم سبيلاً لموازنة هذا العجز لتوليد الطاقة سوى الاتجاه لتكسير الدهون الثلاثية التي تم تخزينها في وقتِ سابق كمخزون استراتيجي يُستخدم في الأزمات عندما مواجهة عجزًا في السعرات الحرارية.
وفور شعور الجسم بوجود نشاط غير معتاد، سرعان ما تتحلل الدهون الثلاثية إلى أحماض دهنية لتنتقل بعد ذلك إلى جميع أجزاء الجسم من خلال مجرى الدم لتوفير الطاقة اللازمة.
وعلى الرغم من أهمية تواجد الدهون الثلاثية المسؤولة عن الحفاظ على الوظائف الإدراكية ومستويات الطاقة الأساسية، فإن نسبة تواجدها يجب أن تكون وفق المعايير المثالية لكل شخص حتى لا تؤثر على قوة وكفاءة القلب وصحة الأوعية الدموية.
وبالطبع لن تتم تلك العملية الحيوية دون الحاجة إلى استهلاك البروتينات والكربوهيدرات، بالإضافة إلى الدهون، لهذا تناول القيمة اليومية من الدهون الحيوانية الصحية يساعد الجسم على حرق وأكسدة المزيد من الدهون للحصول على الطاقة.
الحقيقة أن تحقيق نتائج إيجابية فيما يخص تقليل نسبة الدهون الموضعية من الجسم يحتاج إلى الكثير من الصبر، فوفقًا للجمعية الأمريكية للدواء تلعب نسبة الهرمونات والجينات دورًا بارزًا في تحديد المعدل والمكان الذي تُفقد فيه الدهون بشكل أسرع، هذا بجانب الصبر والانتظام في ممارسة التمارين الرياضية واعتماد نظام غذائي مناسب.
وفي النهاية لا يتبقى لنا عزيزي الرجل سوى أن نؤكد أنه وبالرغم من صعوبة القضاء النهائي على الدهون الموضعية المتراكمة، فإن اعتماد تمارين رفع الأثقال المركبة مثل القرفصاء Squat، والرفعة الميتة Deadlift، والضغط بالبار Bench Press التي تعمل على استهداف أكثر من مجموعة عضلية بأكبر قدر من الأوزان له أهمية كبيرة وذلك لفاعلية رفع الأوزان الثقيلة في زيادة القوة الجسمانية التي يحتاج تحقيقها إلى حرق كمية كبيرة من كتلة الدهون الكلية للجسم، ومن ثم تغير خريطة توزيع الدهون المتراكمة داخل الجسد على المدى البعيد.